رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مائة سنة مضت على تنفيذ أكبر المذابح العنصرية والعرقية في التاريخ الحديث والتي حصدت ما بين مليون الى مليون ونصف أرمني ، ونصف مليون سرياني وكلداني وآشوري مع طرد أكثر من مئة ألف يوناني والسيطرة على أملاكهم . لنبدأ بالشعب الأرمني الذي كان شعباً حضارياً ومبدعاً ومنتجاً يتقن كل الحرف الصناعية والشعبية فكان مصدراً منتجاً للدولة العثمانية . أما الترك فمنذ أعتناقهم الأسلام لم يكونوا يوماً أصحاب حضارة وبناء وتطور وسلام بل أصحاب سيوف وخيول مارسوا فنون القتال فخاضوا حروب ومعارك كثيرة مع شعوب أرقى منهم تطوراً لأجل السيطرة على ممتلكاتهم وبلدانهم وكما فعلت الفتوحات الأسلامية منذ بداية الأسلام ، وخاصةً بعد أن حكم النظام العثماني آسيا الصغرى وأحتل الوطن العربي لمدة خمسة قرون فحول تلك البلدان المستعمرة الى صحراء قاحلة وجعل من أهلها عبيداً للحكم العثماني . بعدها تدفقت جحافل العثمانيين في داخل أوربا فدمرت شعوب البلقان واحتلت جزء كبير من دولة المجر . كان الأستعمار العثماني على تلك الشعوب أكثر عنفاً وقساوة ، فكان أستعماراً عنصرياً وحاقداً وعقيماً من كل الخدمات الضرورية كشق الطرق وبناء الجسور والمدارس ومراكز صحية أو غيرها من المشاريع الخدمية للشعوب المحتلة . ورغم ذلك لم نسمع يوماً من تلك الشعوب المسلمة وخاصةً في الوطن العربي أن تقول عن العثمانيين ( الأستعمار العثماني ) لمجرد كونه مسلماً ، وبهذه الحجة أحتلوا بلدانهم كل تلك الفترة وقد عانوا من ذلك الأستعمار العنف والنهب والأستغلال حيث كانوا العثمانيون مجردين من الرحمة والأنسانية . بعد هذه المقدمة ندخل الى مرحلة نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين حيث أضاف العثمانيون على سجل تاريخهم الأسود أبشع المجازر بالشعوب المسيحية في داخل تركيا بسبب تأييد الأرمن لروسيا وكان من الطبيعي أن يتجه الأرمن صوب روسيا ضد الأتراك فأصبحت روسيا بالنسبة الى الأرمن الحامي التقليدي لهم . كما شجعتهم التصريحات الصادرة عن قيادة كنيستهم . ففي آب 1914 ، صرح البطريرك الأرمني في أشميادزين بأن القيصر الروسي هو حامي الأرمن جميعاً ، وجعل من الواجب تقديم العون للجيش الروسي ، كذلك صدر تصريح رسمي من الروس يناشد الأرمن ضد الأتراك . وبعد أن أصبح موقف الأرمن واضحاً للحكومة التركية أمر الوالي العثماني عبدالحميد الثاني بتنفيذ مجازر لقتل وأبادة مئات الآلاف من المسيحين المنتمين الى قوميات متعددة . المجازر قد بدأت قبل ذلك التاريخ أي بين عام 1894 – 1896 م تحقق ضمن تخطيط منهجي ومركزي صادر من إدارة الحكومة العثمانية وقيادتها لأبادة كل أرمني وسرياني وكلداني وآشوري في الأمبراطورية . أستمرت المجازر في الحرب العالمية الأولى حيث أمرت السلطات العثمانية في يوم 24 – نيسان -1915 بالقاء القبض على المئات من المثقفين والمفكرين والمسؤولين الأرمن وأعدامهم في ساحات أسطنبول . بدأ الفرمان الكبير ليشمل كل المسيحيين بمختلف أطيافهم . فهناك مقولة شهيرة لوزير الداخلية العثماني طلعت باشا قال فيها ( سوف يتم أفناء وإبادة جميع الأرمن القاطنين في تركيا وحتى النساء والأطفال والعاجزين منهم ، لا يهم الوسائل المستخدمة للأبادة ولا يجوز أن يتحرك مشاعر الشفقة تجاههم ) . كان القتل متعمد ومنهجي يطبق وفق أوامر صادرة من القيادات العليا ، لهذا اعتبرت هذه المجازر من جرائم الأبادة الجماعية الأولى في التاريخ الحديث نظراً الى الطريقة المنهجية المنظمة التي نفذت من أجل إبادة كل مسيحي واقتراف أبشع الفضائح بحق مئات الآلاف . قُتِل الرجال بالضرب مع الأعتداء على النساء والفتيات ، فتم القضاء على 75 % من أبناء هذه الشعوب لمجرد كونهم مسيحيين . أما البقية الباقية من الأطفال والنساء والشيوخ فاطلقوا في الصحراء الجنوبية المؤدية الى شمال سوريا في ظروف قاسية ، ومن الأراضي السورية انطلقوا صوب العراق ولبنان وفلسطين ومصر . مات الكثيرين بسبب العطش والجوع . أما الذين وصلوا الى البلدان العربية فوجدوا فيها الأمان والأحترام والملاذ الآمن . عكس ما كانوا يظنون العثمانيون بأنهم سيقتلون من قبل العرب ليكملوا ما بدأوه هم . الترحيل بدأ في ربيع عام 1915 . يتفق المؤرخون بأن قتلى الأرمن تجاوز المليون وأيدت هذا العدد جريردة نيويورك تايمز الصادرة في 15 كانون الأول 1915 . والأرمن يقولون بأن عدد قتلاهم قد تجاوز المليون والنصف . كتب السفير الأمريكي في تركيا ( هنري مورغنطاو ) في مذكراته بأنه شهد لمآسي وفجائع من نكبات ومذابح من خلال تقارير ووثائق رسمية حصل عليها بأن الحكام العثمانيين وضمن تخطيطهم وبأيعاز منهم أمروا بارتكاب مجازر كثيرة بحق هذه الشعوب بعيدين كل البعد من مرأى ومسامع العالم . فالصحافة العالمية لم يكن يتاح لها أن تعرف شيئاً عما يجري في أرجاء الأمبراطورية العثمانية المترامية الأطراف . كما أن أهتمام الصحافة الأكبر كان في تغطية وقائع الحرب الطاحنة بين ألمانيا والنمسا والدولة العثمانية من جهة ، والعالم من جهة أخرى . لهذا لم يكن بوسع بريطانيا وروسيا وفرنسا التأثير على تركيا العدوة في تلك الفترة . أما أميركا فلم يكن لها في تلك الحرب ثقلاً سياسياً يؤهلها للضغط على حكومة الأتراك . لهذا يعترف السفير الأمريكي هنري مورغنطاو ويبيّن مدى مسؤولية المانيا فقط في هذا الصدد لأنها كانت الدولة الوحيدة القادرة على ردع حليفتها تركيا على سلسلة مظالمها الرهيبة . لا وبل أعطت ألمانيا الضوء الأخضر لها لكي تشجعها على جريمتها فأطلقت يدها تجاه الأرمن . وقد كشف السفير عن مواقف حاقدة للسفير الألماني في الأستانة ( فانكنهايم ) الذي كان يعكس عن سياسة بلاده بلؤمٍ وخبث . وقد مدح مرة وبدون مبالات ، فقال ( من حق الأتراك أن يفعلوا بالأرمن ما يرونه ضرورياً لحماية مؤخرتهم وهم في حالة حرب ) وحين تمت المجازر وبدأت مرحلة التهجير من أجل التغيير الديموغرافي المتقصد والأضطهاد والأبادة الواضحة كان موقف السفير الألماني السكوت المخجل عنها ، لا وبل قال وبكل وقاحة ( سأساعد الصهاينة ، ولكنني لن أفعل شيئاً من أجل الأرمن أبداً ... ) وهكذا تناول كتاب السفير الأمريكي ( قتل أمة ) أدق المراحل التي مرت بها الأمة الأرمنية في تلك الفترة . أما موقف ملك ألمانيا المخزي فكان لا يمثل بعدم التدخل ومنع هذه المجازرفقط ، بل صرح مراراً بأنه يصبو بكل عواطفه أن يكون الدين الأسلامي الذي سماه بالحنيف محترماً