رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بذل الرَّاعي ذاته! (يو 10: 11) قد نرى إنّه من الغريب أن نقرأ هذا النص في هذا الزمن الفصحي فهو يخرج عن العادة إذ لا تتوالي قرائتنا سلسلة ظهورات القائم كما رأينا في المقالات السابقة. إلّا إننا سنتعمق في هذا النص مُستعيدين كلمات يسوع قبل إتمامّ سرّه الفصحيّ. فنجد من الجانب اللّاهوتي أنّ جوهر الرسالة الإنجيليّة والمأخوذة من الإنجيل اليوحنّاوي (10: 11- 18)، ينشأ بشكل رئيسي من إستخدام الفعل الأوّل الجوهري وهو «يبذل» بهذا المصطلح يُلخص الإنجيليّ كلّ حياة يسوع وفصحه من خلال صورة الرَّاعي. ففي الآية الإفتتاحية للنص نسمع يسوع مُعلنًا: «أَنا الرَّاعي الصَّالِح والرَّاعي الصَّالِحُ يَبذِلُ نَفْسَه في سَبيلِ الخِراف» (يو 10: 11). وهذا يبرز قيمة الفعل الأول يبذل حيث نُلاحظ أنّ يسوع يُعرّف نفسه بالرَّاعي الجميل-Kallos من اليوناني لأنّه يبذل حياته. وردّ فعل يبذل لدى يوحنّا عدة مرات. مرة واحدة بالجزء الأول (يو 2- 12 في "يو 2: 10") ؛ بينما في الجزء الثاني (يو 13- 19) ست عشرة مرة، بدءاً من حديث يسوع عن الخراف والرَّاعي (يو 10: 11. 15. 17). مما يؤكد أهميّة فعل يبذل بحسب إنجيل يوحنّا فهو يشير لّاهوتيّا إلى حركة يسوع الّتي تُعبر عن المعنى العميق لحياته ولرسالته وعلاقته مع الآب ومع تلاميذه، والّتي تتمثل في منح حياته كهبة لكل خرافه الّتي تضعه مركز حياتها. بالنسبة ليسوع يكمن سرّ الحياة الحقّة في معرفة كيف يبذل المرء حياته بإرادته «ما مِن أَحَدٍ يَنتزِعُها مِنَّي بل إنّني أَبذِلُها بِرِضايَ» (يو 10: 18). وهو نفس الفعل الّذي يظهر عندما كان يسوع في عشائه الأخير (راج يو 13: 4) ليقوم بالفعل الجوهري الّذي يعبر عن معنى موته، أي غسل الأرجل، إذ خلع ثيابه ليغسل أرجل تلاميذه. ترك لتلاميذه النموذج ليحتذون به حتّى يحيوا حياة ذات معنى كحياته. قام يسوع ببذل جسده بالموت ثم بالقبر. هكذا يخبرنا فعل يبذل أنّ جمال أي صلاح الرَّاعي الجميل يعتمد على محبته الّتي تصل حتّى النهاية، إلى حد بذل حياته (يو 13: 1). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وضع يسوع المسيح حياته الجسدية وأطلق روحه بإرادته عندما مات على الصليب |
المنسحق الروح هو من يبذل حياته لأجل الله |
فإنه يبذل حياته لأجلك |
يحار المرء فى حياته |
يحتار المرء فى حياته |