رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشباب المتهم الرئيسي في إعادة نشر كورونا والصحة العالمية تحذرهم بعد أشهر من تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" في العالم، وتجاوز إصابته حاجز 22 مليون مواطن بمختلف الدول، ومحاولات الكثير منه السيطرة عليه واحتوائه بالفعل، صدر تحذير جديد من منظمة الصحة العالمية مثيرا للقلق. وقال تاكيشي كاساي، المدير الإقليمي لمنطقة غرب المحيط الهادي بمنظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، إن انتشار فيروس كورونا يقوده بشكل متزايد أشخاص أعمارهم بين العشرينات والثلاثينيات والأربعينيات، ولا يدرك كثيرون أنهم أصيبوا بالعدوى. وأضاف كاساي، في تصريحات صحفية، أنه: "هذا يزيد من مخاطر التداعيات على الفئات الأكثر ضعفا (كبار السن والمرضى)، الذين يتلقون رعاية طويلة الأمد والذين يعيشون في مناطق مكتظة بالسكان ومناطق محرومة". لم يكن ذلك هو التحذير الأول من نوعه، حيث حمّلت عدة جهات مسبقا بينها منظمة الصحة العالمية وهيئات عامة في بلدان مختلفة، الشباب مسؤولية انتشار فيروس كورونا مجددا، حيث دعا مدير الطوارئ الصحية في منظمة الصحية العالمية مايكل راين الشباب إلى التحلي بحس "المسؤولية"، قائلا "اطرحوا على أنفسكم السؤال: هل أنا في حاجة حقا لأذهب إلى هذه الحفلة؟". وجاء ذلك بعد اتهام مباشر للشباب نهاية يوليو الماضي بالمساهمة في نشر فيروس كورونا المستجد، بسبب ما يعتبره البعض سلوكا متهورا من هذه الفئة التي يصعب إقناعها بالالتزام بالضوابط خصوصا في الاحتفالات الصيفية. وأكدت السلطات الصحية أن النوادي الليلية تشكل بؤرا أساسية لتفشي كوفيد-19، وقد كان لسويسرا، وهي من بين آخر البلدان التي أعادت فتح نواديها الليلية، تجربة خاصة في هذا المجال، حيث إن ما بين 40% و50% من الحالات المكتشفة في الأسبوعين الأخيرين من يوليو "كانت مرتبطة بأناس ارتادوا النوادي الليلية والحانات، وهي أماكن تشهد رقصا وتبادلا للقبلات"، وفق رئيس قسم الوقاية من الأمراض المعدية في المستشفيات الجامعية في جنيف ديدييه بيتيه. وفي مطلع يوليو الماضي، صدرت دراسة جديدة حملت نفسا لمضمون، حيث أجراها باحثون في مستشفيات جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو بينيوف، أفادت بأن واحدا من بين كل ثلاثة من صغار السن معرضون لأخطار شديدة بسبب فيروس كورونا، مشيرة إلى أن الشباب غير محصنين من الإصابة والتأثر بكورونا على عكس ما الاعتقاد السائد بأن الفيروس يشكل خطرا على كبار السن فقط. واعتمدت الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "ذا جورنال أوف أدلسينت هيلث" في 13 يوليو، على أنه خلال الفترة الماضية كان المرضى الذين يصابون بكورونا وأعمارهم أكثر من 65 هم الأكثر عرضة للدخول للمستشفى، حيث كان يدخل ما معدله 128 شخصا كبيرا بالعمر من بين كل 100 ألف شخص، مقابل دخول أقل من 9 حالات للفئة العمرية 18 إلى 29 عام من بين كل 100 ألف شخص. وحدد الباحثون مجموعة من العوامل التي تشكل أكبر مخاطر على فئة الشباب وتزيد من فرص تأثرهم في حال الإصابة بفيروس كورونا، وهم المصابون بأمراض القلب والسكري والربو والنقرس والتهاب المفاصل، إضافة لمن يعانون من السمنة وأمراض الكبد، لافتة إلى أن الإصابات تزيد الشباب المدخنين للسجائر العادية أو الإلكترونية، بسبب الآثار السلبية للتدخين على وظائف الجهاز التنفسي والمناعي. وتعد معدلات الإصابة بفيروس كورونا أعلى بين الشباب المصابين بأمراض مثل الربو 8.6%، والسمنة 3%، والاضطرابات المناعية 2.4%، والسكري 1.2 %. وفسّر الدكتور عبدالهادي مصباح، أستاذ المناعة، ذلك التحذير من منظمة الصحة العالمية بأنه يرجع لعدة أسباب متعلقة بالشباب، موضحا أن فيروس "كوفيد 19" أصبح أكثر قدرة على الانتشار من خلال الطفرات التي حدثت به، على الرغم من أنه اصبح أقل شراسة. وتابع مصباح، لـ"الوطن"، أن أعراض المرض تغييرت لتصيب حاليا الجهاز الهضمي بشكل كبير مقارنة بالصدر والرئتين، وبالتالي الشباب وصغار السن يصعب التحكم في حركتهم وباتوا أكثر استهتارا تجاه الإجراءات الإحترازية ما يجعلهم أقرب وأسرع لالتقاط العدوى والإصابة دون علم، ومن ثم نقلها لذويهم من كبار السن، ويصبحون المصدر الناقل للعدوى. وأضاف أن الشباب لا يلتزم بالتعليمات الاحترازية بشكل جادي، من ارتداء الكمامات وتعقيم اليدين والتباعد الاجتماعي، وغيرها من الإجراءات الاحترازية، وهو ما ساهم في عودة الفيروس بين بعض الدول، وسيكون له أثر ضار مستقبلا إذا لم يلتزموا مجددا بتلك التعليمات الصحية. |
|