ومعززاً في أوربا وأن تكون حرية المسلمين مكرمة من لدنه أينما وجدوا بحيث لا تقوى عليهم زعازع الأنكليز ولا زماجر الفرنسيين . ولكي يؤكد صدق كلامه وحبه للأسلام الذي كان يبيد المسيحية في تركيا وكما أبادها في القرون السابقة في كل بلد حل فيها ، أمر هذا الملك المجرم بتشييد مسجداً حاكى أجمل مساجد الشرق في الوقت الذي كانت دماء المسيحيين تهراق في تركيا ، كما شيد مع المسجد منارة شاهقة . نعم في 13 تموز 1915 أي بعد الأبادة ويوم سيق الباقين الى خارج تركيا . وقد شهد هذا الملك المقبور بنفسه أفتتاح هذا المسجد . كما حضر الأفتتاح والأحتفال الشانع السفير التركي في المانيا . هكذا كانت مواقف المانيا المشجعة للحكومة التركية لكي تتمادى وبكل حرية لأصدار فتاوي الشر لأجل أبادة المسيحية على أراضيها . وهكذا شعر المسلمون في الشرق بتقرب المانيا منهم فأعتبروا مسلمو الهند والباكستان وأيران وتركيا الأمبراطورية الألمانية كمحامي للأسلام في العالم . لهذا نرى اليوم ملايين الأتراك في ألمانيا ، فهل هم مخلصون لها أم سيتحولون الى قنابل مدمرة لمستقبل المانيا واستقرارها ؟ لا وبل بهم سيتجلى عدل الله وأنتقامه من دماء المسيحيين التي أريقت في تركيا والتي تصرخ اليه كما صرخ دم هابيل قائلة ، أنت المنتقم لنا ولأخلاصنا لمسيحيتنا ، وبأولئك المسلمون ستأتي ضربة الله على ألمانيا . إذا أردنا البحث ودراسة عقلية الأتراك وحقدهم تجاه العالم المسيحي فعلينا أن نفهم أولاً الحقيقة الأساسية في عقليتهم الحاقدة المليئة بالأحتقار المطلق لجميع العروق البشرية عامةً وللمسيحية خاصةً . فالغرور المشوب بالخِبِل هو العنصر الذي يبين بشكل شبه كامل نفسية هذا الجنس الغريب . فبالنسبة الى المسيحية فللأتراك كلمة شائعة في وسط قومها يستعملوها ضد المسيحيين وهي كلمة ( كلب ) . وفي ظنهم ان هذا التعبير غير مبالغ فيه ، أنه ينظر الى جيرانه الأوربيين على أنهم أقل قيمة من حيواناتهم . ( يا ولدي ) قالها أحد الأتراك لأبنه ، وأضاف قائلاً ( هل ترى ذلك القطيع من الخنازير ؟ بعضهم أبيض وبعضهم أسود . بعضهم صغير وبعضهم كبير . أنهم يختلفون عن بعضهم البعض في بعض الأمور ولكن كلهم خنازير ) . هذا هو الوضع أيضاً مع المسيحيين . لا تنخدع يا أبني ان هؤلاء المسيحيون تكمن فيهم حقيقة واحدة وهي أنهم خنازير . نعم أن الحافز الديني مَثَلَ التعصب عند الغوغاء الأتراك والأكراد المدفوعين من الأتراك لذبح المسيحيين بحجة ( خدمة الله ) علماً بأن المخططين للجريمة هم من قادة الأتراك الذين كانوا عملياً ملحدين عن الأسلام . فكانوا لا يحترمون حتى مبادئه ، لكن الباعث الوحيد عندهم كان لتمرير سياسة الدولة المجرمة على هؤلاء البسطاء . أما عن حجة الأتراك في أبادة الأرمن من قبل السلطات العثمانية فيعود الى أن أرمينيا كانت خاضعة للحكم العثماني . وكانت تنادي وتطالب بالحقوق والحرية والأستقلال أعواماً كثيرة ، كما تطالب اليوم الأمة الكردية في جنوب تركيا للحصول على حقوقها كما فعلوا أكراد العراق . هكذا بدأ الشعب الأرمني بالميل الى الجانب الروسي المعادي للدولة العثمانية لأجل الوقوف معهم لنيل تلك الحقوق ، فأعلنوا حرباً ضد الأتراك ومثّلت بالشعب التركي وقاومت بشدة