رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
منع مرسى من زيارة أمريكا بسبب باسم يوسف! جون ستيوارت أكبر مقدم برامج ساخرة فى العالم يخصص إحدى فقرات برنامجه للدفاع عن باسم يوسف، وأمانبور أكبر مقدمة برنامج إخبارى تخصص فقرة لحوار مع باسم يوسف حول استدعائه إلى النيابة للتحقيق معه فى تهمتى إهانة الرئيس وازدراء الأديان. ومعظم صحف العالم تنشر أخبار التحقيق وصور باسم يوسف أمام دار القضاء العالى...أما صفحات الإخوان المسلمين فتترك كل هذا وتنشر صورة ملفقة بالفوتوشوب لمظاهرة فى إسرائيل ترفع صورة باسم يوسف شاء حظهم التعس وغباؤهم – المعتاد- أن يكتشف أصلها شاب فلسطينى وينشر الصورة الأصلية! حزب مكافحة الحرية والعدالة الذى يتمسح قادته فى تراب الأمريكان ليل نهار أصدر بيانا «غاضبا» «ساخطا» «مسخوطا»، يعبر عن رفض الحزب لتصريحات المتحدثة الأمريكية فيكتوريا نولاند حول باسم يوسف، ويزعم البيان بكذب بين – كالعادة أيضا- «أن تصريحات المتحدثة الأمريكية توحى بأن المسألة تتعلق بإهانة الرئيس فى حين أن المكوِّن الأساسى فى البلاغات يتعلق بازدراء الدين الإسلامى، والتهكم على الشعائر الدينية، وهذا الازدراء- إن صح- يمثل خرقًا خطيرًا للقانون وللأعراف والثوابت الاجتماعية والثقافية فى المجتمع المصرى، بما ستكون له تداعياته الخطيرة فى هذه المرحلة الحساسة، وبما يؤجج مشاعر المصريين الذين يرفضون التهكم على شعائرهم الدينية». لا يعرف المتأسلمون شيئا عن السياسة سوى «تكفير» معارضيهم وطعنهم فى دينهم. هذه عقولهم وطريقة تفكيرهم وحياتهم المختلة. تكلم مع أى منهم حول أى موضوع، كرة القدم مثلا، ثم عارضه فى رأيه وسوف تكون النتيجة أنك ستتهم بالكفر أو على الأقل الضلال المبين وعدم فهم الدين. قل له مثلا إن مشروع الصكوك تفريط فى الوطن، أو إن مرسى لم يعد رئيسا شرعيا منذ أن انتهك الدستور والقانون وحرض على قتل معارضيه، أو قل له إن خالد عبد الله وأبو إسلام لا علاقة لهما بأى دين أو أخلاق...قل أى شىء عن أى شىء غير المنصوص عليه فى كتيب اللجان الالكترونية الخرفانية...وسوف تلحق بباسم يوسف فى التخشيبة أو بالحسينى أبو ضيف فى الآخرة. قبل الحديث عن قضية باسم يوسف بالتحديد لا بد من إضاءة بعض النقاط المتعلقة بها. باسم يوسف نتاج الثورة المصرية، وكذلك محمد مرسى. جون ستيوارت فى برنامجه قال لمرسى ما معناه إنه لولا باسم يوسف وغيره من الصحفيين والمعارضين الشجعان لما أصبحت رئيسا ولظللت فى السجن الذى تريد وضع باسم فيه. الثورة أفرزت على السطح الجيد والردىء، الصالح والطالح، الفاشى والليبرالى، وكل ما كان موجودا ومسكوتا عنه فى المجتمع قبل 25 يناير. هذا المعنى قاله باسم يوسف فى حديثه للمذيعة أمانبور. قال أيضا إنه أصبح من حق الجميع أن يتقدم ويقدم نفسه حتى يعرفه الناس على حقيقته. هذا ما فعله السياسيون المتأسلمون، أو الإسلاميون المتسيسون، وهو حق غيرهم أيضا من كل التيارات. البذاءة، وفقا لتوصيف المحافظين الذين ولدوا وترعرعوا وتعولبوا فى ظل النظام الاجتماعى القديم، القائم على التحايل والنفاق والكذب والشيزوفرينيا، هى أيضا نتاج الثورة. المفروض أن الاعلام مرآة صادقة لما يحدث ويقال فى الواقع، ولكن إعلامنا اعتاد