المعلم جرجس الجوهري
ذكر السنكسار القبطى (1) : " أما سيرة أخيه (يقصد اخى المعلم إبراهيم جوهرى) فهى مدونة فى اليوم 17 من شهر توت سنة 1557 ش 27 سبتمبر 1810 م يوم تذكار نياحته ولربنا له المجد . آمين " ولكن للأسف الشديد لم يذكر السنكسار القبطى عنه أى شئ تحت اليوم المذكور أما السنكسار القبطى اليعقوبى (2) فقد ذكر اليوم فى السنة القبطية هو 10 توت
وقد عاصر المعلم جرجس جوهرى إثنين من البطاركة هما البابا يؤنس 18 والبابا مرقس الثامن
المعلم جرجس جوهرى من مشاهير الأقباط فى آواخر القرن 18 وأوآخر القرن 19 - نشا المعلم جرجس جوهرى فى مدينة قليوب وكان يذهب مع أخية إلى الكتاب فتحصل على العلم هناك وكانت العلوم التى تحصل عليها الكتابة والقراءة والحساب علاوة على تعلم اللغة القبطية وإتقانها والألحان الكنسية وفن نسخ الكتب .
وقد تزوج المعلم جرجس ورزق بأبنه أسماها مختارة وكان عظيم النفس كريما وجزيلاً فى عطاءه يوزع فى المناسبات الشئ الكثير من الطعام والملابس على الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل .
وعندما وصل أخيه إبراهيم إلى مركز مرموق فى الحكومة أشركه فى جميع الأعمال التى يمارسها , وكان ملازماً لأخيه ملازمة الظل للأنسان فكان ذلك له اثر كبير فى مستقبل حياته الوظيفية وأساسا لأختياره لرياسة المباشرين (رياسة الوزراء) بعد نياحة أخيه المعلم إبراهيم جوهرى .
أعمـــــــاله
كان قد شارك اخاه فى تعمير وبناء الكنائس وترميمها كما أن يده كانت خيره فى فعل الخير وأعطاء الصدقات للفقراء والمساكين والأرامل والأيتام ولكن من اهم أعماله هو بناءه للكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية ومقر البطريركية المجاور لها فى أملاكه واملاك اخيه وقد حصل أخيه على فرمان من البابا العالى فى الأسيتانه ببناء هذه الكنيسة ومات المعلم أبراهيم جوهرى قبل أن وضع اساسها وأكملها المعلم جرجس
ولما رأى البابا مرقس الثامن محبة المعلم جرجس للكنائس عينه ناظراً لكنائس كثيرة فقام بتعميرها وترميمها
وظائفه التى تقلدها
تقلد جرجس جوهرى وظائف الحكومية فى أربعة عهود مختلفة وأحتك بكثير من الحكام المختلفين فى الأخلاق وعادات مما جعله يكون فوق القمة تارة ومغضوب عليه فى أحيان أخرى .
1 - وظيفته أثناء حكم المماليك
تقلد أخيه إبراهيم جوهرى وظيفه كبيرة أيام حكم المملوكين إبراهيم بيك ومراد بيك كان المعلم جرجس يعمل ويساعد أخيه فى تأدية مهام مالية الحاكمين المملوكيين والأمور الكتابية ,
2 - أثناء حكم حسن باشا
وكان كل من مراد بيك وإبراهيم بيك طرد الباشا الذى عينه السلطان وتقلدا الحكم فى مصر فأرسل السلطان العثمانى جيشاً بقيادة حسن باشا أرجع السلطة وحكم مصر وهرب المماليك الأميرين إلى الصعيد وهرب معهما أخيه إبراهيم جوهرى وتقلد بعدهما شياخة البلد وحكمها الأمير إسماعيل بك , وظل المعلم جرجس بالقاهرة مباشراً فى أعمال الديوان ووشى المسلمين عليه فغضب عليه إسماعيل بيك وعزله من منصبه وعين بدلاً منه الواشى المسلم رئيساً بدلاً منه , ولم تمض أيام حتى عرف إسماعيل بك حقيقة الوشاية فعاقب الواشى وأغرقه فى النيل وأعاد المعلم جرجس إلى منصبه وظل يعمل المعلم جرجس يعمل رئيساً حتى عاد إبراهيم بيك ومراد بيك إلى الحكم سنة 1791 م , فترك جرجس منصبه عن رئاسة المباشرين لأخيه إبراهيم جوهرى الذى كان صديقاً لأبراهيم بك ومراد بك .
