رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شدد عمرو موسى، المرشح الرئاسى السابق لرئاسة الجمهورية، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، على أن النظام الرئاسى هو الأنسب لحكم مصر، وطالب بأن يتضمن الدستور الجديد، نصاً يبيح لغير المسلمين الاحتكام لشرائعهم ودعا «موسى»، فى الجزء الثانى، من حواره مع «المصرى اليوم»، إلى إحياء مواد دستور 1954، التى تحمى الحريات، واستبعد إمكانية أن تحكم مصر بنظام دينى، أو وجود مؤامرات قطرية على القاهرة. ونصح الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، باتباع ما سماه «الحنكة السياسية»، فى التعامل مع إيران، ورفض حديث البعض عن أن مصر يجب أن تتعامل بندية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وقال «إن المطلوب هو ألا تكون القاهرة ذيلاً لواشنطن، وأن تراعى مصالحها الوطنية».. وإلى نص الحوار: ■ بما أنك عضو فى الجمعية التأسيسية للدستور.. ما المقترحات التى ستتقدم بها؟ - دستور 1954 وما يتضمنه من حريات يجب أن يشكل واحداً من المرجعيات الرئيسية لدستور مصر الجديد، ويأتى على رأس مطالبى ومقترحاتى ضمان حريات واسعة للمواطن المصرى، واحترام حقوق المواطنة المتساوية للجميع، ومن ناحية أخرى وضع الماددة الثانية كما جاءت فى دستور 71، باعتبار أن عليها إجماعاً سياسياً شارك فيه شيخ الأزهر والبابا الراحل ومختلف الأحزاب والشخصيات السياسية، مع اقتراح إضافة بسيطة عليها هى أن «لغير المسلمين الاحتكام إلى شرائعهم فى أحوالهم الشخصية»، ومن ناحية ثالثة فأنا مع النظام الرئاسى، وإذا كان لابد من نظام مختلف فيجب أن يكون رئاسياً برلمانياً بهذا الترتيب. ■ هل ترى أن لجنة الانتخابات الرئاسية كان عليها اتخاذ موقف حاسم تجاه الدكتور محمد مرسى بعد إعلان فوزه بالرئاسة؟ - كل حملة تحاول أن تزرع فى أذهان الناس، أن مرشحها كسب أو على وشك أن يكسب، والمرشح الآخر خسر أو على وشك أن يخسر، لكن فى اعتقادى الحملتان ذهبتا بعيداً فى الادعاء بالانتصار والاستناد إلى أرقام ومحاضر وأوراق وصاحبة الحق فى الاستناد إليها وإعلانها اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فقط، إلا أنه ظهر أن ما أعلنته حملة الدكتور مرسى قارب الأرقام التى أعلنتها اللجنة العليا. لكننى أوافقك بأنه كان على لجنة الانتخابات منذ الإعلان الأول فى فجر يوم 18 من الشهر الماضى أن تخرج وتقول بسرعة إن أى أرقام يستند إليها هى خاصة بالمرشح وعلى مسؤوليته وإنه لا يوجد منتصر أو مهزوم حتى الآن إلى أن يتم الإعلان الرسمى، والأرقام الحقيقية ستعلن فى موعد محدد. ■ لكن يقال إن اللجنة إدارية لا تستطيع حسم الموقف؟ - المسؤولية عن إعلان النتائج من صلب العملية الانتخابية، وحسم الموقف فى هذا الإطار هو مسؤوليتها، وعلى كل حال فقد حسم الأمر وقبلت مصر كلها بنتيجة الانتخابات، على طريقة «ليس حباً فى علىّ ولكن كرهاً فى معاوية».. وأظن أن هذا كان واضحاً جداً فى التعبيرات التى عبر عنها الناخبون، بخلاف الأصوات التى أبطلت عمداً. ■ احترمك الشعب لأنك لم تحرض على مقاطعة الإعادة ولا على إبطال الأصوات؟ - لم أتفق مع أسلوب مهاجمة الانتخابات طالما أننى لم أنجح، ثم إننى لم أفهم أو أقبل مطالبة مرشح فاز بالتنازل لمرشح خاسر، هذا شىء جديد على العالم كله، وأدهشنى أن بعض القانونيين كانوا يؤكدون صحة هذا الموقف رغم وضوح أن هذا ضرب من العبث، وهذه الأساليب التى تجد من يبررها ويحاول إقناع الناس بها خصوصاً الشباب، ليست إلا جزءاً من أسباب ما حدث لمصر من تراجع لأنها أطروحات مُمعنة فى السطحية، وتخلق رأياً عاماً سطحياً يسىء إلى مصر ورصانتها وسمعتها. والموقف نفسه من أفكار أخرى لا تخلو من عبثية، مثل التى طالبت بتأسيس مجلس رئاسى معين، يعنى إزاى ونحن فى خضم عملية انتخابية ديمقراطية يقوم بعضنا بالمطالبة بتعيين مجلس رئاسى، ومجلس رئاسى على مزاج هذا البعض أو غيره، وده معناه أن هناك من يهذر فى المواقف الجادة، ومن يعبث والموقف جلل. الحديث عن مجلس رئاسى على عكس مجرى الأمور ومسارها وآمال الناس وحماسهم فى الانتخابات، طرح موقفاً متناقضاً بشكل يضحك ويبكى فى الوقت نفسه، ثم جاء من اقترح عزل أحد المرشحين الاثنين اللذين دخلا انتخابات الإعادة، وكان هذا أيضاً موقفاً غريباً فى ضوء عدد الأصوات التى صوتت له. ■ أشارت استطلاعات الرأى قبل الانتخابات فى الجولة الأولى إلى أن أقوى مرشحين هما عمرو موسى وعبدالمنعم أبوالفتوح.. فكيف خرج كلاكما من السباق؟ - لا أرى فائدة من فتح هذا الموضوع الآن، نحن فى خضم أحداث ضخمة جداً، والعملية الديمقراطية فى ذاتها لا تزال فى المهد، والمسيرة المصرية نحو الاستقرار فى أولى خطواتها. أنا مهتم الآن بمتابعة مسيرة الأمن والاستقرار والاستعداد للبناء، وماذا سوف تفعل الحكومة الجديدة متمنياً لها التوفيق، أما أن نظل نتحدث عن المعركة الانتخابية السابقة، فلا أعتقد أن الناس مهتمة بها ولا تفسيرها ولا شائعاتها، إلا من قبيل الدردشة المجتمعية. سوف تكشف سجلات اللجنة العليا تفاصيل كثيرة فى هذا الصدد، أرجو أن تكون مهمة، وكذلك ما سوف تشهد به شخصيات فاعلة فى الانتخابات من ضغوط أو اتصالات أو منافع أو وعد أو وعيد. ■ لكن هل كان للمناظرة أو أحداث العباسية أو المرشحين الآخرين دخل بالنتيجة؟ - كل هذه أحداث أو أمور لها إسهاماتها، لكنها ليست مؤثرة كما توقع الكثيرون، لكن هناك بالطبع تطورات أخرى ومواقف ذات تأثير أثرت فى النتيجة أولاً لكن ليس هذا وقتها ولا محلها. ■ ماذا تنوى أن تفعل فى مستقبلك السياسى؟ - مصر فى مطب كبير جداً، ولا أرى أن علاج هذا المطب يكون بالمظاهرات ولا بتعميق الخلافات، بل نحتاج مصالحة وطنية بصرف النظر عن منطلقاتنا أو توجهاتنا لأن هناك ما هو أهم، البلد بتغرق وحاشا لله أن تغرق، لذلك المطلوب من الرئيس الجديد أن يرأس عملية الاصطفاف القومى، وأن يدعونا جميعاً إلى تشكيل جبهة واحدة، وهذه مهمة رئيسية للرئيس وأنا، كمواطن مصرى عادى مهتم بما يحدث على الساحة، أرى أن علينا واجباً أن نسير مع الرئيس، الذى يجب أن يضع مصر أولاً قبل أى شىء آخر، لابد أن تكون مصر أولاً، مصر التى تعانى حالياً من