كل من يقف في سبيلها . فهذا التعصب القومي هو الذي دفعهم الى أتخاذ موقف العداء مع الحكومة وقد أدت تلك المواقف أحياناً الى مجازر رهيبة كتلك التي حدثت في عام 1895 وعام 1909 وبسبب تلك المواقف أصبحوا الأرمن ضحايا مذابح متكررة خلال العقود الثلاثة التي سبقت الحرب الكونية الأولى فصاروا أعداء للدولة العثمانية وتمنوا سقوطها أمام الحلفاء وفي مقدمتهم روسيا . ففي 20 نيسان 1915 سيطر 2500 أرمني مسلح على بلدة وان وأسسوا فيها حكومة أرمنية مؤقتة وهاجمت قواتهم الجيوش التركية في الخطوط الخلفية من الجيش التركي لغرض خلق الرعب والهلع مع قتل كل جندي تركي فقتلوا ما يقارب 40 ألف تركي فقط كما أعترف الكاتب والباحث التركي الدكتور أحمد أمين ، وما هذا العدد أمام ضحايا الأرمن التي فاقت المليون ونيف .فبسبب هذه التجاوزات قررت الحكومة العثمانية التخلص من الأرمن والقضاء عليهم قضاءً مبرماً من أجل أستئصالهم من الدولة العثمانية فكان رد الحكومة التركية سريعاً ومجرداً من الرحمة . ففي 11 حزيران 1915 أصدرت الحكومة التركية بلاغاً رسمياً ضد الأرمن لملاحقتهم والبحث عنهم لأجل أبادتهم أو ترحيلهم فبدأت عمليات أجتثاث الأرمن . لكن الحقد التركي ضد المسيحية لم يكتفي بمحاربة الأرمن والسيطرة على مدنهم وقراهم وأملاكهم ، بل شمل جميع الفئات المسيحية الأخرى كالسريان والكلدان والآشوريين حيث أفسحت الحكومة الظالمة المجال واسعاً أمام أطماع الناس وجشعهم وحقدهم للمسيحية ، فتأثر حوالي مليوني مسيحي بأعمال الأتراك الوحشية فظهرت عصابات همجية في كل أنحاء تركيا ، كما أستغلت العشائر الكردية التي حرضتها الحكومة التركية ضد المسيحيين فكانت لهم فرصة ثمينة للنيل من المسيحيين السريان في مناطقهم فبدأوا بالتعدي والتنكيل والأبادة والسلب والتدمير لجميع القرى المسيحية على مختلف مذاهبهم وأعراقهم فقضت مجازرهم الرهيبة على معظم سكانها في ظروف مأساوية يندى جبين البشرية لها خجلاً . كانت الحكومة التركية واقفة مع تلك المآسي موقف المشجع في كل أنحاء تركيا . أجل لم يكن الشعب الأرمني الوحيد في ضمن قائمة الأبادة التركية بل طال السريان والكلدان والآشوريين واليونان . فاليونان في الحقيقة كانوا أول الضحايا حيث تم تهجيرهم في الأشهر التي سبقت الحرب . فهُجِرَ مائة الف شخص من بيوتهم على ساحل البحر المتوسط وارسلوا الى الجزر اليونانية وفي مدة 3-4 أشهر فقط . لكن كان هذا التهجير سلمياً في أكثر الأحيان . أي لم يتعرضوا الى أبادة جماعية . فعبر عنهم قائد الشرطة القسطنطينية ( بدري بيك ) أن الأتراك طردوهم بنجاح . فبطرد اليونانيين من تركيا يعني بأن الحقد العثماني كان يشمل كل المسيحيين لكونهم مسيحيين فقط أي تلك المواقف لم يكن دافعها بسبب مواقف الأرمن ضد تركيا بل كان السبب ديني وعرقي ومنذ تأسيس الدولة العثمانية فكان له التأثير الأكبر على مواقف الأتراك ضد المسيحيين . أما عن جرائم الأتراك بحق السريان والكلدان والآشورين فحُكامهم كانوا يأمرون عساكرهم لكي يطوفون الأسواق لكي يضربون ويقتلون كل نصراني . ومنذ عام 1815 نصب يونس الأربلي حاكماً على ماردين فحدثت في أيامه مشاغب وفتن بين السركجية والداشية والعمريان أذ كانوا يطوفون الأسواق