وعندما تنيح المعلم إبراهيم سنة 1795 م أعطى إبراهيم بك ومراد بك منصب رئاسة المباشرين إلى المعلم جرجس
3 - المعلم جرجس والحمـــلة الفرنسية
وغزت الحملة الفرنسية مصر فى يوليه 1798 م , ولم يجد نابليون بونابرت رجلاً حكيماً مثل المعلم جرجس فى البلاد فثبته فى رئاسته للمباشرين فى مصر وأعتبره عميد الأقباط
وحدث أنه بعد استقرار الفرنسيين بشهرين أنهم أرادوا الأحتفال بأحد اعيادهم الفرنسية , فدعوا المشايخ وأعيان المسلمين والقبط والشوام , وفى هذا الأحتفال لبس جرجس الجوهرى كركة بطرز قصب على أكتافها إلى أكمامها , وعلى صدرها شماسات قصب بأزرار , وكذلك فلثيوس , وتعمموا بعمائم كشميرى وركبوا البغال الفارعة وأظهروا البشر والسرور .. (3)
وعندما ذهب نابليون بونابرت إلى السويس طلب أن يكون بعض المشايخ والمديرين والمهندسين والمصورين كما إستصحب المعلم جرجس الجوهرى والمعلم أنطون أبو طاقية للأستعانة بخبرتهما ومهارتهما ومشورتهما .
وعندما رست مراكب الأنجليز والترك عند أبى قير وأنزلوا قواتهم هناك وأراد الفرنسيين تعدية النيل إلى الضفة الأخرى من ناحية بولاق أخذوه أيضاً معهم .
وظل المعلم جرجس فى مركز الرياسة طيلة إحتلال الفرنسيين مصر لمدة الثلاث السنين وظلوا يأخذونه معهم وأستصحبوه معهم حتى جلاؤهم لمصر سنة 1801 م (4)
وفى الفترة الأخيرة من الحملة الفرنسية حين اصبح بليار قائدا فى مصر أثناء أنشغال الجنرال عبدالله جاك مينو لقيادة الجيش الفرنسى لصد المهاجمين النجليز بالأسكندرية أتخذ الجنرال بليار بيت جرجس الجوهرى مسكناً للأقامة فيه (5)
ثم أراد الجنرال بليار هدم بقايا المنازل التى تهدمت نتيجة للمعارك السابقة والمجاورة لمنزل جرجس الجوهرى لكى يبنى ثكنات عسكرية , فنصب خيمة عند بيته على مقربة من العمل حتى يباشر عمليات الهدم والبناء , وأعد مساعده قوائم بأرباب الحرف وأمروهم بالحضور وأبتدأوا بالأقباط , فحضر الأقباط يتقدمهم جرجس الجوهرى وواصف وفلثيوس يصحبهم مجموعه تطبل وتزمر , فكان العمالى يشتغلون على أنغام الطبل والزمر والغناء , وأستمروا ذلك عدة أيام ثم تبعنهم طوائف أخرى , ومع أن هذا العمل سر الجنرال بلير إلا أنه طالب المطبلين والمزمرين بدفع مبالغ من المال , فمن دفع مبلغاً يرضيه أنقص ساعات عمله , ومن دفع مبلغاً أقل مما يبتغيه أطال عليه مدة العمل وأتعبه(6)
4 - فى مدة الحكم العثمانى
دخلت الجيوش العثمانية مصر بعد جلاء الفرنسيين وعاثوا فى الرض فساداً وهرب عدد كبير من الأقباط إلى مصر القديمة والجيزة خوفاً من سكين المسلمين الذى قطع رقابهم كما حدث فى المرات السابقة : " أما أكابر القبط مثل جرجس الجوهرى وفلثيوس (7) وملطى فإنهم طلبوا الأمان من المسلمين لكونهم إنحصروا بدورهم وهم بوسطهم فأرسلوا لهم الأمان (8)
عنها وعين السلطان خسرو باشا حاكما على مصر .
