منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 09 - 2013, 05:34 AM
الصورة الرمزية Haia
 
Haia Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Haia غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 230
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 7,368

إدماج الأنوثة والذكورة
تظهر أيضاً مشكلة المتناقضات في منتصف الحياة من خلال ظهور صفات الجنس الآخر لدى الرجل والمرأة. «نلاحظ خصوصاً لدى شعوب البحر المتوسّط أنّ صوت بعض النساء يخشن، ويظهر لهنّ شارب، وتصبح سمات الوجه قاسية والسلوك رجوليّاً في عدّة مجالات. وعلى العكس، تتلطّف الهيئة الجسديّة الذكوريّة، وتظهر فيها أنوثة من خلال البدانة مثلاً، وتعابير الوجه اللطيفة.» ويرى يونغ أنّ الأمور تتمّ وكأنّ كلّ شخص يمتلك مؤونة من الذكورة والأنوثة. ففي المنتصف الأول من الحياة، يستهلك الرجل قدراً كبيراً من مخزونه الذكوريّ، فلا يبقى لديه بعدها إلاّ خزيناً أنثوياً.

ويبدو أنّ هذا يظهر في التغيّرات الجسديّة لدى الرجل والمرأة في منتصف الحياة:
«غالباً ما نلاحظ أنّه في الـ45 أو 50 يصل الرجل إلى مرحلة الإرهاق. حينها تمسك المرأة بزمام الأمور، فتبدأ مثلاً بمشروعٍ تجاريٍّ صغير، ويكتفي الرجل بمساعدتها. فكثير من النساء لا يبلغنَ مرحلة المسؤوليّة والوعي الاجتماعيَّين إلاّ بعد الأربعين. وفي الحياة الاقتصاديّة الحديثة، يحدث غالباً الانهيار العصبيّ والإحباط بعد سنّ الأربعين، خصوصاً في أفريقيا. فإذا راقبنا الضحايا عن كثب، نلاحظ أنّ الّذي ينهار هو نمط حياة ذكوريّ تمّ عيشه حتّى الآن. ولا يبقى بعدها إلا رجل مؤنّث. ونلاحظ في الأوساط نفسها أمراً معاكساً لدى النساء. إذ تنمو لديهنّ في العمر نفسه ذكوريّة غير مألوفة، وصلابة في طريقة تفكيرهنّ، فينحّون القلب والمشاعر جانباً. وغالباً ما ترافق هذه التغيّرات فشلاً بأشكال وأنواع متعددة في الحياة الزوجيّة. وليس من الصعب أن نتخيّل ما يجري حين يكتشف الرجل رهافة مشاعره وتكتشف المرأة عقلانيّتها».