يضربون ويقتلون النصارى . ولما تولى الحكم أحمد أغا السلحدار ، ألقى القبض على بطريرك السريان اليعاقبة 1817 وزجه في السجن فحامى عنه الخواجا الياس شادي إذ أتخذته الحمية المسيحية وكان ذا نفوذ فأقتداه بثلاثة وثلاثين كيساً من اليرة العثمانية ، إضافة سبعة أكياس فاضطركل المسيحيين السريان والكاثوليك ببيع أوقاف مسيحية كثيرة فأنقذوا البطريرك . في عام 1884 أتخذ السريان الكاثوليك على الأرمن الكاثوليك في مسألة الدين فصوب الأتراك نحوهم سهام الغضب فنكلوهم أشد التنكيل وفتكوا بوجهائهم في مناطق الماردين . كما كان للبروتستانت طائفة في جنوب البلاد بدأت منذ عام 1859 والتي بدأها المرسل وليمس القس البروتستانتي الأمريكي . وفي عام 1904 بنوا لهم غرب ماردين مسكناً يتضمن مدرسة ومستشفى . أما الكنيسة الكلدانية فبدأت منذ أنفصالها من النسطورية عام 1552 فعرفت الكثلكة في ماردين بمساعي البطريرك يوحنا شمعون الثامن وهكذا كانت المسيحية منتشرة بكل طوائفها في الدولى العثمانية . في عام 1915 قام أعداء المسيحية على قدم وساق فأثار المشاغب والفتن فألقوا المسيحين في السجن ومثلوا بهم وقتلوهم وخاصةً الوجهاء وتوسلت النكبات الفظيعة لتشمل نصارى دياربكر وأورفا وخربوط وسيواس وساسون وما جاورها من القرى . شمّرَ وجهاء المسلمين بديار بكر وكتبوا الى كل قادة الأكراد والعشائر وأمروهم بقتل النصارى ونهبهم بعد تسليحهم بالأسلحة الكافية وصرحوا لهم أن يوافوا عند الظهيرة الى جامع ولي جامي ويطلقون البنادق وينادوا ( محمد صلوات ) فيخرجون من الجامع ويهاجمون الكنائس ودور النصارى واسواقهم ويقتلوا ويسبوا بدون رحمة . لبى الأكراد الطلب وأنضموا الى المؤامرة فقتلوا نصارى دياربكر وحرقوا ما بقي من البضائع في السوق فتحولت المدينة الى أتون عظيم لا ترى سوى الدخان الصاعد الى الجو . أرسل من ديار بكر مع عشرون ضابطاً رسائل الى ماردين يقولون فيها ( لو كنتم حقاً مسلمين لأفتعلتم بماردين ما أفتعلناه بديار بكر) فبدأ المسلحون بالشر طبقاً لمشورتهم فجرى في تلك الولايات من الفظائع فاق ما جرى في ديار بكر . نذكر أسماء أبرز المجازر التي قامت بها حشود الأتراك والأكراد ضد السريان والكلدان والآشوريين في تركيا. 1- دياربكر 2- ماردين 3- ديركة 4- ويران شهر 5- رأس العين 6- دير الزور 7- سعرت ( قتل فيها مطرانها الشهير مار أدي شير بأبشع الطرق وبعد مماته قام أحد الجنود بقطع أصبعه لأنتزاع خاتم الأسقفية . كان ذلك في آب 1915 .) لم يبقى من أبرشية سعرد قريةً واحدة . 8- جزيرة أبن عمر وخاصةً نافروي القريبة من زاخو . ( ففي ليلة 28 آب 1915 القي القبض على المطران مار يعقوب أبراهام أسقف الجزيرة فبدأوا بضربه وتعذيبه ثم أطلقوا عليه ثلاث أطلاقات ثم حملوه الى خارج البلدة ( الجزيرة ) وعروه وتركوا جثته المباركة على ضفاف دجلة ) . 9- كوبوران 10- دير العمر ودير الصليب . 11- مذيات وصلح 12- كنو جوزة وباتة 13- فلث ومعن كيفا 14- الصور 15- نصيبين ودارا 16- قلعة المرأة 17- معصرتا وبافاوادبنابيل 18- البنابلية 19- المنصورية 20- القصدر 21- تل الأرمن 22- فيشخابور ، قتل الكثير من أهلها في قرية خاتك السورية بعد أن عبروا دجلة لكي يحتموا هناك معتمدين على أقوال مختارها المجرم نايف مصطو . أما الباقين فهربوا الى سنجار . 