إعلان "سيدى الرئيس" يثير اهتمام رواد مواقع التواصل
شهر رمضان شهر تتجمع فيه العائلة، يسوده الود والمحبة، له حالة خاصة، زينة معلقة بالشوارع كافة، نور الفوانيس يضئ الظلام، ضحكات الأطفال تتعالى، وترتفع أصواتهم مرددين "وحوى يا وحوى"، مظاهر الفرح تسود الشوارع كافة، السهر وأصوات الآذان والصلوات تصدح فى الأرجاء ترتفع لتعلن مجئ شهر ينتظر من عام لعام.
لكن الوضع ليس كهذه الصورة فى كل البلدان، فى البلاد التى أرهقتها الحروب، لا يوجد شوارع من الأساس لتعليق الزينة، لا يوجد منازل ليتجمع فيها الأسرة ساعة الإفطار، الأسرة نفسها تحولت للاجئين، هربًا من نيران الحرب، رمضان سيكون قاسى عليهم هذه العام بسبب فقدان شخص أو أكثر من أفراد أسرتهم، وأخرهم الوضع المأساوى فى غزة، على خلفية الاحتجاجات التى اندلعت بعد افتتاح السفارة الأمريكية فى القدس.
إعلان لإحدى شركات الاتصالات الكويتية الشهيرة، ركز على هذه القضية، وجعله أساس حملته الإعلانية الجديدة فى شهر رمضان، تحت عنوان "سيدى الرئيس"، وتضمن رسائل لزعائم العالم، المتسببين فى الخراب الذى حل ببعض البلدان، وتغاضى البعض عن الجرائم الإنسانية فى حق مواطنى هذه الدول وعلى رأسهم سوريا وفلسطين.
القصة بدأت بطفل يفتح الباب ويتوجه للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والذى يؤدى دوره أحد الممثلين، ويوجه الحديث له: "سيدى الرئيس رمضان كريم، وانت مدعو على الإفطار، إذا وجدت بيتى فى الدمار، وعادت أمى من الطابور بخبز وقلب مكسور، وأذنت مساجد ورنت الكنائس، جيران فى الله، أبواب بلا حارس، ووصلت مراكب الموت إلى أرض الأحلام، دون أن يصبح الأطفال قضية رأى عام، سيدى الرئيس أنا لا أنام".
وظهر فى الفيديو ممثل تقمص دور الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وزعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو.
الطفل فى الإعلان، يحكى معاناة الأطفال فى الدول التى تدميرها بواسطة الآليات العسكرية، وتحقيق مآرب سياسية، ونهشتها وأنهكتها الحروب، فيقول: "سيدى الرئيس كلما أغمضت عينى أسمع انفجار، ويشتعل سريرى دخانا ونار، ويخرج الخوف من باب الدولاب، وتبكى الأغانى وتنزف الألعاب، سيدى الرئيس الألعاب".
ويختم الطفل رسالته لترامب: "سنفطر فى القدس عاصمة فلسطين، يكتبها رب الأمنيات العالقة، بين يا ليت وآمين"، ويتوجه الطفل برفقة فتاة جريًا تجاه المسجد الأقصى فى القدس، ويظهر فى الصورة رجالا يرتدون الزى الخليجى الشهير من الخلف، وكأنهم زعماء العالم العربى فى طريقهم للقدس.
الفيديو الإعلانى لفت انتباه رواد مواقع التواصل الاجتماعى على اختلافها، وأثار جدلا واسعا، بين مرتادى الموقع، إذ حقق الإعلان أكثر من 900 ألف مشاهدة فى عدد ساعات قليلة، وأحدث صدى واسع فى مواقع التواصل المختلفة.