العوار الكبير، الذى أصاب مختلف ملفاتها والناس لم تعد تستطيع الصبر، خاصة بالنسبة للملفات العاجلة التى تتعلق بأمنها أو خدماتها، وهذه مسائل أعتقد أن الرئيس سوف يهتم بها فى الـ100 يوم الأولى، وأنا كنت فى برنامجى أتحدث عن هذا بالضبط، وطرحت 14 خطوة يجب أن يتم تنفيذها فى الـ100 يوم الأولى، لمعالجة الأمور التى أصابها القصور والنقص وتحتاج إلى علاج عاجل جداً، وهناك أمور أخرى تستطيع أن تعالج فى شهر أو اثنين. ■ هل تعتقد أن قطر بالفعل تتآمر على مصر ومعها دول عربية تسعى لنزع دور الريادة عنها؟ - لست أعتقد ذلك، تحدثت فى هذا الأمر مع الأمير شخصيا وستندهشين إذا عرفت أنه من أكبر المقدرين للدور المصرى ودائما يقول إن مصر هى أمنا، لكن اللى مزعلنى أن الأم زى ما تكون هجرتنا، «مشيراً إلى السنوات الأخيرة من الحكم السابق» يعنى مش تآمر، ولا أعتقد أن أى دولة عربية تتآمر على مصر، إنما إذا كنت تسأليننى عن الدعم القطرى لبعض المرشحين، فربما جاء الدعم من جماعات دينية أو غير حكومية لديها أموال كثيرة جداً فدعمت بعض من يتفقون مع توجهاتها، لكن أنا أستبعد أن تتآمر أى دولة عربية على مصر. ■ ما أكثر الملفات التى تقلقك حالياً؟ - الأمن الإقليمى والتطورات النووية من الحاجات التى تقلقنى كثيراً إلى جانب أن الدول العربية ليست طرفا فى المفاوضات الجارية الآن - عن الموقف النووى الإيرانى وغيره، رغم أن المنطقة العربية هى المهددة بالانتشار النووى من إسرائيل أساساً، لأن هذا هو البرنامج النووى الأكيد، أما ما يقال عن البرنامج النووى الإيرانى، فهذا أمر محتمل وفى الحالتين ضرورى أن يكون لنا مصالح فى هذا، نحن نرفض الوضع الإسرائيلى، ولابد أن نراقب الوضع الإيرانى، فإيران تتحدث مع 6 دول غربية، لماذا لا تتحدث مع الدول العربية فى هذا الموضوع، أنا أرى ضرورة تعديل السياسة الإقليمية المصرية لترتكز على شؤون الأمن الإقليمى بما فى ذلك الوضع النووى، أما بالنسبة للوضع فى الخليج، فنحن يجب أن نقف مع الإمارات فى قضيتها مع إيران، بشأن الجزر الثلاث وأن نقف مع العراق فيما يتعلق بهويته العربية العامة ومع حل القضية الفلسطينية، طبقاً للمبادرة العربية التى لا تدعمها إيران، وأنا طالبت لما كنت وزير خارجية أو أمين الجامعة العربية، بحوار مع إيران وأن نضع جميع الأمور على المائدة، ونتحدث بكل صراحة وانفتاح ونقول لهم أنتم مخطئون فى كذا وكذا ونستمع إليهم ونعمل على إرساء أسس إيجابية فى العلاقات الإقليمية، ولما قلت ذلك كوزير للخارجية المصرية، الرئيس السابق نفسه رفض، ولما كنت أمين الجامعة العربية مصر وقفت مرة أخرى ضد الاقتراح نفسه. ■ هل هناك تخوف من تطبيق النموذج الإسلامى فى مصر؟ - هناك خوف منتشر بين الناس حالياً من هذه النماذج، لذلك لابد من الديمقراطية وحمايتها، والزمن غير الزمن الذى بدأت فيه الثورة فى إيران، ولا أعتقد أن تطبيق النموذج الإيرانى أو السودانى «إذا كان نموذجاً» يمكن أن يحدث بسهولة فى مصر، مصر دولة محورية بكل المعانى الاستراتيجية فى حسابات المكسب والخسارة، والأمور ليست بهذه السهولة، ولا يصح أن تهز مصر، ولا يصح أن نردد هذا الكلام. مصر «تقيلة» يجب أن تكون أقوى، وهى أقوى إذا أديرت الإدارة السليمة، ووقفت بكل عناصرها وكفاءاتها لكى تستثمرها فى هذا الصدد، سواء الأزهر أو الفكر المصرى أو التراث المصرى، وكل هذا لم يستخدم الاستخدام اللازم، نحن يجب ألا نخاف من أى شىء، ولكن أن نعمل العقل كى نواجهه، وفى الوقت الذى يبدأ فيه مجتمع يرتعش من أى شىء يحصل يبقى هنا فيه غلط، والنظام اللى خاف وقفل على نفسه عشان يتجنب المشاكل فشل، والتجربة أمامنا واضحة، ومصر بلد إسلامى كبير وسوف يظل كذلك، وكل تلك المظاهر تأتى وسوف تذهب، وهى على هوامش الحياة المصرية، فمصر لن يتغير إيمانها ولا إسلامها ولا تدينها سواء كان مسلماً أو مسيحياً إنما الأمر يتوقف هنا على مدى فاعلية الأزهر وفاعلية الحكم نفسه ورصانته. ■ لم تشهد ثورات العالم العربى حجم ضحايا مثلما حدث فى سوريا، ما الحل من وجهة نظرك؟ - هذه الأعداد تجعل من الصعب عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الثورة مهما جرى من إصلاحات، وما حدث ويحدث شىء خطير، وأعتقد أنها مسألة وقت، وأنا أتفق مع ما ذكره الرئيس محمد مرسى فى خطابه فى جامعة القاهرة فى هذا الشأن. ■ هل تتوقع تدخلاً خارجياً بالقوة فى سوريا؟ - لا أعتقد ذلك، لكن الوضع يتطلب تدخلاً سياسياً كبيراً من الدول العربية وسياسة عربية مختلفة. ■ بحكم خبرتك فى الشـؤون الخارجية.. كيف يصلح الرئيس من علاقات مصر فى الخارج؟ - تتوقف على مبادراته وموقعه والخبرة التى سيستند إليها، والطريقة التى ستمكنه من إحداث المقاربات السليمة، الكل عايز يساعد مصر، والكل خايف عليها. ولابد أن نحتفظ بعلاقة سليمة سديدة مع الولايات المتحدة، والندية التى يتحدث عنها البعض كلمة مطاطة وتطرح فى غير موضعها، وربما تؤدى إلى معنى مختلف، فالولايات المتحدة هى القطب الأعظم، ويجب أن يكون هناك رصانة فى إدارة السياسة معها، أما أن نقول إن مصر يجب أن تكون نداً للولايات المتحدة وكأن مصر أصبحت الاتحاد السوفيتى السابق، فهذا كلام على عواهنه. كلمة الندية لا تطلق إلا فى حالات بعينها كالصين مثلاً أو روسيا أو الاتحاد الأوروبى كله، وحتى فى هذه الحالات فعبارة الندية غير دقيقة. عندما نتحدث عن العلاقة المصرية الأمريكية فنحن نتحدث عن الانضباط الوطنى فى إدارة العلاقة، بحيث لا نصبح مجرد ذيل أو كم مهمل وأن نراعى مصالحنا، وفى الوقت نفسه نكون فاهمين متى نقول نعم ومتى نقول لا وفى كل الأحوال يجب أن نستند إلى مبررات وضوح رؤية وخطة سياسية محكمة. وأمريكا أقوى الدول اقتصاديا وعسكريا، وهذا يجب أن يوضع فى الاعتبار، كما يجب أن نعطى مصر قدرها، وعندما نتحدث عن الندية، فهى تعنى لى الرصانة فى إدارة السياسة والحفاظ على مصالحنا مع ضرورة الاحتفاظ بالرد بنعم أو لا، بكل جرأة ومن ناحية أخرى فإن الخنوع هو أسوأ أنواع المواقف وأضعف أنواع السياسات. المصدر - المصرى اليوم - |
07 - 07 - 2012, 08:49 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هام من عمرو موسى
شكرا على المتابعة
|
||||
|