أن يكون بروازا منمقا رخيصا وليس مرآة الانفجار الاعلامى الذى أعقب الثورة كشف بعض ما يوجد وما يقال على الأرض، وهذا يفزع المنافقين. الغريب أن بعض منتقدى باسم يوسف هم الأكثر بذاءة من بين كل البذيئين الذين يمتلئ بهم المجتمع. الغريب أن أصحاب الآذان الحساسة الرقيقة من الذين يشتكون من بذاءة باسم يوسف، لا نسمع لهم صوتا حول بذاءات السياسيين المتأسلمين أو انتهاك الفقراء والنساء والأطفال والسحل والاغتصاب والقتل الذى يتعرض له معارضو مرسى وعصابته وداخليته الذين يضربون الأرقام القياسية فى بذاءة السلوك والأخلاق. لم يدرك هؤلاء الأبذياء (جمع بذيء) اللحظة الفارقة (على رأى كبيرهم حجما) التى تعيشها مصر الآن. لقد خرج الجنى من القمقم، ولم يعد من الممكن إعادته إليه. وهم اختاروا أمنياتهم الثلاث التى توعد الجنى بتحقيقها: البرلمان، الرئاسة، الدستور. ولكنهم مثل علاء الدين سيكتشفون بعد فوات الأوان أنهم اختاروا الأمنيات الخطأ، وأن المال والجاه والسلطة سيزول منهم بأسرع مما جاءوا. وبجانب الأبذياء هناك المحافظون إياهم، الذين يخدعون أنفسهم ويتوهمون أن كلمات باسم يوسف يمكن أن تخدش حياء بناتهم وأخواتهم وأمهاتهم، ولكنهم حين يسمعون الفحش الأصلى والمفتخر الذى تتعرض له نساء مثل بناتهم وأمهاتهم فى الشوارع ليل نهار يغضون البصر والسمع ويسقط على رءوسهم الطير! لم نسمع عن عشرة من هؤلاء «المؤدبين» قرروا الخروج فى مظاهرة أو إصدار بيان ضد الاغتصاب والتحرش والفحش السلوكى واللفظى الذى أصبحت تشتهر به مصر أكثر من الأهرامات! فيما مضى اعتدنا التستر على البلاوى، الآن لم يعد ذلك ممكنا. بلاوى اليوم تحتاج إلى المواجهة لا الستر. هذه اللحظة الفارقة لم يعد من الممكن تكبيلها. لن يستطيعوا حبس باسم يوسف أو غيره من الإعلاميين. البعض من أصحاب ومديرى القنوات سيخافون كعادة أصحاب المال والمناصب، وقد بدأت التهديدات بالفعل تنهال فوق رءوس وقنوات هؤلاء. الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة أرسلت إنذارا إلى شركة المستقبل للقنوات الفضائية والإذاعية، التى تبث قنوات سى بى سى، بوقف برنامج «البرنامج» بسبب بعض الشكاوى الكيدية، والوهمية، التى قدمت للهيئة. البعض سيجبن، بطبيعته الجبانة، ولكن هذا لن يمنع ظهور عشرات البرامج من نوعية «البرنامج» على قنوات أخرى مصرية، أو قبرصية، أو الكترونية. اللحظة الفارقة تتسم أيضا بشفافية نسبية مرعبة لكل أنواع المجرمين من عشاق «الستر» والظلام. العالم كله، وأوله المصريون، يتابع ما يحدث ويسأل ويتقصى ويشارك. قضاة العالم سيتضامنون مع قضاة مصر، وحقوقيو العالم سيتضامنون مع جمعيات حقوق الانسان فى مصر، واعلاميو العالم سيتضامنون مع باسم يوسف وغيره من اعلاميى مصر. جون ستيوارت نصح مرسى فى فقرته عن باسم يوسف بالاستماع إلى تصريحاته قبل انتخابه رئيسا حول الحريات، وقال له إن البرامج الساخرة لا تملك شيئا من قوة السياسيين، وأن كل برامج أمريكا لم تمنع الفاشى بوش من الحرب على العراق، ولكن الصحفى الأمريكى اريك تريجر (صاحب المواجهة الشهيرة مع البلتاجي) قال فى «تويتة» له إن برنامج جون ستيوارت لن يمنع مرسى من تنفيذ مخططاته ولكنه سيجعل زيارة مرسى لواشنطن شبه مستحيلة! |
|