|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المياه المقدسة والأرض المقدسة 1. المياه المقدسة: في ذهن أنبياء العهد القديم كان عصر المسيا هو العصر الذهبي الذي طال انتظار العالم له، وصفوه كعصر غني بالمياه الفياضة... وقد سبق لنا الحديث عن هذا الأمر(332)، إذ يرى زكريا النبي في هذه المياه المقدسة سر طهارة الشعب (زك 13: 1) ويوئيل النبي سر قداسته (3: 18) وإشعياء النبي سر تحويل البرية إلى حقول مزهرة (44: 3 إلخ)... أما حزقيال النبي فيرى الرب قد غسل البشرية وطهرها من نجاساتها، إذ يقول لها "حممتك بالماء وغسلت عنك دماءك ومسحتك بالزيت" (16: 9) كما يختم حديثه عن الهيكل الجديد بوصفه للمياه المقدسة النازلة من تحت عتبة البيت نحو المشرق من الجانب الأيمن للبيت عن جنوب المذبح (حز 47: 1-12) ويلاحظ في هذا الحديث الآتي: أ. رأى حزقيال النبي المياه تخرج من تحت عتبة البيت نحو المشرق "لأن وجه البيت نحو المشرق، والمياه نازلة من تحت جانب البيت الأيمن عن جنوب المذبح" [1]. ما هو هذا البيت المتجه نحو المشرق إلا كنيسة العهد الجديد التي تتجه نحو السيد المسيح مشرقها، وتحتضن المذبح المقدس حيث تقدم عليه ذبيحة العهد الجديد، أما هذه المياه المقدسة التي تخرج من تحت عتبته فهي "المعمودية المقدسة" التي بدونها لا يقدر أحد أن يدخل إلى العضوية في كنيسة المسيح، هذه المياه التي تستمد قوتها من خلال الذبيحة، كقول الرسول: "الذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة: الروح والماء والدم، الثلاثة هم في الواحد" (1 يو 5: 8) هذه هي المعمودية المسيحية التي هي من فعل الروح القدس الذي يعمل فيها من خلال دم السيد المسيح. هذه المياه مطهرة للعالم، وكما يقول القديس جيروم: [إذ يسقط العالم في الخطية ليس من يقدر أن يطهره مرة أخرى سوى ينبوع المياه ]. ب. رأى حزقيال النبي رجلًا قاسَ ألف ذراع وعبر به في المياه ثم ألفا ثانية فثالثة وعند الرابعة يقول: "وإذا بنهر لم أستطع عبوره، لأن المياه طمت، مياه سباحة نهر لا يعبر. قال لي: أرأيت يا ابن آدم؟ ثم ذهب بي وأرجعني إلى شاطئ النهر" [5-7]. ما هذا المنظر إلا العبور بحزقيال النبي إلى سر المعمودية؟! نحن نعرف أن رقم 1000 يشير إلى الحياة السماوية لأن يومًا واحدًا عند الرب كألف سنة، وكأن حزقيال النبي قد دخل إلى الحياة السماوية من خلال المعمودية، أما تكرار الألف أربع مرات فلأن عمل المعمودية يحتضن شعوب المسكونة من أمم وشعوب قادمة من كل أنحاء العالم (المشارق، والمغارب والشمال والجنوب)، لكي يصطبغ المؤمنون بصبغة سماوية. عندئذ تأمل النبي في أسرار المعمودية فوجدها تفوق كل إدراك بشري، إذ رآها مثل نهر لا يمكن عبوره، والتزم بالعودة إلى الشاطئ ليتأمل عمل الله مع الناس خلال هذه المياه المقدسة. ج. سؤال النبي: أرأيت يا ابن آدم؟ يذكرنا بقول الله لآدم: أين أنت؟ فإذ كان آدم قد فقد بهاء طبعه وأمجاده في الفردوس، فإنه يستعيد الآن ما قد فقده. هذا هو سر السؤال التعجبي. د. عند رجوعه إلى الشاطئ رأى النبي أشجارًا كثيرة جدًا من هنا ومن هناك" [7]. إنها صورة رمزية للمؤمنين المغروسين على مجاري المياه المقدسة، يعطون الثمار في أوانها، وورقها لا يذبل، وكل ما يصنعونه ينجحون فيه (مز 1: 3). هؤلاء هم المؤمنون الذين حل عليهم الروح القدس فصاروا أشجارًا كثيرة جدًا في فردوس الرب. ه. رأى أيضًا "السمك كثيرًا جدًا لأن هذه المياه تأتي إلى هناك فتُشْفَي ويحيا كل ما يأتي النهر إليه" [9]. رأى السمك وإذا هو من أنواع كثيرة كسمك البحر العظيم كثير جدًا [10]. وكما تشير الأشجار إلى المؤمنين المتشبهين بالسيد المسيح "شجرة الحياة" هكذا يشير السمك إلى المؤمنين الذين يتشبهون بالسيد المسيح "السمكة (اخسوس)"، يعيشون في مياه المعمودية. وكما يقول العلامة أوريجانوس: [يدعي المسيح مجازيًا بالسمكة ]. ويقول العلامة ترتليان: [نحن السمك الصغير بحسب سمكتنا يسوع المسيح قد ولدنا في المياه، ولا نكون في أمان بأيه طريقة ألا ببقائنا في المياه على الدوام ]. ز. يتحدث عن تقديس المياه، قائلًا: "لأن مياهه خارجة من المقدس" [12]. 2. الأرض المقدسة: بعد أن تحدث عن الهيكل المقدس والمدينة المقدسة بدأ يحدد الأرض المقدسة التي وعد بها شعبه، وتقسيمها بين الأسباط، وهنا نلاحظ: أ. يقول: "رفعت يدي لأعطي آباءكم إياها، وهذه الأرض تقع لكم نصيبًا" [14]. وكأنه يقدم لهم تأكيدًا أنه لن يحنث بالقسم الذي تعهد به (برفع يديه) لآبائهم، إنه يبقى أمينًا بالرغم من عدم أمانة الإنسان. ب. حدد الرب بنفسه موقع الأرض بكل تخومها من جميع الجهات، فإن الله يهتم بأولاده ويحدد لهم مسكنهم لأجل راحتهم. ج. أعطى الرب لسبط يوسف نصيبين [13] حتى تقسم الأرض إلى اثني عشر قسمًا، لأن سبط لاوي ليس له نصيب في الأرض، بل الرب نفسه هو نصيبه. ويكون التقسيم بالقرعة حتى لا يعطي فرصة للعوامل الشخصية أن تتدخل في تحديد نصيب كل سبط [22]. د. أعطي للغرباء الساكنين في وسطهم حق المقاسمة في الميراث [22-23]، إشارة إلى دخول الأمم في الميراث الأبدي من خلال الكرازة بالإنجيل إذ يكون الكل واحدًا في المسيح بلا تمييز (رو 10: 12). من وحي حزقيال 47 يا لعظمة المعمودية! * رأى زكريا نبيك في مياهك تطهيرًا، ويوئيل تقديسًا، وإشعياء اثمارًا، إذ يتحول قفري إلى جنة لك. وحزقيال غسلًا وتطهيرًا من نجاساتنا وتجديدًا لطبيعتنا! * يا لعظمة المعمودية! فهي الغسل والتقديس والاثمار والاستنارة، على جوانبها أشجار مقدسة، جنة إلهية. داخلها سمك كثيرًا! هب لي أن أحيا في مياه معموديتك فأحيا وأنمو على الدوام! * لا تحرمني من النصيب الذي أعددته لي في الأرض الجديدة. معموديتك تدخل بي إلى ميراث مجدك أيها العجيب في عظمتك. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حزقيال النبي | المدينة المقدسة |
حزقيال النبي | تقسيم الأرض المقدسة |
حزقيال النبي | الأرض المقدسة |
حزقيال النبي | المياه المقدسة |
حزقيال النبي | المخادع المقدسة |