14 - 06 - 2015, 11:45 PM
|
|
|
❈ Administrators ❈
|
|
|
|
|
|
ما أحلى هذا الوعد لقلوبنا كأفراد وعائلات وكنائس إذ نسمع صوته الحلو قائلاً: اعلّمك وارشدك الطريق التي تسلكها. انصحك، عيني عليك (مزمور 32: 8). نعم، ما أحلى أن عينيه عليك وعليّ.
شكرًا للرب لأجل شخصه وخلاصه وعنايته وعينيه التين تتابعانا وترعانا وتوجّهنا كل الطريق. ليتنا في أول أيام عام 2012 نصمّم ألاّ نحبّ أحدّا أكثر منه ولا نتّكل على أحد أو شئ غيره. نحن لا نعرف ما يخفي المستقبل في طياته لهذا العام الجديد، لكن نعلم أنه رب الكل والعلي المتسلّط في مملكة الناس وهو معنا ، مخلّصنا ونصيبنا وعريسنا وكفايتنا ورجاؤنا وغايتنا (مراثي 3: 24، 24).
هيا نبدأ معًا سنة جديدة بتأمل أوصاف قديم الأيام، الحبيب الذي يحلّي حياتنا بشخصه العجيب وبعينيه اللتين تلاحظانا دائمًا.
حبيبي أبيض وأحمر، معلم بين ربوة. رأسه ذهب ابريز، قصصه مسترسلة حالكة كالغراب. عيناه كالحمام على مجاري المياه مغسولتان باللبن جالستان في وقبيهما. خداه كخميلة الطيب واتلام رياحين ذكية، شفتاه سوسن تقطران مرا مائعا . يداه حلقتان من ذهب مرصعتان بالزبرجد. بطنه عاج ابيض مغلف بالياقوت الازرق. ساقاه عمودا رخام مؤسسان على قاعدتين من ابريز . طلعته كلبنان، فتى كالارز، حلقه حلاوة وكله مشتهيات. هذا حبيبي وهذا خليلي يا بنات اورشليم (نشيد الأنشاد 5: 10- 16).
مبارك إلهنا الحي، فحتى لو اسودّت الظروف يبقى هو أبيض وأحمر
ولو انحنت رؤوسنا فرأسه ذهب إبريز
ولو زاغت عيوننا عنه فعيناه علينا كالحمام
ولو شحبت خدودنا فخداه كخميلة الطيب
ولو تشققت شفاهنا فشفتاه أحلى من السوسن
ولو ارتخت أيدينا فيداه أغلى من الذهب
ولو كسرت سيقاننا فساقاه عمودا رخام
ولو اكفهرّت وجوهنا فطلعته كأرز لبنان
ولو تمرمرت حلوقنا فحلقه حلاوة
ولو أبتعد الأحباء يبقى هو الحبيب
ولو ولو ولو ولو ..... يبقى هو لنا
لكنه ... رغم أوضاعنا يرفع رؤوسنا ويثبّت عيوننا ويضفي لون الورد على خدودنا والبسمة لشفاهنا والقوة لسيقاننا والنشاط لأيدينا والغبطة لوجوهنا والحلاوة لحلوقنا ويكرمنا بمن يحبوننا دون غرض ولا ملل ولا حد, لكنه يريد أن يبقى هو الأول والأوحد في حياتنا.
دعونا بدورنا نقدّر بالحق نعمة الله من أول السنة وحتى نهايتها، لكي تشدو قلوبنا مع داود النبي " كللت السنة بجودك وآثارك تقطر دسما". تعالوا نرجو الرب أن يمتّعنا بشخصه في العام الجديد، فتظهر قوّته في ضعفنا ويحرّك قلوبنا لنخدمه في كل الظروف فالنفوس العطشى كثيرة وحتى مُناهِض الأمس نراه اليوم صامتاً يترقب أو خائفاً ينتظر كلمة تعزية حتى ولو لم يطلبها بلسانه.
قوّنا أيها الحبيب كيما نعيش لشخصك ونقرأ كلمتك ونفتح أفواهنا فنسبحك ونستمع بالقلوب المرهفة الحس لكلمات النعمة من فمك المبارك.
يقول اطمئن فإني معك وإني إلهك والعون بي
وإني أقويك كي أرفعك وأرثي لضعفك مثل ألأب
إذا خضت لج المياه العميق فلا تقدرنّ عليك اللجج
أنا لك في الضيق نعم الرفيق وضيقك أبدلهُ بالفرج
إذا ما دهاك البلا والخطر فيكفيك من نعمتي ما أنسكب
ولا توقع النار فيك الضرر فإني أنقيك مثل الذهب
|