الكاميرا الخفية
في إحدى الأيام كان هناك ابن يسال اباه و يقول له كنت العب يا ابى في بيت عمدة القرية مع اطفاله الصغار
و رأيت صورة معلقة على جدار المضيفه
صورة كبيرة تجمع اطفال كثيرة و سائحون .. و عندما سألت العمدة من هؤلاء الصغار فقال لى عن كل واحد بأسمه
و لكن يا أبى حزنت كثيرا عندما علمت ان اكثر طفل اضحكنا انا و اصدقائى في هذا البرواز المعلق بسبب شكله و ملابسه المتشرده
هو انـــت
فلماذا يا أبى لم تهتم بنفسك و بمظهرك ؟؟
فنظر الأب للطفل و قال .. كنت أود ان اغيرها يا صغيرى و لكن للأسف لقد فات الأوان و قد رحل الضيف
فسأله الطفل .. ما معنى كلامك يا أبى و أى ضيف هذا الذى رحل ؟؟
فتنهد الأب و أخذ نفس عميق و بدأ يتذكر أيام الماضى و نظر إلى أبنه و قال
منذ حوالى 25 عام تعطل احدى اتوبيسات الرحلات السياحية التى كانت تأتى لزيارة متحف قريتنا
المتحف الذى ياتى اليه السائحون من شتى انحاء العالم ازيارته و لألتقاط الصور التذكارية بجوار اعمدته و جدرانه
و يعد محاولات عديدة لأصلاح العطل .. تمكننا أخيرا من تصليحه و لكن بعد ان حل الظلام على الطريق
فلم يوافق السائق ان يغادر القرية في تلك الوقت المتأخر .. فبدأ المرشد يبحث عن مكان ينامون به حتى الصباح
و لكن قرر كبير القرية ان يفتح المضيفة لكل الزائرون كى ينامون بها حتى الصباح
و فى الليل قدم لهم صينية كبيرة جدا بها مأكولات ريفية .. مثل البيض و الجبن القديم و المش و العسل و الفطير المشلتت و شرائح الطماطم
فرح الزوار من الموقف هذا الرجل و أكلوا حتى شبعوا
ثم بدأوا يلعبون مع اطفال القرية و قد قام احد هؤلاء الزائرين و قام بتصويرها جميعا صورة للذكرى
و كنت انا و عمك احدى هؤلاء الأطفال اللذان كنا معهم في الصورة
أسرع عمك إلى المنزل و ارتدى ملابس العيد كى يتصور بها كما ان الجميع تصوروا بملابس جديدة
اما انا لم اهتم بالأمر و لم اعرف ان هذه الصورة سوف تلازمنى بأستمرار
فتصورت بملابسى القديمة دون الأهتمام بأن ترتدى افضل ما لدى من ملابس اخرى
و عندما حل الصباح شكرنا على الواجب الضيافة و غادروا المكان في اتوبيسهم
و بعد مرور عام اتى هذا السائح الذى التقط لنا تلك الصورة إلى قريتنا كى يزور المتحف مع اقاربه و زملائه
و بعد الأنتهاء من زيارته اعطى لنا الصورة التى التقطها لنا من عام مضى حيث قام بتحميضها ووضعها في برواز كبير
و عندما نظرت إلى صورتى في تلك البرواز حزنت كثيرا لأننى لم اهتم بشكلى او مظهرى في ذلك الوقت
و تمنيت لو تعود الأيام كى اخذ صورة اخرى في اجمل وضع انا عليه
و لكن ماذا يفيد الندم بعد فوات الأوان ؟؟؟
عزيزى القارئ .. لاتدع الدنيا تلتقط لك صورة سيئة تلازمك مدى الحياة
فأنت وحدك تستطيع ان تقرر اى صورة تحب ان تاخذها لنفسك
لا تجعلها تلتقط لك صورة عن حياتك البعيدة عن الله
و بعد فوات الأوان تندم و تقول ليتنى أخذت صورة في اجمل وضع لى
الدنيا كاميرات .. تصور اخطائك و سقطاتك و عثراتك و ايضا تصور اوقات قربك من الله
حاول ان تجعل كل صورك على الأرض جميلة بأعمالك الجميلة
و لما تروح للى خلقك و تشوف صورتك الجميلة دى هتبقى فرحان .. احسن ماتشوف صورة تانية ليك مش هتبسطك ساعتها و تقول يــاريتنى
الدنيا كاميرات متخليش الدنيا تصورك الصورة اللى على مزاجها هى .. خليها تصورك الصورة اللى على مزاجك انت
الكاميرا في ايدك دلوقتى .. بعد كدة مفيش كاميرات .. فيه البوم ذكريات
أتصور الصورة اللى تحب تشوف نفسك عليها
