|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خَّصت القدّيسة تيريزا الآفيليّة، معلمة الكنيسة، سر الثالوث بكلمات بسيطة بقولها: "أدركتُ أن في الله ثلاثة أقانيم مستقلة، ولكلّ واحد منهم ميزته الخاصّة. ثمّ قلت لنفسي إنّ الابن وحده تجسّد، ممّا يؤكّد حقيقة تلك الاستقلاليّة. هؤلاء الأقانيم الثلاثة يعرفون بعضهم بعضًا، يحبّون بعضهم بعضًا ويتواصلون فيما بينهم. لكن، إن كان تلك الأقانيم مستقلة، فكيف يمكننا أن نقول إنهم من الجوهر نفسه؟ في الواقع، هذا ما نؤمن به. هؤلاء الأقانيم الثلاثة يتمتّعون بإرادة واحدة، بسلطة واحدة وبسيادة واحدة، حتّى إنّ أحدًا منهم لا يستطيع أن يفعل شيئًا بدون الآخرين، وأنّ خالقًا واحدًا خلق كلّ شيء. أيمكن للابن أن يخلق نملة بدون الآب؟ طبعًا لا، لأنّهما يملكان سلطة واحدة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الروح القدس. إذًا، الأقانيم الثلاثة يُشكّلون إلهًا واحدًا. أيمكن لأحد أن يحبّ الآب بدون أن يحبّ الابن والروح القدس؟ لا، لكن مَن كان لطيفًا مع أحد الأقانيم الثلاثة، كان لطيفًا مع الثلاثة. ومَن أهان أحدهم، أهان الاثنين الآخرين. أيمكن أن يكون الآب موجودًا بدون الابن والروح القدس؟ لا، لأنّهم يملكون الجوهر نفسه. وحيثما يكون أحدهم، يكون الاثنين الآخرين لأنّهم لا يستطيعون الافتراق. إذًا، كيف لنا أن نرى ثلاثة أقانيم مستقلّة؟ كيف تجسّد الابن ولا الآب أو الروح القدس؟ لم أفهم ذلك. لكنّ اللاهوتيّين فهموا. ما أعرفه هو أنّ الأقانيم الثلاثة شاركوا في صنع ذاك السرّ العجيب. تعلّقت نفسي بهذه الحقيقة: الربّ هو كلّي القدرة، استطاع ما أراده وسيتمكّن من صنع كلّ ما يشاء. فكلّما عجزت عن فهم هذه الأمور، ازداد إيماني وازدادت عبادتي. فليتقدّس اسم الربّ من الآن وللأبد. آمين" الأب لويس حزبون - فلسطين |
|