ولن نكون أمناء الاّ متى عدنا الى فقرنا الأوّل
أعدني الى قورش،
الى حب الموارنة الأول، يوم كان مبتغى القلب لقاء الحبيب، في برد يلهبه حضور الإله، وحرّ يرطّبه نسيم الروح.
اعدني الى قورش واعتقني من غربتي، غربة القصور والكراسي، غربة خيانة الدعوة والمعنى، غربة عن مغاور احتضنت الحبّ الاوّل.
أعدني الى معناي وغايتي، وحررني من السّراب. أعدني الى أمانة اسمك ورسالتك، وطهّرني من اكاذيب بنى عليها ابناؤك احلامهم، أحلام سلطة، وقوّة، وغنى، وقصور وثروات، وحقوق ومكتسبات.
أعدني الى حيث ابتدأ الحلم، يوم تجلى مجد لبنان في ثبات النسّاك الابطال، وفي أمانة شعب ما اتّكل الاّ على عناية راعي الرعاة، ما فتّش عن جاه، أو مال، او ضمانات.
أسمعني كل يوم صوتك يؤنبني، يقول لي: “عتبي عليك انّك نسيت حبّك الأوّل، ودعوتك الاولى”.
أعدني الى قورش الروح، واعتقني من سبي فقدان الهويّة. وسامحني، فقد شوّهت جمال صورتك الأولى، وما عاد ابناؤك يشبهونك. لقد ضاعت منّا رائحتك العذبة وأنتن في جبلنا الفساد.
أعدنا الى قورش الفقيرة الا بالله، وازرع فينا شجاعة التخلي، اخفت فينا اصوات الفجور والفجّار، وضع فينا من جديد أصوات الانبياء. غنانا خيانة، تسلطنا خيانة، اكتفاؤنا خيانة، قسوتنا خيانة، ولن نكون أمناء الاّ متى عدنا الى فقرنا الأوّل، والى دعوتنا الاولى، في أن نكون ذاك القطيع الصغير، يعلن دوماً حب الله، وقوّة الله، وحضور الله، ليعود من جديد الى لبنان مجد لبنان، ومجد لبنان بفقر مارون تجلّى.