سَلاَمٌ لَكُمَا ... لاَ تَخَافَا ( متى 28: 9 ، 10)
قال المرنم: «عند المساء يبيت البكاء، وفي الصباح ترنم» (مزمور 30: 5). هذه العبارة تُعتبر أوضح تصوير لحال التلاميذ عندما قبض الأشرار على سيدهم وربهم، وعندما اقتادوه إلى الصليب، ثم عندما أُدخِل إلى الضريح. فحقًا ما مِن مساء فاق فيه الحزن كل حدود التصوُّر، وسالت فيه الدموع غزيرة مثل ما حدث في ذلك اليوم القاتم الرهيب، عندما رأى التلاميذ معبود قلوبهم، والذي هو بحق أبرع جمالاً من بني البشر، يُسَاق كشاةٍ إلى الذبح!
لكن يتغيَّر المشهد إذ يقول البشير متى: «عند فجر أول الأسبوع، جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر» (28: 1). ونفهم من ذلك أن القيامة تمت في أول الأسبوع، في فجر يوم الأحد. «وإذا زلزلة عظيمة حدثت، لأن ملاك الرب نزل من السماء، وجاء ودحرج الحجر عن الباب، وجلس عليه» (ع2). لقد خُتم الحجر الذي كان على باب القبر بأمر من بيلاطس بخاتم الإمبراطورية (متى 27: 66). وبذلك فقد ألقت الإمبراطورية الرومانية بكل سلطانها وهيبتها في القضية. ولكي يدحرج الملاك هذا الحجر، فضَّ يقينًا خاتم الإمبراطورية الرومانية الذي خُتم به. وجلوس الملاك فوق الحجر المدحرج فيه نوع من التحدي، فهو ليس على عَجَلة من أمره في إنجاز مهمته، كما أنه يعلن أن سلطان السماء، الأعلى من سلطان أعظم إمبراطوريات زمانها، أبطل ما فعلته. فأصبح الملاك بذلك هو ختم السماء على الحجر في وضعه الجديد (بجلوسه عليه بعد أن دُحرج).
«فأجاب الملاك وقال للمرأتين: لا تخافا أنتما. إني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب، ليس هو ههنا، لأنه قام كما قال ..» (ع5، 6).
جميلة هذه العبارة: «لا تخافا أنتما». كأنه يقول لهما: ”اتركا الخوف لغيركما. اتركاه للأعداء، أما الأحباء والمؤمنون بالمسيح فليس لهم أن يخافوا“.
ثم أخبرهما الملاك بأحلى خبر كان ممكنًا أن يسمعاه في ذلك اليوم: أنه قام من الأموات. وعلينا أن ندخل إلى معنى هذه العبارة: «قام كما قال»! ولنتأكد أن كل ما يقوله الرب يفعله. وإذ عرفت المرأتان أن المسيح قام من الأموات، فإن ما سبَّب الخوف والهلَع للحرَّاس، سبب الفرح والابتهاج لهما. ليتنا نفرح دائمًا عندما نُعيد الأحاديث عن قيامة المسيح التي هي أساس إيماننا.
08 - 07 - 2014, 07:27 AM
رد: سلام القيامة المجيدة
العرض العادي
