رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسوا نجساً" (2 كو6: 17) يعتقد البعض أن من اللازم أن نندمج بالعالم ونصير مثله ليتسنى لنا أن نربح نفوساً للمسيح ونؤثر على حياة الكثيرين تأثيراً إلهياً. لكن إذا سقط إنسان في بئر عميقة، هل يفكر أحد أن يقفز إلى أسفل البئر ليوجد معه حتى يُخرجه منها؟! كلا، بل يبقى من فوق ومن هناك يدلى حبلاً ليرفعه به. لو أن إبراهيم ذهب ليعيش مع لوط في سدوم لما أفاده شيئاً، ولكنه حين انفصل، وقف على مرتفعات الإيمان مع الله، واستطاع أن يتشفع لأجل نجاة لوط. فلننفصل ونسكن مع الله بعيداً عن مفاسد العالم. ثم أريد أن أقول إن العالم نفسه يتوقع أن يرى المسيحي مختلفاً عنه، وعنده فكرة عن المستوى الذي يجب أن يكون عليه المسيحي. أجل. إن العالم ينتظر أن يرى المسيحي مختلفاً عنه وإلا فكيف يستطيع أن يميز بين هذا وذاك؟ إذا لم يكن هناك خط فاصل، فكيف يعرف الناس في أي جانب نحن؟ إذا كنا نلبس مثل لبس العالم، ونتصرف مثل تصرفاته، فكيف يمكن لأحد أن يحكم إذا كنا مسيحيين بالحق أم لا؟ ولقد كان الانفصال دائماً هو فكر الله منذ القديم. فقد طلب الرب من إبراهيم أن يترك أرضه وعشيرته وبيت أبيه، وبالانفصال التام يذهب إلى حيث لا يعلم. وموسى أبى أن يكون له تمتع وقتي بالخطية حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر. وهكذا كان إسرائيل شعباً خاصاً منفصلاً انفصالاً تاماً عن الشعوب التي حوله وممثلاً لمبادئ الله. وفى (عزرا 9: 10) ، و(نحميا8) عندما انهدم سور الانفصال بسبب التزوج بالأجنبيات، لم تكن هناك رأفة أو هوادة في إبعاد الزوجات الأمميات وإقامة سور الانفصال عالياً من جديد. نعم، ولا يزال الانفصال هو محور دعوة الله "اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب "لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين" (2كو 6: 14 -18) . فالعالم يجب التخلي عنه، والانفصال يجب أن يكون واضحاً جلياً. لنتذكر طبيعة موقفنا، فنحن بحسب كلمة الله غرباء ونزلاء وسياح - شعب سماوي في بلاد غريبة وليست الأرض هي موطننا الأصلي. |
|