ويستعمل يونغ تعابير الأنوثة والذكورة ليشير إلى السمات والخصال والمبادئ الأنثويّة والذكوريّة. فكل كائن بشري يحمل في داخله المخزونين. ولا ينمّي عموماً في المنتصف الأول من حياته إلا مخزوناً واحداً، ويكبت الآخر في اللاوعي. فإذا لم يسعَ الرجل إلاّ إلى البرهان عن ذكوريّته، تُكبت الأنوثة في اللاوعي وتظهر في مزاجيات وعواطف عنيفة. «وهي تدعم وتبالغ وتشوّه وتعبّر في هيئة أساطير كلّ العلاقات العاطفيّة في العمل ومع الأشخاص من كلا الجنسين».
وعند المرأة، يتمّ كبت الذكوريّة، فتظهر من خلال الحزم في القناعات. ويستند الحزم إلى افتراضات لا واعية ولا شيء يبلبلها. إنّها مبادئ لا يمكن المساس بها ولا التساؤل حولها، لأنّها مبادئ شرعيّة بحكم الطبيعة. «فعندَ النساء المفكّرات، تثير الذكوريّة طريقة من التفكير والبرهان تسعىَ إلى أن تكون عقلانيّة ونقديّة، لكنّها تسعى جوهريّاً إلى تحويل نقطة ضعيفة وجانبيّة إلى مسألة أساسيّة وغير معقولة. أو فرض غموض على نقاش واضح من خلال إدخال وجهة نظر لا علاقة لها بالموضوع أو مُضلّلة إن أمكن. فالنساء من هذا النوع يسعون إلى استفزاز الذكر الّذي أمامهنَّ من دون أن يعوا ذلك. فيخضعن هكذا للذكوريّة فيهنّ خضوعاً تاماً.» إذا لم يقبل الرجل سماته الأنثويّة، أي مشاعره وإبداعه والحنان الّذي فيه، فإنّه يسقط هذه السمات على نساء فيجدهنّ رائعات. لأنّ الإسقاط يجلب دوماً إعجاباً. فحالة الحبّ في سنّ الشباب، الّتي تترافق بأحاسيس شديدة، ترتبط دوماً بإسقاطاتٍ معيّنة. وفي النصف الثاني من الحياة، يجد الرجل نفسه مجبراً على سحب إسقاطه. وأنّ عليه أن يقرّ لنفسه ويعترف بأنّ كلّ ما يجذبه إلى هذه المرأة أو تلك موجود في الواقع داخل نفسه. هذا الاعتراف ليس سهلاً على رجلٍ فخورٍ برجوليّته. ويعتقد يونغ أنّ الأمر يتطّلب منه شجاعة قلبٍ شديدة وصدقاً تجاه نفسه: «حتّى إنّني أقول إنّ قبول الظلّ هو من عمل الرفيق أو الشريك. لكنّ التفاهم مع الأنوثة هو عمل الشخص المعنيّ، وقليلون قادرون على ذلك».
و يقترح يونغ طرائق متعددة للجدال مع الأنوثة. والطريقة الأولى هي عدم كبت المزاج والعواطف والمشاعر بخنقها من خلال الانشغال أو عدم الاكتراث لها، مُعتبراً إيّاها نقطة ضعفٍ وعليّ أن أقبلها. بل عليّ أن أتبيّن واستوضح سرّ «آليّة الرفض وعدم الاكتراث هذه»، وأن آخذ على محمَل الجد ظهورات اللاوعي من خلال المزاجيّات والعواطف. عليّ أن أحاورها، وأن أتيح لللاوعي فيّ كي يعبّر عن نفسه فيصعد بهذه الطريقة إلى الوعي. فحين أسأل عواطفي عمّا تريد أن تقوله لي، وعن أبعاد لاوعيي ورغباته واستعداداته الّتي تريد عواطفي أن تخبرني عنها، أسمح لأنوثتي بأن تصل إلى الكلام والتعبير. ويعتبر يونغ أنّ حوار الشخص مع مزاجيّاته ومشاعره، والحوار من خلالهما مع لاوعيه، هو تقنيّة أساسيّة لتربية الأنوثة وتهذيبها. أمّا الطرائق الأخرى فهي الانشراح الواعي لقوى الحساسيّة والقدرات الموسيقيّة والفنيّة الّتي يحملها كلّ واحد منّا في داخله.
إنّ اللاوعي الذي يظهر في الإنسان بهيئة أنوثة يتضمنّ خطراً؛ فهو لا يخلخل التوازن فقط، بل قد يخنق ما كان في السابق رجلاً ذا خبرة في عالم الوعي. لذلك يحتاج هذا الرجل إلى حماية كي يتمكّن من ملاقاة لاوعيه في ظروفٍ يستطيع الاستفادة منها. فبحسب يونغ، يقدّم الدين ورموزه هذه الحماية. فالدين يأخذ في عين الاعتبار حساسيّة الأنوثة وطبعها الخلاّق، ويصبح، لهذا السبب، أمّاً للمؤمن، تزوّده بالحياة، وينبوعاً غزيراً يستطيع الارتواء منه، ينبوع حياة وإبداع.
الدين يقدّم للإنسان الحماية التّي يجدها عند أمّه، لكنّه يحرّره في الآن نفسه من الروابط الطفوليّة بالأم. فبحسب يونغ، إذا ظلّ الإنسان متعلّقاً بأمّه، فإنّه يواجه عواطفه بدون دفاع، ويعرّض صحتّه النفسيّة للخطر. فالارتباط بالأمّ يكون غالباً ارتباطاً لا واعياً، ويظهر من خلال إسقاط الأنوثة على امرأة تقوم بالدور الأموميّ. وفي منتصف الحياة، حين يظهر اللاوعي في الشخص بطريقة مُبلبِلة، يفتّش الرجل عن ملجأ وحماية. ويقوده الخوف من المجهول، الّذي يسبّبه اللاوعي، إلى السعي وراء حمايةٍ أنثويّة. فيمنح هذا الخوف المرأة سلطاناً غير مشروعٍ عليه، لأنّها تجربة تتعرّض لها غريزة الامتلاك لديه. حينها، يرى يونغ أنّ الدين دواء فعّال، يستطيع الرجل فيه أن يختبر خصوبة الأنوثة، ويحميه الدين من الإعجاب الّذي يتولّد من إسقاط الأنوثة على نساءٍ حقيقيّاتٍ. وفي الآن نفسه، يسمح له الدين باختبار جميع قوى الأنوثة الخلاّقة والخصبة الضروريّة لحيويّته. لأنّ الرجل المحروم من الأنوثة يفقد حيويّته وقدرته على التكيّف وإنسانيّته.