23- أبرو 24- باز 25- جيلو 26- هاكاري 27- طاقيان وغيرها من القرى في تلك المناطق الحدودية مع العراق . أما المدن والقرى الأرمنية فكثيرة تغطي كل خارطة تركيا ، ومواقعها مبينة في الخارطة أعلاه . في الختام نقول : نعم كان هناك قوى أجنبية مثل روسيا وبريطانيا دفعت الأرمن والآشوريين بالقيام بثروات معادية ضد الحكومة التركية ، فألقت الفساد والحقد والتحريض في قلوبهم للعمل ضد حكومة بلدهم لأضعافها وذلك طمعاً بأحتلال وأستعمار تركيا . فتلك التحريضات هيجت الأرمن في داخل العاصمة فهاجموا الباب العالي ظانين أنهم سيفوزون وينتصرون . لكن ذلك لم يكن لمصلحتهم ، بل كان يصب في مصلحة الأنكليز أولاً الذين خططوا لأبتلاع البلاد دون غيرهم . وهكذا خرج الأرمن من مبادىء مسيحيتهم القائلة ( على كل نفس أن تخضع للسلطات الحاكمة ، فلا سلطة إلا من عند الله ، والسلطات القائمة مرتبة من قبل الله . حتى من يقاوم السلطة ، يقاوم ترتيب الله ، والمقاومون سيجلبون العقاب على أنفسهم ) " رو 13: 1-2" . كذلك فعل الأنكليز مع الأشوريين ووعدوهم بالمستقبل الزاهر فدفع الآشوريين الثمن . هكذا كانوا المسيحيين في تركيا ضحايا وعود روسيا والأنكليز الكاذبة فدفعوهم الى نار الحقد التركي المبيت ضد المسيحية فتلك المواقف والحجج بررت الحكومة التركية لكي لا تفرق في أبادة الأرمني والسرياني والكلداني والآشوري واليوناني . بين الكاثوليكي والأرثوذكسي والنسطوري والبروتستانتي . نعم لولا تحريض الأنكليز وروسيا لتحريك المسيحيين في تركيا لكانت المسيحية باقية لحد اليوم . كما تفضلنا بأن الحقد التركي ضد المسيحية كان واضحاً منذ نشأت الدولة العثمانية ، فهذا الحقد أستمر لعمل تلك المجازر قبل مئة عام وسيبقى الى الأبد لأنه متخمر في العقلية التركية . فاليوم أيضاً تركيا تتمم جرائمها لأبادة المسيحية فهي الطرف المشارك مع أعداء المسيحية اليوم والمتمثل بدول الخليج الممولة للأرهاب و بأشراف أسرائيل فموقف تركيا مع هذا الحلف واضح جداً . تركيا اليوم أصبحت البوابة الوحيدة التي من خلالها تمر كل جنود الدواعش الى سوريا والعراق . لا وبل حتى العجلات العسكرية المستوردة تعبر عن طريق تركيا والسلاح وكل الأحتياجات الأخرى وفي مستشفياتها يتم معالجة جرحى الأرهابيين . وما تزال تركيا تلاحق الأرمن والمسيحين من مختلف الطوائف في سوريا والعراق ، وستبقى مواقف تركيا معادية وواضحة ضد المسيحية وتتحدى العالم كله بعدم أعترافها بكل تلك الجرائم وأميركا تساندها وتتغاضى عنها لأجل مصالحها . فهل سيأتي اليوم الذي ستشهر به أميركا والمعسكر الغربي ورقة الأرمن بوجه تركيا في المنظمة الدولية لكي تعترف بجريمتها وتدفع الثمن ؟ المصادر 1- قتل أمة هنري مورغنطاو / السفير الأمريكي في تركيا 1913- 1916 2- لمحة تاريخية عن مذبحة جزيرة ابن عمر شفيق عبدالأحد الجزراوي 3- القصارى في نكبات النصارى الأب أسحق أرملة 4- فيشخابور الأب ألبير أبونا بقلم / وردا أسحاق عيسى |
19 - 04 - 2015, 11:06 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الذكرى المئوية لأبادة المسيحية في تركيا
ربنا يبارك حياتك
|
||||
|