لك البركة.. لك البركة التي منحتها للعالم، فتتبارك في كل أجناسه وأجياله ولو لم تكن لك هذه البركة لهلك العالم كله في خطاياه. لك البركة التي نقول لك عنها في القداس "وباركت طبيعتي فيك). لك البركة غير المحدودة التي باركت بها العالم كله.. لك البركة التي باركتنا بها نحن الأمم المدعوين غرلة، الذين كنا بدون مسيح، أجنبيين وغرباء عن عهود الموعد، لا رجاء لنا.. فصرنا ببركك قريبين، ولم نعد غرباء ونزلاء بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله. (أف 2: 11- 19). لك البركة، لأنك قدوس. لذلك نرتل لك اللحن يوم صلبك قائلين: "قدوس الله، قدوس الحي الذي لا يموت الذي صلب عنا ارحمنا" .. وأذ نرتل لحن قداستك أنما ننزهك عن كل ما اتهموك به وأذ نقول لحن "آجيوس" هذا بالنغم الحزايني، فلسنا نحزن عليك، إنما نأسف في قلوبنا لأن البشرية قدمتك كخاطئ إلي الصليب ونسبت إليك ما لا يليق. أما أنت آيها القدوس، المولود من الروح القدس، الذي أنت وحدك قدوس، فلك البركة إلي الآبد آمين. هذه البركة منحتها أولًا للص اليمين، عندما أدخلته معك في الفردوس. وبهذه البركة باركت جهال العالم الذين أخزيت بهم الحكماء، وباركت بها تلك الأوان الخزفية الضعيفة التي حملت اسمك القدوس.. من كان يظن أن هؤلاء الصيادين الضعفاء يصيرون في يديك كالخمس الخبزات، فتشبع بها العالم كله" في كل الأرض خرج منطقهم، وإلي أقطار المسكونة كلماتهم" (مز 19: 4). من كان يظن أن هذه الجماعة الخائفة المختبئة في العلية، يمكن أن تخرج لتقف أمام أباطرة وأمام فلسفات وأمام أديان، وتملاْ الأرض كلها.. أنها البركة التي قيلت لآمنا رفقة "صيري ألف ربوات، وليرث نسلك باب مبغضيه" (تك 25: 60). نعم يا رب لك البركة.. كانت الخطية قد حجبت البركة. فلما نزعت هذه الخطية عنا. أرجعت ألينا البركة أيضًا. ورددت الإنسان إلي رتبته الأولي. وقلت له في حنو "أباركك، وتكون بركة" (تك 12: 2). نطلب إليك أن تديم بركتك علينا، في كل ما تحمل من نعمة ومن كثرة.. ولترجع إلينا تلك البركة التي سمعنها منذ اليوم السادس حينما قلت لنا "اثمروا واكثروا، واملاْوا الأرض، وأخضعوه". (تك 1: 28)، والتي بارَكت بها أبانا نوح (تك 8).