أَمِنْ فَهْمِكَ يَسْتَقِلُّ الْعُقَابُ،
وَيَنْشُرُ جَنَاحَيْهِ نَحْوَ الْجَنُوبِ؟
يتسم العقاب بسرعة طيرانه وقوته، وهو من الطيور الجارحة، ينشر جناحيه ويطير نحو الجنوب، هربًا من المناطق الباردة في الشمال، خاصة عندما ينزع ريشه ويستبدله بريش جديد. من الذي وهبه هذه الحكمة سوى الله؟
v ما هو إذن الصقر الذي يتمتع بريشه (الجديد) في الجنوب إلا كل قديسٍ يلتهب عندما يتلامس مع نسمة الروح القدس، فيطرح عادة الحوار القديم، ويأخذ شكل الإنسان الجديد؟ ينصح بولس قائلاً: "خلعتم الإنسان العتيق مع أعماله، ولبستم الجديد" (كو 3: 9-10). وأيضًا: "وإن كان إنساننا الخارج يفنى، فالداخل يتجدد يومًا فيومًا" (2 كو 4: 16).
أن ننشر أجنحتنا نحو الجنوب يعني أن نفتح قلوبنا في الاعتراف، بحلول الروح القدس، فلا نجد بعد مسرتنا في إخفاء أنفسنا بالدفاع عنها، بل نفضحها باتهامنا لها.
البابا غريغوريوس (الكبير)
v من يقدر أن يميز طبيعة طيور السماء؟! كيف يتمتع بعضها بأصوات ملحنة، وآخر مرقش بكل الألوان في أجنحتها، والبعض يهيم في الهواء كأنه بلا حراك مثل النسر. فإنه بأمر إلهي "ينشر (العقاب) جناحيه نحو الجنوب". من يقدر ان يرى الارتفاع الشامخ للصقر؟!... فكيف تريد ان تفهم خالق الكل؟!
القديس كيرلس الأورشليمي