«فيُظهِرُ حينها، عادةً، صلابةً مبكّرة إن لم نقل تحجّراً، جموداً، تحيّزاً، تعصّباً، عناداً غبياً، مماحكاتٍ حول المبادئ، أو على العكس، خضوعاً وتعباً وتسيّباً وعدم مسؤوليّة، وفي آخر الأمر «ارتخاءً وفتوراً» طفوليّاً مع ميل إلى الكحول».
وكما يحدث للطفل مع أنوثته، على المرأة أن تتعلّم التعامل مع ذكوريّتها، وأن تتعلّم استعمالها على أنّها آثار مرئيّة لللاوعي فيها، وفرصة لمعرفة هذا اللاوعي بطريقةٍ أفضل. عليها أن تسبر خلفيّة آرائها بروحٍ نقديّة، حين تأخذ هذه الآراء شكل القناعات الراسخة والمبادئ الّتي لا يمكن المساس بها، كي تدرك مصدرها. فهذه العمليّة تمكّنها من الوصول إلى الافتراضات اللاواعية لهذه الآراء الّتي، ظاهرياً، لها أسس عقلانيّة صرفة. وهكذا، تقوم الذكوريّة بدور الجسر الّذي يقود إلى اللاوعي، حيث تكمن قوى خصبة وخلاّقة ضروريّة لصيرورتها.
إنّ دور الدين في إدماج الذكوريّة وقبولها لدى المرأة يختلف عن دوره عند الرجل. فبالنسبة إليها، تكمن الأهميّة خصوصاً في المتطلّبات الزهديّة والأخلاقيّة. فهي تسمح لها بالتخلّص من سلوكٍ أموميّ شديد الحماية، وبالالتفات نحو الالتزام وتحمّل المسؤوليّة والعمل. على الذكوريّة أن تجبل الأنوثة، أي على روح الحزم الّتي في الأب أن تُغني الأنوثة. وهكذا، يستطيع الدين أن يمنح الأنوثة شكلاً وبنيةً تسمحان للمرأة بالانشراح والنموّ.
ومن جهةٍ أخرى، ينال اندماج الأنوثة والذكوريّة سنداً من الجماعة. فهي تقدّم ميناءً تركن النفس إليه، وأيضاً تطلّباً وإعادة بنيان. فمَن ينقطع عن الجماعة ينقطع عن نهر الحياة. ويرى يونغ أنّ الدافع إلى الانقطاع هو الرغبة في إخفاء الحساسيّة والتفاهة. وبالتالي، فإنّ الوحدة والعزلة لا تنتُجان عن نقصٍ في القدرة على الاتصال بل عن نقصٍ في التواضع. فمن يشعر بالكبرياء، يعجز عن الانفتاح على مَن حوله ويعزل نفسه. أما المتواضع، فلا يبقى وحده أبداً. والرجل أو المرأة الّذي يسمح لقوى الذكوريّة والأنوثة بأن تثير لديه التساؤل حول نفسه باستمرار، وبإشادة الشخصيّة الّتي كوّنها كحاجزٍ أمام الخارج، وبمواجهة التضادّات لديه بصدق، وبسبر مستمر لخلفيّات أفكاره وآراءه، ويكون متواضعاً بقدرٍ كافٍ كي ينفتح على الآخرين، هذا الرجل أو هذه المرأة يجد في الجماعة عوناً فعّالاً كي يدمج في نفسه الذكوريّة والأنوثة ليصل إلى توازنه الروحيّ.
رد مع اقتباس
قديم 12 - 09 - 2013, 09:21 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,266,665

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أزمة منتصف الحياة 5 #

شكرا ياهيا على الموضوع القيم حببتي
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 09 - 2013, 02:42 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Haia Female
..::| مشرفة |::..

الصورة الرمزية Haia

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 230
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 7,368

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Haia غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أزمة منتصف الحياة 5 #

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mary naeem مشاهدة المشاركة
شكرا ياهيا على الموضوع القيم حببتي
ميرسى مارى على مرورك الكريم
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أزمة منتصف العمر عند الرجال
أزمة منتصف العمر : mid life crisis
أزمة منتصف الحياة 3 #
أزمة منتصف الحياة 2 #
أزمة منتصف الحياة 1 #


الساعة الآن 12:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024