وفى سنة 1802 م جاء إلى مصر عدد من سيدات الباب العالى ومعهن زوجة قبطان باشا فتبارى العظماء فى إكرامهم ومعهم جرجس الجوهرى , وقد قام جرجس الجوهرى بإستضافة بعضهن فى بيته , فأعد داراً إعداداً خاصاً فإعتنى بفرش هذه الدار عناية خاصة حتى لقد فرش بساطاً من الكشمير فى مدخلها , وقد تم زواج أثنين من السيدات منهن فى آن واحد وأقيمت وليمة العرس فى هذه الدار (9)
وظل أيضا المعلم جرجس جوهرى فى منصبه رئيساً للمباشرين ومع كل هذه الخدمات التى أداها لتسيير امور العثمانيين فى مصر فقد تعود الأقباط من المسلمين الغدر ولا سيما طغيان الترك , فلم يلبث أن أطلق الوالى عسكره على بيوت الأقباط الكبار لينهبوها - فنهبوا بيت جرجس وأخذوا منه نفائس كثيرة والفراوى الثمينة (10)
وحدث تمرد من الجنود إنتهت أخيراً بتعيين محمد على حاكما لمصر سنة 1805 م وظل أيضاً المعلم جرجس فى منصبه رئيساً للمباشرين أيضاً
5 - فى أثناء حكم محمد على باشا
وبعد مدة قصيرة من حكم محمد على باشا قبض على المعلم جرجس جوهرى وبعض كبار الكتبه ومشاهيرهم وحبسهم وطلب منهم مبالغ طائلة وعين بدلاً منه المعلم غالى فى منصب رياسة الكتاب المباشرين وقد وصف الجبرتى فى يومياته (11) ما حدث فقال : " ... ودخل إليه المشايخ فخلع عليهم فراوى سمور ... ثم عملوا شنكاً ومدافع كثيرة وطبولاً , وأحضر فى ذلك الوقت المعلم جرجس وكبار الكتبة وعددهم أثنان وعشرون قبطياً ولم تجر العادة بإحضارهم فخلع عليهم أيضاً ثم نزلوا إلى بيت السيد المحروقى فتغدوا عنده ثم عوقهم إلى العصر ثم طلبهم الباشا إلى القلعة فحبسهم فى تلك الليلة وأستمروا فى الترسيم (الحبس) وطلب منهم ألف كيس ( وكان ذلك فى يوم الخميس ) ... وبعد أسبوع من حبسه أفرج محمد على باشا عن المعلم جرجس وفى يوم الأربعاء التالى .. أفرجوا عن النصارى الأقباط بعد ما قرروا عليهم ألف كيس خلاف البرانى وقدره 250 كيساً ونزلوا إلى بيوتهم بعد العشاء الأخير فى الفوانيس "
ولحاجة محمد على إلى المال ولعدم ثقته فيمن حوله خامره الشك فى أن يكون جرجس قد احتفظ لنفسه بالمال الذى كان مسئولاً عن جبايته فأمر بسجنه هو ومن يعملون معه .. وهنا يظهر المعلم غالى فإستعدعاه محمد على ليراجع الحسابات , وبعد مراجعة الحسابات أكد الباشا بأن المبالغ التى جمعها مضبوطة وأن المعلم جرجس لم يجبر بعض الناس على دفع بعض المبالغ المفروضة عليهم إشفاقاً عليهم , ولكن محمد على كحاكم أجنبى لم يرقه هذا التصرف وكان كل همه المال وطلب من جرجس ومن معه بدفع 4800 كيس من المال .
