ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب طبيعة السيد المسيح لقداسة البابا شنودة الثالث فهرس الكتاب مقدمة الكتـــــاب , عقيدة كنيستنـــا , أشهر الهرطقات , طبيعة الاتحـــــــاد , مثال اتحاد الحديد بالنار , مثال اتحاد النفس والجسد , وحدة الطبيعة في الميلاد , إمكانية الوحــــــــــــــدة , أهمية الوحدة للكفارة والفداء , الطبيعة الواحدة والآلام , تعبير ابن الإنسان , شهادة نصوص كتابية , المشيئة الواحدة والفعل الواحد مقدمة الكتاب موضوع طبيعة المسيح موضوع هام جداً ، كان سبب انقسام خطير في الكنيسة في منتصف القرن الخامس (سنة 451م) . ولما بدأ الحوار اللاهوتي الخاص بوحدة الكنائس ، كان لابد من طرق هذا الموضوع . وكان لابد لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية أن يكون لها كتاب يعبر عن عقيدتها في هذا الشأن ، بلغة تصلح للحوار اللاهوتي . وقد قمت بتدريس هذا الموضوع لطلبة الكلية الإكليريكية في سنة 1984 في محاضرات ألقيناها في دير القديس الأنبا بيشوى ببرية شيهيت ضمن مادة اللاهوت المقارن ، وقدمت للطلبة كمذكرات تداولوها ، ولم تخرج عن هذا النطاق . ثم ترجمت هذه المذكرات إلى اللغة الإنجليزية في أوتوا عاصمة كندا سنة 1985 ، وبقيت متداولة باللغة الإنجليزية فقط لمدة ست سنوات …وكان لابد أن نطبعها باللغة العربية ليدرسها طلبة الكلية الإكليريكية بفروعها المتعددة ، ولمنفعة من يحب الدراسة اللاهوتية من الخدام ومن أفراد الشعب أيضا … وكذلك لمن يريد أن يتعرف على عقيدتنا في ألchristology من الكنائس الأخرى …وكان أول حوار لاهوتي لنا في الموضوع في فينا بالنمسا في سبتمبر سنة 1971 م في اجتماع نظمته هيئة Pro Oriente . ووصلنا إلى اتفاق على صيغة لاهوتية وافق عليها اخوتنا الكاثوليك ، واخوتنا من الكنائس الأرثوذكسية الشرقية القديمة : السريان والأرمن والأثيوبيون والهنود . وبخاصة لأنه كان الخلاف منذ القرن الخامس قد شوه مفهوم كل كنيسة عن الأخرى . وحاليا أصبح الجو ممهداً لمفهوم مشترك …بعد ذلك تم اتفاقنا رسمياً مع الكنائس الكاثوليكية، بعد 17 عاماً (سنة 1988) على أساس ما اتفقنا عليه من قبل ، في وثيقة مختصرة ننشرها في الصفحة الأخيرة من هذا الكتاب … وكان لنا حوار آخر مفصل جداً مع اخوتنا من الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية في اجتماع حضره علماء اللاهوت في عشرين من الكنائس الأرثوذكسية في العالم ، وذلك في دير الأنبا بيشوى ببرية شيهيت سنة 1989 م ، أعقبه اجتماع آخر لممثلي الكنائس الأرثوذكسية من رجال الكهنوت في شامبزى بجنيف سنة 1990 .ولما كان من الصالح أن يعرف شعبنا ما هي تفاصيل وأثباتات معتقدنا في طبيعة المسيح ، ولما كانت جماعة Pro Oriente . ستعقد مؤتمراً دينياً لممثلي جميع الكنائس لإطلاعهم على المعتقد ،في أواخر اكتو بر من هذا العام (1991 م) . وقد طلبوا منا ورقة نقدمها للحاضرين ، ونلقيها كمحاضرة عليهم …لذلك كله رأينا طبع مذكرات الاكليريكية في سنة 1984 لتصدر في كتاب يوزع على ذلك المؤتمر ، ويكون في متناول الجميع باللغة العربية إلى جوار الترجمة الإنجليزية . عقيدة كنيستنا السيد المسيح هو الإله الكلمة المتجسد ، له لاهوت كامل ، وناسوت كامل ، لاهوته متحد بناسوته اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ، اتحاداً كاملاً أقنومياً جوهرياً ، تعجز اللغة أن تعبر عنة ، حتى قيل عنه إنه سر عظيم "عظيم هو سر التقوى ، الله ظهر في الجسد" (1 تى 3 : 16). وهذا الاتحاد دائم لا ينفصل مطلقا ولا يفترق . نقول عنه في القداس الإلهي "إن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين" .الطبيعة اللاهوتية(الله الكلمة) اتحدت بالطبيعة الناسوتية التي أخذها الكلمة (اللوجوس) من العذراء مريم بعمل الروح القدس . الروح القدس طهر وقدس مستودع العذراء طهارة كاملة حتى لا يرث المولود منها شيئاً من الخطية الأصلية ، وكون من دمائها جسداً اتحد به ابن الله الوحيد . وقد تم هذا الاتحاد منذ اللحظة الأولى للحبل المقدس في رحم السيدة العذراء . وباتحاد الطبيعتين الإلهية والبشرية داخل رحم السيدة العذراء تكونت منهما طبيعة واحدة هي طبيعة الله الكلمة المتجسد . لم تجد الكنيسة المقدسة تعبيراً أصدق وأعمق وأدق من هذا التعبير . الذي استخدمه القديس كيرلس الكبير (عامود الدين ) والقديس أثناسيوس الرسولى من قبله، وكل منهما قمة في التعليم اللاهوتي على مستوى العالم كله . حتى أنني حينما اشتركت في حوار أعدته جماعة Pro Oriente في فيينا بالنمسا في سبتمبر 1971 م بين الكاثوليك الرومانيين والكنائس الأرثوذكسية الشرقية القديمة عن طبيعة المسيح ، كان موضوع هذا الحوار هو قول القديس كيرلس "طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد" وبعد الشقاق الذي حدث سنة 451 م، حيث رفضنا مجمع خلقيدونية و تحديداته اللاهوتية ، عرفنا بأصحاب الطبيعة الواحدة Monophysites . وتشترك في هذا الإيمان الكنائس السريانية ، والأرمنية ، والأثيوبية ، والهندية ، وهى الكنائس الأرثوذكسية غير الخلقيدونية . بينما الكنائس الخلقيدونية الكاثوليكية واليونانية (الروم الأرثوذكس )فتؤمن بطبيعتين للسيد المسيح وتشترك في هذا الاعتقاد أيضاً الكنائس البروتستانتية. ولذلك تعرف كل هذه الكنائس باسم أصحاب الطبيعتين . وكنائس الروم الأرثوذكس ، أو الأرثوذكس الخلقيدونيين فتشمل كنائس القسطنطينية واليونان ، وأورشليم ، وقبرص ،وروسيا ، ورومانيا ، والمجر ،والصرب ،وكنائس الروم الأرثوذكس فى مصر ، وفى سوريا ولبنان ، وفى أمريكا ،وفى دير سانت كاترين بسيناء …الخ وتعتبر أصحاب الطبيعة الواحدة Monophysites أسئ فهمه عن قصد أو غير قصد خلال فترات التاريخ ، فاضطهدت بالذات الكنيسة القبطية والكنيسة السريانية اضطهادات مروعة بسبب اعتقادها ، وبخاصة في الفترة من مجمع خلقيدونية سنة 451 حتى بدء دخول الإسلام مصر وسوريا (حوالي 641 م) . واستمر المفهوم الخاطئ خلال التاريخ ، كما كنا نؤمن بطبيعة واحدة للمسيح وننكر وجود الطبيعة الأخرى . فأي الطبيعتين أنكرتها كنيسة الإسكندرية ؟ هل هي الطبيعة اللاهوتية . وقد كانت كنيستنا أكثر كنائس العالم دفاعاً عن لاهوت المسيح ضد الأريوسية في مجمع نيقية المسكونى المقدس سنة 325 م وفيما قبله وما بعده . أم هي الطبيعة الناسوتية وأقدم كتاب وأعمق كتاب شرحها هو كتاب "تجسد الكلمة" للقديس أثناسيوس الإسكندري ! إنما عبارة " طبيعة واحدة " المقصود بها ليس الطبيعة اللاهوتية وحدها ، ولا الطبيعة البشرية وحدها ، إنما اتحاد هاتين الطبيعتين في طبيعة واحدة هي (طبيعة الكلمة المتجسد) . وذلك مثلما نتحدث عن الطبيعة البشرية وهى عبارة عن اتحاد طبيعتين هما النفس والجسد . فالطبيعة البشرية ليست هي النفس وحدها ، ولا الجسد وحدة ، إنما اتحادهما معاً في طبيعة واحدة تسمى الطبيعة البشرية . وسنتحدث عن هذا الموضوع بالتفصيل فيما بعد . والقديس كيرلس الكبير علمنا أن لا نتحدث عن طبيعتين بعد الاتحاد . فيمكن أن نقول أن الطبيعة اللاهوتية اتحدت أقنومياً بالطبيعة البشرية داخل رحم القديسة العذراء ولكن بعد هذا الاتحاد لا نعود مطلقاً نتكلم عن طبيعتين في المسيح . فتعبير الطبيعتين يوحي بالانفصال و الافتراق . ومع أن أصحاب الطبيعتين يقولون باتحادهما ، إلا أن نغمة الانفصال كما تبدو واضحة في مجمع خلقيدونية ، مما جعلنا نر فضة … ونفى القديس ديسقورس الإسكندري بسبب هذا الرفض … وإلى أن نشرح بالتفصيل موضوع الطبيعة الطبيعتين في المسيح ، نود أن نتعرض قبل ذلك لشرح نقطة هامة وهى : أشهر الهرطقات حول طبيعة المسيح هـــــرطقة آريوس كان آريوس ينكر لاهوت المسيح ، ويرى أنه أقل من الآب في الجوهر ، وأنه مخلوق . ومازالت جذور الأريوسية قائمة حتى الآن . حتى بعد أن شجبها مجمع نيقية المسكونى سنة 325 م ، ظل أريوس والأريوريوسيون من بعده سبب تعب وشقاق وشك للكنيسة المقدسة … هرطقة أبو ليناريوس وكان ينادى بلاهوت المسيح ، ولكن لا يؤمن بكمال ناسوته . إذ كان يرى أن ناسوت المسيح لم يكن محتاجاً إلى روح ، فكان بغير روح ، لأن الله اللوجوس كان يقوم بعملها فى منح الحياة. ولما كان هذا يعنى أن ناسوت المسيح كان ناقصاً ، لذلك حكم مجمع القسطنطينية المسكونى المقدس المنعقد سنة 381 م بحرم أبوليناريوس وهرطقته هذه . هرطقة نسطور وكان نسطور بطريركاً للقسطنطينية من سنة 428 م حتى حرمه مجمع أفسس المسكونى المقدس سنة 431 م . وكان يرفض تسمية القديسة العذراء مريم بوالدة الإله OEOTOKOC ، ويرى أنها ولدت إنساناً، وهذا الإنسان حل فيه اللاهوت . لذلك يمكن أن تسمى العذراء أم يسوع . وقد نشر هذا التعليم قسيسه أنسطاسيوس ، وأيد هو تعليم ذلك القس وكتب خمسة كتب ضد تسمية العذراء والدة الإله . ويعتبر أنه بهذا قد أنكر لاهوت المسيح . وحتى قوله أن اللاهوت قد حل فيه لم يكن بمعنى الاتحاد الأقنومى ، وإنما حلول بمعنى المصاحبة . أوحلول كما يحدث للقديسين . أي أن المسيح صار مسكناً لله ، كما صار في عماده مسكناً للروح القدس . وهو بهذا الوضع يعتبر حامل الله (صفحة 10 ) كاللقب الذي أخذه القديس أغناطيوس الانطاكى وقال أن العذراء لايمكن أن تلد الإله ، فالمخلوق لا يلد الخالق ! وما يولد من الجسد ليس سوى جسد . وهكذا يرى أن علاقة طبيعة المسيح البشرية بالطبيعة اللاهوتية بدأت بعد ولادته من العذراء ، ولم تكن اتحاداً وقال صراحة " أنا أفضل بين الطبيعتين" . وبهذا الوضع تكون النسطورية ضد عقيدة الكفارة . لأنه إن كان المسيح لم يتحد بالطبيعة اللاهوتية ، فلا يمكن أن يقدم كفارة غير محدودة تكفى لغفران جميع الخطايا لجميع الناس في جميع العصور . والكنيسة حينما تقول أن العذراء والدة الإله ، إنما تعنى أنها ولدت الكلمة المتجسد ، وليس أنها كانت أصلاً للاهوت ،حاشا . فالله الكلمة هو خالق العذراء ، ولكنه في ملء الزمان حل فيها ،وحبلت به متحداً بالنا سوت وولدته والأثنا عشر حرماً التي وضعها القديس كيرلس Anathemas ، فيها ردود على كل هرطقات نسطور . فقد حرم من قال أن الطبيعتين كانتا بطريق المصاحبة ، ومن قال إن الله الكلمة كان يعمل في الإنسان يسوع ، أو أنه كان ساكناً فيه . كما من فرق بين المسيح وكلمة الله ، وأنه ولد كإنسان فقط من إمرأة . هرطقة أوطاخى كان أوطاخى (يوطيخوس) أب رهبنة ورئيس دير بالقسطنطينية . وكان ضد هرطقة نسطور . فمن شدة اهتمامه بوحدة الطبيعتين في المسيح – وقد فصلهما نسطور- وقع في بدعة أخرى . فقال إن الطبيعة البشرية ابتلعت وتلاشت في الطبيعة الإلهية ، وكأنها نقطة خل في المحيط . وهو بهذا قد أنكر ناسوت المسيح . أوطاخى هذا حرمه القديس ديسقورس . وعاد فتظاهر بالإيمان السليم ، فحالله القديس ديسقورس على أساس رجوعه عن هرطقته . ولكنه بعد ذلك أعلن فساد عقيدته مرة أخرى فحرمه مجمع خلقيدونية سنة 451 م كما حرمته الكنيسة القبطية أيضاً . مجمع خلقيدونية على