يجب ان نعلم ان شكل الكنيسة عموما هو من وضع الرسل الاطهار بمشورة الروح القدس , وكما ان خيمة الاجتماع لم تكن من تصميم كائن من كان من البشر مهما كانت حكمته , فموسى الذى تهذب بكل حكمة المصريين لم يضع تصميمها ويشهد بهذه الحقيقة بولس الرسول فى عب 8 : 5 ان الله قال لموسى " انظر ان تصنع كل شئ حسب المثال الذى اظهر لك فى الجبل " كذلك على هذا المقياس تكون كنيسة المسيح التى هى خدمة البقاء على مثال السماويات قال الرائى " وانا يوحنا رأيت المدينة المقدسة اورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروس مزينة لرجلها وسمعت صوتا عظيما من العرش قائلا هوذا مسكن الله مع الناس " رؤ 21 : 2 ...
فاللكنيسة اذا شكل خاص فى بنائها , لذلك يراعى التدقيق فى اقامتها بكل نظام وترتيب .. والاساقفة المسئولون عن بناء الكنائس وتنظيمها , قال القديس باسيليوس انه لايجوز ان تبنى كنيسة الا بأذن الاسقف , واذا تجاسر احد وفعل هذا فلا يجوز ان يقدم فيها القربان الى الابد .. فأن تجرأ كاهن على تقريب القربان فيها يقطع من جسم البيعة " بس 94 "...
اما شكل الكنيسة عموما فتكون مستطيلة الى الشرق رمزا الى السيد المسيح المشرق من العلا "لو 1 : 78 " وهذا يوافق امر الرسل الذى ورد فى الدسقولية الباب العاشر وهذا نصه " ليكن البيت الذى هو الكنيسة مستقبلا الى الشرق فى طوله وتكون اروقته جانبية الى النواحى الشرقية وهكذا يتشبه بالمركب , وتكون الكنيسة بهذا الوضع على شكل سفينة تذكرنا بقارب النجاة الذى لنوح ...
ويفسر لنا اباء الكنيسة ان هذا يذكرنا دائما ان المسيحيين ليس لهم وطن ارضى وانهم مسافرون الى الميناء السماوى ...
كما ان الكنيسة شكل اخر فتكون على شكل صليب , صليب الخلاص , وهذا شائع فى الكنائس ذات الفن البيظنطى كما سبقت الاشارة ...
واذا رأينا كنيسة القديس بطرس فى روما تراها على شكل صليب وتجدها تذكرنا بدار الخلود فما اشبه قدس الاقداس بالسماء , والدار بالجنة التى كان فيها الانسان .. وهى المكان المتوسط بين الارض والسماء .. وان السور الذى يحد الكنيسة هو حاجز بين سكان الارض وسكان السماء ...