رغم حبي الشديد للتلميذ بطرس إلا أنني أجدني متعاطفا ً مع التلميذ توما والذي أعتقد أنه قد نابه ظلما ً ( طبعا ً من وجهة نظري البحتة ) من خلال شكّه بأن الشخص الذي ظهر للتلاميذ في العلية يوم لم يكن هو معهم.. هو السيد المسيح المنبثق من بين الموتى . ولذلك طلب توما أن يتأكد من صحة ذلك بنفسه وفعلاً في الظهور التالي للمسيح في نفس المكان طلب منه المسيح أن يتلّمس آثار المسامير وقال له : لا تكن غير مؤمنا ً بل مؤمن( علماً أنه نفس الأمر فعله مع التلاميذ في الظهور الاول وقال لهم انظرو ا إلى جنبي ويديّ ) ومن يومها يقال فلان مثل توما وكأنه يقصد بها نوع من التهكم رغم أنني أعتقد أن توما بذلك قد قدم خدمة للكنيسة بتأكيده على القيامة المادية الجسدية من القبر وذلك بلمسه للسيد المسيح بنفسه ؟ وبذلك أثبت بما لا يقبل الجدل حادثة القيامة رغم وجود أكثر من دليل مادي على ذلك ؟
نأتي إلى التلميذ بطرس والذي فعل الشيء نفسه مع السيد المسيح بعد أن نزلوا من الجبل وتقدم التلاميذ بالسفينة وحدهم وبقي يسوع على الشاطىء ومن ثم تبعهم آخر الليل سائرا ً على المياه إلا أن بطرس ومن شدة الريح والظلام لم يعرفه رغم أن يسوع طمّن الجميع وقال لهم : انا هو لا تخافوا ..ولكن بطرس ظل على شكّه وقال له إن كنت هو فمرني أن أتي اليك ؟ ويمشي بطرس على الماء ولشدة الريح يبدأ بالغرق ويمسكه يسوع من يده ويبنقذه ويقول له : يا قليل الإيمان لماذا شككت !!!!!!11.
اذا كان هذا حال بطرس التلميذ الذي لم يفارق يسوع ابدا ً وشهد كل عجائبه ؟ فلم لا يكون ذلك حال توما والآخرين ؟ فهل نعيد الإعتبار لذاك التلميذ توما الذي ساهم مع البقية في نشر دين المحبة والسلام .
وأمر آخر لفت إنتباهي وهو أن في تعليم المعلم لا يتوعد ولا يعاقب إلا نادرا ونراه يقول لتوما ( طوبى لمن آمن ولم يرَ ) ولم يقل له ( الويل لمن لا يؤمن حتى يرى ) فهل نستدل من هذا بأن الشك أمر طبيعي في ديننا المسيحي حتى نصل إلى اليقين المطلق ؟
< قيل لفيلسوف يوما ً: ذاك الرجل لديه ألف جواب لوجود الله ..؟ فأجاب : لو لم يكن لديه ألف شك لما كان لديه ألف جواب >
مع حبي وتقديري