الرغم من أن مجمع أفسس المسكونى المقدس قد حرم نسطور ، ألا أن جذور النسطورية قد امتدت إلى مجمع خلقيدونية الذي ظهر فيه انفصال الطبيعتين حيث فيه أن المسيح اثنان إله وإنسان : الواحد يبهر بالعجائب والآخر ملقى للشتائم و الإهانات . هكذا قال (ليو) Leo أسقف رومه في كتابه المشهور بطومس لاون الذي رفضته الكنيسة القبطية . ولكن أخذ به مجمع ما يختص بها ، وطبيعة ناسوتية تعمل ما يختص بها . قال نسطور أن هاتين الطبيعتين منفصلتان . وقال مجمع قرطا جنة أنهما متحدتان ولكنه فصلهما بهذا الشرح . وكما قرر أن المسيح له طبيعتان ، قرر أن له مشيئتين وفعلين . ومن هنا نشأت مشكلة الطبيعتين والمشيئتين ، وبدأ صراع لاهوتي ، وانشقاق ضخم في الكنيسة، نحاول حاليا إنهاءه بالوصول إلى صيغة إيمان مشترك يقبله الجميع … طبيعة الاتحاد أتحاد بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ولا استحالة : المقصود أن وحدة الطبيعة هي وحدة حقيقية . ليست اختلاطاً مثل اختلاط القمح بالشعير ، ولا امتزاجاً ، مثل مزج الخمر بالماء أو مزج اللبن بالماء . كما لم يحدث تغيير مثل الذي يحدث في المركبات ، فمثلاً ثاني أكسيد الكربون فيه كربون وأكسجين ، وقد تغير طبع كل منهما في هذا الاتحاد وفقد خاصيته التي كانت تميزه قبل الاتحاد ، بينما لم يحدث تغيير في اللاهوت ولا في الناسوت باتحادهما . كذلك تمت الوحدة بين الطبيعتين بغير استحالة . فما استحال اللاهوت إلى ناسوت ، ولا استحال الناسوت إلى لاهوت ، كما أن اللاهوت لم يختلط بالنا سوت ، ولا امتزج به ، إنما هو اتحاد ، أدى إلى وحدة في الطبيعة . مثال اتحاد الحديد والنار: وقد استخدمه القديس كيرلس الكبير ، واستخدمه أيضاً القديس ديسقورس . ففي حالة الحديد المحمى بالنار ، لا نقول هناك طبيعتان : حديد ونار ، إنما نقول حديد محمى بالنار ، كما نقول عن طبيعة السيد المسيح إله مستأنس ، أو إله متجسد ، ولا نقول إنه إثنان إله وإنسان . وفى حالة الحديد المحمى بالنار لا توجد استحالة . فلا الحديد يستحيل إلى نار ، ولا النار تستحيل إلى حديد . ولكنهما يتحدان معاً بغير اختلاط ولا امتزاج . وإن كان هذا الحال ليس إلى دوام ، وهنا نقطة الخلاف . غير أننا نقصد التشبيه بالحديد فى حالة كونه محمى بالنار ، وله كل خواص النار وكل خواص الحديد . وكذلك كانت طبيعة الكلمة المتجسد واحدة ، ولها كل خواص اللاهوت وكل خواص الناسوت مثال اتحاد النفس والجسد وقد استخدم هذا التشبيه القديس كيرلس عامود الدين ، والقديس أوغسطينوس ، وعدد كبير من علماء اللاهوت القدامى والحديثين . وفى هذا المثال تتحد طبيعة النفس الروحانية ، بطبيعة الجسد المادية الترابية ، ويتكون من هذا الاتحاد طبيعة واحدة هي الطبيعة البشرية . هذه الطبيعة التي ليست هي الجسد وحده ، ولا النفس وحدها ، وإنما هما الاثنان معاً متحدين بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ولا استحالة . فما استحالت النفس إلى جسد ، ولا استحال الجسد إلى نفس ، ومع ذلك صار الاثنان واحداً في الجوهر وفى الطبيعة ، بحيث نقول إن هذه طبيعة واحدة وشخص واحد . فإن كنا نقبل مثال اتحاد النفس والجسد في طبيعة واحدة ، فلماذا لا نقبل اتحاد اللاهوت والناسوت في طبيعة واحدة ؟! هنا ونطرح سؤالاً هاماً بالنسبة إلى تعبير طبيعة واحدة وتعبير طبيعتين : ألا نعترف كلنا أن هذه التي نسميها طبيعة بشرية ، كانت فيه قبل الاتحاد طبيعتان : هما النفس والجسد . ومع ذلك فالذين يستخدمون تعبير (الطبيعتين) اللاهوتية والبشرية ، لا يتكلمون عن طبيعة النفس وطبيعة الجسد ، إنما عن طبيعة واحدة بشرية فى المسيح . فإن كان لابد من التفصيل ، فإن هذا سيؤدى إلى أن فى المسيح ثلاث طبائع !!! هي اللاهوت ، والنفس ، والجسد ، وكل من هذه الطبائع له كيانه الخاص وجوهره الخاص … وطبعاً لا يقبل أحد هذا الكلام ، لا هذا الجانب ولا ذاك . أما إن قبلنا اتحاد النفس والجسد في طبيعة واحدة في المسيح ، واستخدمنا هذا التعبير لاهوتياً، فإنه يكون من السهل علينا أذن أن أن نستخدم عبارة طبيعة واحدة للمسيح أو طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد … وكما أن الطبيعة البشرية يمكن أن يقال عنها أنها طبيعة واحدة من طبيعتين ، كذلك نقول عن الكلمة المتجسد أنه طبيعة واحدة من طبيعتين . فإن قيل إن إن طبيعة اللاهوت مغايرة لطبيعة الناسوت ، فكيف يتحدان ، نقول أيضاً أن طبيعة النفس هي كذلك مغايرة لطبيعة الجسد ، وقد اتحدت معه في طبيعة واحدة هي الطبيعة الإنسانية . ومع أن الإنسان تكون من هاتين الطبيعتين ، إلا أننا لا نقول عنه مطلقا أنه اثنان ، بل إنسان واحد . وكل أعماله ننسبها إلى هذه الطبيعة الواحدة . وليس إلى النفس فقط ، ولا إلى الجسد فقط . فنقول أكل فلان أو جاع أو تعب أو نام أو تألم ولا نقول إن جسد فلان هو الذي أكل أو جاع أو تعب أو نام أو تألم . والمفهوم طبعاً أنه جاع أو نام بالجسد … لكننا ننسب هذا الأمر إلى الإنسان كله ، وليس إلى جسده فقط … كذلك كل ما كان يفعله المسيح كان ينسب إليه كله ، وليس إلى لاهوته وحده أو إلى ناسوته وحده . كما قال لاون في مجمع خلقيدونية . وسنشرح هذه النقطة بالتفصيل فيما بعد إن شاء الله … إن اتحاد النفس والجسد ، هو اتحاد ذاتي جوهري حقيقي ، اتحاد أقنومى ، كذلك اتحاد الطبيعة الإلهية للمسيح بالطبيعة البشرية في رحم العذراء ، هو اتحاد أقنومى ، ذاتي جوهري حقيقي . وليس مجرد اقتران أو مصاحبة كما يزعم نسطور . ومع أن مثال وحدة النفس والجسد في الطبيعة البشرية هو مثال شامل في أوجه شتى ، هي التي قصدناها وحدها ، إلا أن هذا التشبيه فيه نقطة نقص ، هي إمكانية انفصال النفس عن الجسد بالموت ، وعودتها إليه بالقيامة . أما وحدة الطبيعة بين اللاهوت والناسوت في المسيح ، فهي وحدة بغير انفصال . فلم ينفصل لاهوته عن ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين . وحدة الطبيعة في الميلاد من الذي ولدته العذراء ؟ هل ولدت إلهاً فقط ؟ أم إنساناً فقط ؟ أم ولدت إلها وإنساناً؟ أم ولدت الإله المتجسد ؟ من المستحيل أن تكون قد ولدت إلهاً فقط ، لأنها ولدت طفلاً رآه الكل . ولا يمكن أن تكون ولدت إنساناً فقط ، لأن هذه هي هرطقة نسطور ! ثم ما معنى قول الكتاب "الروح القدس يحل عليك ، وقوة العلي تظللك . فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله " (لو35:1) ؟ وما معنى أن ابنها يدعى عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا (متى 23:1) : وما معنى قول اشعياء النبي "لأنه يولد لنا ولد ، ونعطى ابناً ، وتكون الرئاسة على كتفه ، ويدعى اسمه عجيباً مشيراً إلها قديراً ، أباً أبدياً رئيس السلام " (اش6:9) . إذن هو لم يكن مجرد إنسان ، وإنما كان ابن الله وعمانوئيل وإلهاً قديراً . والعذراء أيضاً لم تلد إنساناً وإلهاً ، وإلا كان لها ابنان : الواحد منهما إله ، والآخر منهما إنسان . لم يبق إلا أنها ولدت الإله المتجسد . إن المسيح . ليس ابنين ، أحدهما ابن لله المعبود، والآخر إنسان غير معبود . ونحن لا نفصل بين لاهوته ناسوته . وكما قال القديس أثناسيوس الرسولى عن السيد المسيح "ليس هو طبيعتين نسجد للواحدة ، ولا نسجد للأخرى ، بل طبيعة واحدة هي الكلمة المتجسد ، المسجود له مع جسده سجوداً واحداً " . ولذلك فإن شعائر العبادة لا تقدم للاهوت وحده دون الناسوت ، إذ لا يوجد فصل ، بل العبادة هي لهذا الاله المتجسد . إن السيد المسيح هو الإبن الوحيد المولود من جوهر الآب قبل كل الدهور ، وهو نفسه ابن الإنسان الذي صار بكراً وسط اخوة كثيرين (رو29:8) . وكما قال عنه أحد الآباء إنه ولد من الآب قبل كل الدهور بغير أم ، وولد من العذراء ، في ملء الزمان بغير أب . ولذلك قال الرسول "لما جاء ملء الزمان ، أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة تحت الناموس" (غل40:4) . إذن الذي ولد من العذراء هو ابن الله ، وفى نفس الوقت هو ابن الإنسان كما قال عن نفسه. إن الابن (اللوجوس) قد حل في بطن القديسة العذراء ، وأخذ له ناسوتاً منها ، ثم ولدته . وليس مثلما يقول نسطور إن العذراء قد ولدت إنساناً عادياً ، وهذا الإنسان سكن فيه الله فيما بعد ، أو حل فيه ، أو صار حاملاً لله دون اتحاد طبيعي أقنومى . ولذلك فنحن نقدم العبادة لهذا المولود . ونقول له في تسبحة الثلاثة تقديسات " قدوس الله ، قدوس القوى ، قدوس الحي الذي لا يموت، الذي ولد من العذراء ارحمنا " . كما قال الملاك " القدوس المولود منك يدعى ابن الله . لقد اتحدت في المسيح الطبيعة الإلهية بالطبيعة البشرية في بطن العذراء . لذلك حينما زارت العذراء اليصابات قالت لها تلك القديسة العجوز . من أين لي هذا ، أن تأتى أم ربى إلى " (لو 43:1) . وكانت مريم حبلى لم تلد بعد ، ودعيت أم الرب . ويقول قانون الإيمان عنه "نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد ، المولود من الآب قبل كل الدهور … الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء وتأنس وصلب عنا … وتألم وقبر وقام … إذن ابن الله الوحيد هذا هو الذي نزل من السماء وتجسد ، فالمركز الأصلي له هو لاهوته الذي نزل في بطن العذراء وتجسد . وليس كما يقول نسطور أن أصله إنسان ثم سكن فيه الله بعد ولادته !! الذي تجسد هو أصلاً ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور . ولذلك استطاع أن يقول " قبل أن يكون ابراهيم أنا كائن " (يو58:8) . والذي قال هذا هو يسوع المسيح وهو يكلم اليهود . ولم يقل لاهوتي كائن قبل ابراهيم ، وإنما قال أنا كائن مما يدل على وحدة الطبيعة فيه . إمكانية الوحدة إن هذه الوحدة بين الطبيعة الإلهية والطبيعة الناسوتية أمر ممكن ، وإلا ما كان ممكناً أن تتم . إنها أمر كان في علم الله منذ الأزل . كان يعرفه ويدبره بسابق عمله بما يحتاجه الإنسان من خلاص . ولذلك قال القديس بولس الرسول عن تجسد الرب يسوع : " السر الذي كان مكتوماً في الأزمنة الأزلية . ولكن ظهر الآن وأعلم به جميع الأمم " (رو25:16) . بل إن أحد الآباء فيما تأمل في قول الكتاب " ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على بال إنسان ، ما أعده الله للذين يحبونه " (1 كو9:2) . وهى عبارة تقال عن النعيم الأبدي …هذا الأب قال هذا الذي لم يخطر على قلب بشر ، أن يصير الله إنساناً ويصلب ويموت ، لكي يفتدينا ويشترينا بدمه . وقال أب آخر إن حضور الله في خليقته يكون بثلاثة أنواع : إما حضور عام بحكم وجوده الإلهي في كل مكان ، أو حضور بنعمته في قديسيه . أما النوع الثالث الفريد الذي لم يحدث سوى مرة واحدة، فهو وحدته باقنومه في المسيح ، حينما اتحدت طبيعته الإلهية بطبيعة بشرية في رحم العذراء . طبيعة واحدة للكلمة المتجسد إنها طبيعة واحدة ولكن لها كل خواص الطبيعتين : كل خواص اللاهوت وكل خواص الناسوت . فيها الناسوت لم يصر لاهوتاً ، بل ظل ناسوتاً ، ولكنه ناسوت الله الكلمة . والكلمة لم يتحول إلى ناسوت ، بل بقى كما اللاهوت مع الناسوت في الجوهر وفى الاقنوم وفى الطبيعة ، بدون انفصال . ولم يحدث انفصال بين اللاهوت واللاهوت الناسوت في موت المسيح . وكما نقول في القسمة السريانية عن موته " انفصلت نفسه عن جسده . ولاهوته لم ينفصل قط عن نفسه ولا عن جسده . وهكذا نفسه وهى متحدة باللاهوت ذهبت إلى الجحيم ، لتبشر الراقدين على الرجاء … وتفتح لهم باب الفردوس وتدخلهم فيه . وبقى جسده في القبر متحداً باللاهوت . وفى اليوم الثالث أتت نفسه المتحدة بلاهوته ، لتتحد بجسده المتحد بلاهوته وهكذا صارت القيامة . وأمكن للإله المتجسد القائم من الأموات ، أن يخرج من القبر وهو مغلق وعلية حجر عظيم . وأمكن أن يدخل التلاميذ والأبواب مغلقة (يو19:20) . فهل دخل من الأبواب المغلقة بلاهوته أم بناسوته ؟ أليس هذا دليلاً على وحدة الطبيعة . ومن هذا الذي خرج من القبر ؟ أهو لاهوته أم ناسوته ، أم هو المسيح الكلمة المتجسد ؟ إننا لا نتحدث هنا عن طبيعتين منفصلتين : إله ، وإنسان . فهذا التعبير يدل على اثنين لا واحد . وتعبير اثنين لا يدل مطلقاً على اتحاد . فالاتحاد لا يقسم إلى اثنين . وأنا أحب أن استخدم عبارة الاتحاد للتكلم عن الذي حدث في بطن العذراء . أما بعد ذلك فنسميها وحدة الطبيعة . كذلك تعبير اثنين يوحي بالانفصال أو إمكانيته . أهمية الوحدة الكفارية والفداء إن الإيمان بطبيعة واحدة للكلمة المتجسد ، هو أمر لازم وجوهري وأساسي للفداء . فالفداء يتطلب كفارة غير محدودة ، تكفى لمغفرة خطايا غير محدودة ، لجميع الناس في جميع العصور. ولم يكن هناك سوى تجسد الله الكلمة ليجعل بلاهوته الكفارة غير محدودة . فلو أننا تكلمنا عن طبيعتين منفصلتين . وقامت الطبيعة البشرية بعملية الفداء وحدها . لما كان ممكناً على الاطلاق أن تقدم كفارة غير محدودة لخلاص البشر. ومن هنا كانت خطورة المناداة بطبيعتين منفصلتين ، تقوم كل منهما بما يخصها . ففي هذه الحالة ، موت الطبيعة البشرية وحدها لا يكفى للفداء . ولذلك نرى القديس بولس الرسول يقول : " لأنهم لو عرفوا لما صلبوا رب المجد (1كو8:2). ولم يقل لما صلبوا الإنسان يسوع المسيح . إن تعبير رب المجد هنا يدل دلالة أكيدة على وحدة الطبيعة ولزومها للفداء والكفارة والخلاص . لأن الذي صلب هو رب المجد . طبعاً صلب بالجسد ولكن الجسد كان متحداً باللاهوت في طبيعة واحدة . وهنا الأمر الأساسي اللازم للخلاص . ويقول القديس بطرس الرسول لليهود " أنكرتم القدوس البار وطلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل . ورئيس الحياة قتلتموه " (أع3 :14،15) . وهنا أشار إلى أن المصلوب كان رئيس الحياة ، وهذا تعبير ألهي ، فلم يفصل الطبيعتين مطلقاً في موضوع الصلب لأهمية وحدتهما من أجل عمل الفداء . ويقول القديس بولس الرسول أيضاً في رسالته إلى العبرانيين " لأنه لاق بذاك الذي من أجله الكل وبه الكل ، وهو آت بأبناء كثيرين إلى المجد ، أن يكمل رئيس خلاصهم بالآلام " (عب10:2) . وهنا في مجال آلامه ، لم ينس مطلقاً لاهوته ، إذ أنه من أجله الكل ، وبه الكل . هذا الذي قال عنه في موضع آخر " الكل به وله قد خلق " (كو16:1) . والسيد المسيح نفسة حينما ظهر ليوحنا الرائي قال له : " أنا هو الأول وآلا خر والحى وكنت ميتاً" . " وها أنا حي إلى أبد الآبدين آمين . ولى مفاتيح الهاوية والموت" (رؤ1 : 17،18) . فهذا الذي كان ميتاً هو الأول والآخر ، وبيده مفاتيح الهاوية والموت . وهكذا لم يفصل لاهوته عن ناسوته هنا وهو يتحدث عن موته . إذن فالذي مات هو رب المجد ، ورئيس الحياة ، ورئيس الخلاص ، هو أيضاً الأول والآخر. إنها خطورة كبيرة على خلاصنا أن نفصل ما بين الطبيعتين أثناء الحديث عن موضوع الخلاص . ولعل البعض يقول : ومن هذا الذي فصل ؟! أليس مجمع خلقيدونية يقول بطبيعتين متحدتين ؟! نعم يقول هذا . ويقول معه طومس لاون أيضاً : إن المسيح اثنان إله وإنسان ، الواحد يبهر العجائب ، والثاني ملقى للإهانات والآلام ..! فإن كان هذا الإنسان وحده هو الملقى للآلام، فأي خلاص إذن نكون قد أخذناه ؟! هنا ونفحص موضوع : الطبيعة الواحدة والالام حقا إن اللاهوت غير قابل للآلام . ولكن الناسوت حينما وقع عليه الألم ، كان متحداً باللاهوت . فنسب الألم إلى هذه الطبيعة الواحدة غير المحدودة . ولذلك نرى أن قانون الإيمان الذي حدده مجمع نيقية المقدس يقول إن ابن الله الوحيد ، نزل من السماء ، وتجسد وتأنس وصلب عنا على عهد بيلاطس وتألم وقبر وقام … فرق كبير بين أن نقول إن الناسوت وحده منفصلاً عن اللاهوت قد تألم ، وبين أن نقول إن نقول إن الابن الوحيد تجسد وصلب وتألم وقبر وقام . هنا فائدة الإيمان بالطبيعة الواحدة التي تعطى الفداء فاعلية غير المحدودة . فهل تألم اللاهوت إذن ؟ نقول إنه بجوهره غير قابل للألم … ولكن المسيح تألم بالجسد ، وصلب بالجسد . ونقول فى قطع الساعة التاسعة " يا من ذاق الموت بالجسد في وقت الساعة التاسعة …" . مات بالجسد ، الجسد المتحد باللاهوت . فصار موته يعطى عدم محدودية للكفارة . وقد قدم لنا الآباء مثالاً جميلاً لهذا الموضوع وهو الحديد المحمى بالنار . مثال اللاهوت المتحد بالنا سوت : فقالوا إن المطرقة وهى تطرق الحديد إنما تضرب الحديد المحمى بالنار فتقع على الاثنين . ولكن الحديد يتثنى ( يتألم ) بينما النار لا يضرها الطرق بشيء. ومع ذلك فهي متحدة بالحديد أثناء طرقه . وفى صلب المسيح يقدم لنا الكتاب آية جميلة جداً في حديث القديس بولس الرسول مع أساقفة أفسس حيث قال " لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه " (أع28:20) . ونسب الدم هنا إلى الله ، بينما الله روح ، والدم هو دم ناسوته . ولكن هذا التعبير يدل دلالة عجيبة جداً على الطبيعة الواحدة للكلمة المتجسد ، حتى أن ما يتعلق بالنا سوت يمكن أن ينسب في نفس الوقت للاهوت ، بلا تفريق إذ لا يوجد انفصال بين الطبيعتين . إن انفصال الطبيعتين الذي ناد به نسطور لم يستطع أن يقدم حلاً لموضوع الكفارة والفداء . وقد حرصت الكنيسة على تعبير الطبيعة الواحدة من أجل أهمية هذا الموضوع ، كما لباقي النتائج أيضاً المترتبة على وحدة الطبيعة . ونحن في التعبيرات العادية نقول فلان مات ، ولا نقول أن جسده فقط قد مات ، إن كانت روحه على صورة الله وهبها الله نعمة الخلود … والروح لا تموت . وإن كان الهدف الأول من التجسد هو الفداء . والفداء لا يمكن أن يتم عن طريق الطبيعة البشرية وحدها ، إذن الإيمان بطبيعة واحدة للكلمة المتجسد أمر جوهري لا يستطيع أحد أن ينكره . ولا يمكن أن يتم الفداء إن قلنا أن الناسوت وحده هو الذي له الآلام والصليب والدم والموت . انظر إلى الكتاب كيف يقول عن الله الآب : " الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين " ( رو 32:8 ) . وقوله أيضاً " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد ، لكي لا يهلك كل من يؤمن به " ( يو16:3 ) . ويقول أيضاً " هو أحبنا أرسل ابنه كفارة لخطايانا " (1يو 10:4) . إذن فالذي بذله الآب هو الابن ، والابن الوحيد ، أي الاقنوم الثاني ، الكلمة … ولم يقل بذل ناسوته أو أي شيء من هذا القبيل ، مع أنه مات على الصليب بالجسد ولكن هذا دليل كبير على وحدة طبيعة الله الكلمة ، وأيضاً أهمية هذه الوحدة من أجل عمل الفداء . ويقول أيضاً في هذا المجال عن الله الآب ، الذي أنقذنا من سلطان الظلمة ، ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته ، الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا ، الذي هو صورة الله غير المنظور …" (كوا:13-15) . حينما يتحدث عن مغفرة الخطايا بدم المسيح ، ينسب هذا إلى الابن الذي هو صورة الله غير المنظور الذي له الملكوت . وهذا دليل آخر على وحدة الطبيعة واهتمام الكتاب بها في موضع الفداء . ومثال آخر مشابه ، ظهر في حديث المسيح عن الكرامين الأردياء . يقول إن صاحب الكرم أرسل أخيراً ابنه لهؤلاء الكرامين . فلما رأوا الابن … أخذوه وأخرجوه خارج الكرم وقتلوه " (متى 21 : 37-39) . وهنا ينسب الموت إلى الابن ، ولم يقل إلى ناسوته . فما أعمق هذا الكلام عن الطبيعة الواحدة . ويعوزنا الوقت إن تحدثنا عن باقي الأمثلة . نكتفى بهذا الآن . في كل هذه الأمثلة نرى أن الكتاب – وعلى لسان السيد المسيح نفسه – لا يفصل مطلقاً بين طبيعة المسيح ناسوتياً أو لاهوتياً ، إنما يتكلم عنها كطبيعة واحدة ما يقوله عن ابن الله ، هو ما يقوله عن ابن الإنسان . تعبير ابن الانسان استخدام عبارة ابن الإنسان في مناسبات تدل على اللاهوت : لاشك أن عبارة ابن الإنسان تعبر عن ناسوت المسيح ، كما أن عبارة ابن الله تدل على لاهوته . ومع ذلك فإن السيد المسيح استخدم عبارة ابن الإنسان في مواضع كثيرة نذكر منها : 1- شرح أن ابن الإنسان موجود في السماء وعلى الأرض : وذلك في قوله لنيقوديموس " ليس أحد صعد إلى السماء ، إلا الذي نزل من السماء ، ابن الإنسان الذي هو في السماء " ( يو13:3 ) . فمن هو هذا ابن الإنسان الذي نزل من السماء ؟ والذي هو من السماء ويكلم نيقوديموس على الأرض ؟ أهو الطبيعة الإلهية أم الطبيعة البشرية ؟ لا يمكن أن يكون هو الكلمة المتجسد . فهذه العبارة واضحة جداً في اثبات الطبيعة الواحدة . 2- وقال " إن ابن الإنسان هو رب السبت أيضاً " ( متى 8:12 ) . فإن كان تعبير ابن الإنسان يعنى الطبيعة البشرية ، وفى نفس الوقت هو رب السبت أي الله ، إذن فقد اجتمع اللاهوت والناسوت معاً في تعبير واحد . وهذا دليل على وحدة الطبيعة . 3- قال إن ابن الإنسان له سلطان على الأرض أن يغفر الخطايا ( متى 6:9 ) . بينما لا يغفر الخطايا إلا الله وحده . فهل الذي قال للمفلوج " مغفورة لك خطاياك " هو الناسوت أم اللاهوت ؟ أليس حسناً نقول إنه الكلمة المتجسد . 4- قال إن ابن الإنسان هو الذي سيدين العالم . فهل الطبيعة البشرية هي التي ستدين العالم أم اللاهوت ؟ يقول إن ابن الإنسان سوف يأتى في مجد أبيه مع ملائكته . وحينئذ يجازى كل واحد بحسب عمله (متى 27:16). نلاحظ هنا أنه يقول ابن الإنسان وفى نفس الوقت يقول . " في مجد أبيه " . أي يجمع بين كونه ابن الإنسان وابن الله في عبارة واحدة ، مما يدل على وحدة الطبيعة . ويقول ابن الإنسان مع ملائكته بينما تعبير ملائكته يدل على لاهوته . وهكذا نرى هنا أن تعبير ابن الإنسان ، لايمكن أن يدل على الطبيعة الإنسانية وحدها ، ولا على الطبيعة اللاهوتية وحدها . وإنما على وحدة الطبيعة أي الطبيعة الواحدة التي للكلمة المتجسد . 5- ونفس التعبير نجده في ( متى 25 :31-34) " ومتى جاء ابن الإنسان في مجده ، وجميع الملائكة والقديسين معه ، فحينئذ يجلس على كرسى مجده .. ويقيم الخراف عن يمينه ، والجداء عن اليسار . ثم يقول الملك للذين عن يمينه . تعالوا إلى يا مباركي أبى رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم " . هنا ابن الإنسان ، وأبى في عبارة واحدة . أي أن المتكلم هو ابن الإنسان ، وهو ابن الله في نفس الوقت . وابن الإنسان هو الذي سيدين العالم ، بينما الدينونة هي للابن ابن الله ( يو22:5) . وهنا وحدة الطبيعة واضحة . 6- وقال لرئيس الكهنه ( في محاكمته ) " من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة ، وآتياً على سحاب السماء " ( متى 26:63-65) . وفى ذلك قال القديس اسطفانوس وقت استشهاده " ها أنا أنظر السماء مفتوحة ، وابن الإنسان قائم عن يمين الله " ( أع 56:7) . فمن هذا القائم عن يمين الله ؟ والجالس عن يمين القوة والآتي على سحاب السماء ؟ هو الطبيعة البشرية أم الطبيعة اللاهوتية ؟ لا نستطيع هنا أن نفصل أو نميز ، بل نقول أنها الطبيعة الواحدة طبيعة الكلمة المتجسد . 7- وهو كابن الإنسان يدعو الملائكة ملائكته والمختارين مختاريه . إذ يقول " يبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير ، فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت ، فيجمعون مختاريه …" (متى 24: 29-31) . وهنا كابن الإنسان يتصرف كإله ولا نستطيع في هذه العبارة أن نقول هنا الطبيعة البشرية وهنا الطبيعة الإلهية. فالمتكلم هو يسوع ابن مريم ، والمتكلم في نفس الوقت هو ابن الله ديان الأرض كلها ، الذي له سلطان على الملائكة يرسلهم . وله سلطان على البشر يجمع مختاريه من أقصاء السماوات إلى أقصائها . إنها طبيعة واحدة لا فصل فيها . 8- قال السيد المسيح أيضاً في حديثه مع تلاميذه : فإن رأيتم ابن الإنسان صاعداً حيث كان أولاً يو 6 : 26 المهم هنا في عبارة ( حيث كان أولاً ) . أي أنه كان أولاً في السماء . والمعروف طبعاً أن الذي كان في السماء هو اقنوم الابن . ولكن هنا لوحدة الطبيعة يقول عن ابن الإنسان ، ما يقوله عن اقنوم الكلمة ، لأنه هو الكلمة المتجسد . وهذا يطابق أيضاً قوله لنيقوديموس عن ابن الإنسان ، إنه هو الذي نزل من السماء (يو13:3) ، بينما الذي نزل من السماء هو اقنوم الابن أي اللاهوت . وبنفس هذا المعنى يقول بولس عن السيد إنه " الرب من السماء" ( اكو 47:15) . ( يمكن الرجوع إلى كتابنا : سنوات مع اسئلة الناس ج2 لقراءة المزيد عن هذه النقطة الخاصة بابن الإنسان ) . شهادة نصوص كتابية آيات كثيرة من الكتاب تثبت الطبيعة الواحدة 1- شهادة من الله الآب نفسه يقول عن يسوع الذي يعمده يوحنا المعمدان " هذا هو ابني الوحيد الذي به سررت " (متى 17:3) . وطبعاً لم يقل هذا هو ناس ، لأن ناسوته غير منفصل عن لاهوته لحظة واحدة ولا طرفة عين . وعبارة (هذا) لا تطلق على اثنين ، بل على مفرد . وهنا تطلق على الطبيعة الواحدة التي للكلمة المتجسدة . 2- ونفس التعبير قاله القديس يوحنا المعمدان ، إذ أشار إلى المسيح وقال " هذا الذي قلت عنه إن الذي يأتى بعدى صار قدامى ، لأنه كان قبلي " ( يو1: 15،30) . فكيف يكون بعده وقبله ؟ إنه بعده في الميلاد الجسدي ، وقبله باللاهوت . ولكن المعمدان لا يفصل بين الناسوت واللاهوت ، وإنما يقول (هذا) الذي أمامي (الكلمة المتجسد) كان قبلي . واضح هنا وحدة الطبيعة . إن الذي يعمده هو نفسه الذي كان قبله . 3- يقول القديس يوحنا الإنجيلي " الله لم يره أحد قط . الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب خبر " ( يو18:1) . والابن الوحيد هو الله الكلمة ، الاقنوم الثاني ، فكيف أنه أعطانا خبراً عن الآب ؟ لاشك حينما تجسد . فهل الذي خبر هنا هو الناسوت ، إنه يقول عنه " الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب " بينما خبرنا ناسوته . وهذا دليل على وحدة الطبيعة . 4- ونفس الكلام يقوله نفس الرسول في رسالته الأولى " الذي كان من البدء ، الذي سمعناه الذي رأيناه الذي شاهدناه ولمسته أيدينا " ( 1يو1:1) . وإنه يقول عن هذا الذي رأوه ولمسوه إنه الذي كان من البدء أي الله : فكيف رأوا الله ولمسوه ، إلا إن كان هو الكلمة المتجسد . لأن الكلام هنا ليس عن الناسوت وحده ولا يلمس بالأيدي . 5- وبنفس المعنى نأخذ حديث السيد المسيح مع الرجل الذي ولد أعمى ومنحه الرب البصر . إنه يسأل من هو ابن الله ، فيقول له الرب " قد رأيته . والذي يتكلم معك هو" ( يو9 :35-37) . وابن الله هو الله الكلمة أي اللاهوت . والذي يتكلم معه أهو الناسوت ؟ لا يمكن أن يكون الناسوت وحده لأنه يقول له إنه هو ابن الله . إذن فهو الله المتجسد ، الذي ظهر في الجسد ( 1تى 16:3) . 6- يقول القديس بولس الرسول عن بنى إسرائيل حينما كانوا في برية سيناء " وجميعهم شربوا شراباً واحداً روحياً ، لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم ، والصخره كانت المسيح " ( 1كو 4:10) . والمعروف أن بنى إسرائيل هؤلاء ، كانوا في برية سيناء قبل ميلاد المسيح بأربعة عشر قرناً . فكيف يكون معهم يرتوون منه ؟إلا لو كان يتكلم عن الطبيعة اللاهوتية التي هي الله الكلمة . والله الكلمة لم يصر اسمه المسيح إلا بتجسده . ولكن نظرا للطبيعة الواحدة ، لم يستطع الرسول أن يفصل . فتكلم عن أزلية المسيح ووجوده قبل مولده . ويتابع الرسول كلامه بنفس المعنى فيقول " ولا تجرب المسيح كما جرب أناس منهم فأهلكتهم الحيات " ( 1كو 9:10). 7- من الذي سجد له المجوس (متى 11:2) ؟ هل سجدوا للاهوت وحده ؟ كلا ، إنهم سجدوا لطفل في مزود وقدموا له هدايا . أم تراهم سجدوا للناسوت ؟ إن الناسوت لا تقدم له العبادة . إذن لا جواب سوى أنهم سجدوا للإله المتجسد ، كما المولود أعمى فيما بعد . وكما سجد الذين كانوا في السفينة لما انتهر الرب الرياح ومشى على الماء لقد سجدوا له ليس مجرد احترام . وإنما " جاءوا وسجدوا له قائلين : بالحقيقة أنت ابن الله " ( مت 23:14) . 8- كذلك نسأل : من الذي مشى على الماء وانتهر الريح ؟ أهو اللاهوت أم الناسوت ؟ لا شك أنه الكلمة المتجسد . وهكذا باقي المعجزات : من الذي كان يصنعها ؟ أهو اللاهوت وحده ؟ إذن ما معنى عبارة " كان يضع يده على كل واحد فيشفيه" ( لو40:4) . وما معنى أن نازفة الدم لمست هدب ثوبه فشفيت ( مر5غ 29 ) . وفى شفاء المولود أعمى . من الذي تفل على الأرض وضع من التفل طيناً ، وطلى بالطين عيني الأعمى ( يو6:9) ؟ لا شك أن الذي صنع هذه المعجزات كلها وشبيهاتها كثيرات هو السيد المسيح " الكلمة المتجسد " ويقول القديس يوحنا الإنجيلي " وآيات أخرى صنعها يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب " ( يو30:20) . لاحظ هنا عبارة ( يسوع ). نكتفى بهذه الأمثلة الآن ، لأننا لو تابعنا ما في الكتاب ، فلن ندخل تحت حصر ، لأن لغة الطبيعة الواحدة شاملة فيه . لذلك ننتقل حالياً من الحديث عن الطبيعة الواحدة ، إلى موضوع يتصل بها وهو المشيئة الواحدة . المشيئة الواحدة والفعل الواحد هل السيد المسيح له مشيئتان وفعلان ، أي مشيئة إلهية ومشيئة بشرية . وفعلان أي فعل باللاهوت ، وفعل بالناسوت . إننا الذين نستخدم تعبير طبيعة واحدة للكلمة المتجسد كما استخدمه من قبل القديس كيرلس الكبير : نؤمن أن له مشيئة واحدة وفعل واحد . وطبيعي أنه مادامت الطبيعة واحدة ، تكون المشيئة واحدة ، وبالتالي يكون الفعل واحداً. إن ما يختاره اللاهوت ، لا شك أنه هو نفسه ما يختاره الناسوت ، لأنه لا يوجد تناقض مطلقاً بينهما فى المشيئة والعمل . والسيد المسيح قد قال " طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله) يو34:4) وهذا دليل على أن مشيئته هي مشيئة الآب . وقد قال عن نفسه في ذلك " لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الآب يعمله . لأنه مهما عمل ذاك ، فهذا يعمله الابن كذلك " ( يو19:5) . وهو لا يطلب لنفسه مشيئة خاصة غير مشيئة الآب ، لذلك يقول " لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني" ( يو38:6) . واضح أن الآب والابن في الثالوث القدوس لها مشيئة واحدة ، لأنه قال " أنا والآب واحد " ( يو30:10) . ومادام هو واحداً معه في اللاهوت ، فبالضرورة يكون واحداً معه في المشيئة . والابن كان في تجسده على الأرض ينفذ مشيئة الآب السماوي ، إذن لابد كانت له ولناسوته مشيئة واحدة. لأنه ما هي الخطيئة سوى أن تتعارض مشيئة الإنسان مع الله . والسيد المسيح لم تكن فيه خطيئة البتة ، حاشا … بل قال لليهود متحدياً " من منكم يبكتني على خطية " ( يو46:8) وإذن كانت مشيئته هي مشيئة الآب . إن البشر القديسين الكاملين في تصرفاتهم ، يصلون إلى اتفاق كامل بين مشيئتهم ومشيئة الله : بحيث تكون مشيئتهم هي مشيئة الله ، ومشيئة الله هي مشيئتهم . وكما قال القديس بولس الرسول " وأما نحن فلنا فكر المسيح " ( 1كو16:2) . ولم يقل صارت أفكارنا متمشية مع فكر المسيح ، بل لنا فكر المسيح . وهنا الوحدانية. فإن كان قد قيل هذا مع الذين يعمل الرب معهم وفيهم ، فكم بالأكثر تكون الوحدة بين الكلمة وناسوته في المشيئة والفكر والعمل ، وهو الذي قد اتحد اللاهوت فيه بالناسوت اتحاداً أقنومياً جوهرياً ذاتياً ، بغير افتراق ، لم ينفصل عنه لحظة واحدة ولا طرفة عين … إن لم تكن هناك وحدة بين لاهوت المسيح ناسوته في المشيئة ، فهل يكون هناك تعارض إذن أو صراع داخلي ، حاشا . وكيف إذن يكون المسيح قدوة لنا ومثالاً ، حتى كما سلك ذاك نحن أيضاً ( 1يو 6:2) . البر الكامل الذي عاش فيه المسيح القدوس كان مشيئة ناسوته كما هو مشيئة لاهوته . وكذلك كان خلاص البشر ، أي الرسالة التي جاء من أجلها المسيح وقال " ابن الإنسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك " (متى11:18) . وهذه نفس مشيئة الآب الذي " أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا " ( 1يو10:4) . إذن فالصلب اختاره اللاهوت والناسوت . ولو لم تكن مشيئة واحدة ، ما كان يقال أن المسيح مات بإرادته عنا . ومادامت المشيئة واحدة ، لابد أن يكون الفعل واحداً : وهنا لا نفرق بين الطبيعتين . الاتفاقية المشتركة مع الكاثوليك نؤمن أن ربنا ألهنا ومخلصنا يسوع المسيح ، الكلمة ( اللوجوس) المتجسد ، هو كامل في ناسوته . وأنه جعل ناسوته واحداً مع لاهوته ، بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير . وأن لاهوته لم ينفصل عن ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين وفى نفس الوقت نحرم تعاليم كل من نسطور و أوطاخى . Agreed Statement on Christology “ We be jieve that our lord, God and Saviour Jesus Christ, the Incarnate-Logos is perfect in his Divinity and perfect in his Humanity 0 He made His Humanity One with His Divinity without Mixture, Nor Mingling , Nor confusion. His Divinity was not separated from His Humanity even for a moment or twinkling of an eye 0 At the same time, we anathematize the Doctrines of both Nestorius and Eutyches”0 Signatures: |
19 - 10 - 2013, 08:44 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: كتاب طبيعة السيد المسيح لقداسة البابا شنودة الثالث
|
|||
|