وقام محمد على بتعيين المعلم غالى ( الذى كان كبير كتبه الألفى بك)
وأضطر المعلم جرجس الجوهرى بعدما أفرج عنه من السجن أن يبيع الكثير من ممتلكاته لسداد ما طلبه منه محمد على - ويظن بعض المؤرخين أن محمد على نفاه إلى الصعيد بعد أبتزاز أمواله (12)
وهرب المعلم جرجس جوهرى إلى الصعيد خائفاً من محمد على باشا وظل مختفباً هناك 4 سنين إلى أن تشاور مع البطريرك الأنبا مرقس الثامن وغيره فرجع إلى القاهرة , وأستقبله الوالى محمد على وأكرمه وفرح الأقباط خاصة فقرائهم بقدومه .
تكريم المعلم جرجس الجوهرى
وكما رأينا أن جرجس الجوهرى أهين إهانات بالغه فى عهد الإستعمار العثمانى التركى الإسلامى وفى عهد محمد على إلا أنه مما يثير الفخر للأقباط أن صورة هذا الرجل العظيم بالحجم الطبيعى ما زالت معلقة حتى اليوم فى القاعة الشرقية من قصر فرساى فى فرنسا (13) .. وهو القبطى الوحيد المصور مع خمسة من كبار المسلمين يتوسطهم نابليون نفسه (14)
نيــــاحته
وبعد رجوعه من الصعيد لم يعش غير سنة واحدة هاجمته الأمراض حتى تنايح فى 17 توت سنة 1557 ش الموافق 27 سبتمبر 1810 م فى عيد الصليب ودفن بجوار اخيه فى المدفن الذى أعده المعلم إبراهيم جوهرى قبل أن يموت بجواب كنيسة مار جرجس بدرب التقا بمصر القديمة .
تاريخ الجبرتى .. محمد على بين المعلم جرجس الجوهرى والمعلم غالى
بركه صلوات المعلم إبراهيم واخيه جرجس جوهرى العظيمين القديسين فلتكن معى ومعكم يا آبائى واخوتى آمين
ويقول المؤرخ المسلم الجبرتى (15) فى يومياته : " ولما مات أخوه فى زمن رياسة المراء المصريين تعين مكانه فى الرياسة على المباشرين والكتبة وبيده حل الأمور وربطها فى جميع الأقاليم المصرية , نافذ الكلمة وافر الحرمة , وتقدم فى أيام الفرنسيين فكان رئيس الرؤساء وكذلك عند عند مجئ الوزير والعثمانيين وقدموه وأجلسوه لما يسديه إليهم من الهدايا والرغائب حتى كانوا يسمونه جرجس افندى , ورأيته يجلس يجلس بجانب محمد باشا خسروا وبجانب شريف افندى الدفتردار ويشرب بحضرتهم الدخان وغيره , ويراعون جانبه ويشاورونه فى الأمور , وكان عظيم النفس ويعطى العطايا ويغدق على جميع ألأعيان عند قدوم شهر رمضان الشموع والعسلية والسكر والأرز والكساوى واللبن , ويعطى ويهب , بنى عدة بيوت بحارة الونديك والأزبكية وأنشأ داراً كبيرة وهى التى يسكنها الدفتردار الآن ويعمل فيها الباشا وأبنه الدواوين عند قنطرة الدكة , وكان يقف على أبوابه الحجاب والخدم , ولم يزل على حالته حتى ظهر المعلم غالى وتداخل فى هذا الباشا (محمد على) وفتح له ألبواب لجمع الأموال , والمعلم جرجس يدافع فى ذلك .
وإذا طلب (محمد على) طلباً وأسما (أموالاً من أشخاص بطريقة ما ) يقول له هذا لا يتيسر تحصيله فيأتى المعلم غالى فيسهل الأمور له ويفتح له أبواب التحصيل , فضاق الخناق على المترجم وخاف على نفسه ولازمته الأمراض حتى مات وأنقضى وخلا الجو للمعلم غالى وتعين بالتاقدم ووافق الباشا فى أغراضه الكلية والجزئية , وكل شئ له بداية ونهاية , والله أعلم .
ولكن المؤرخة أيريس حبيب المصرى (16) أوردت سبباً آخر لقتل المعلم غالى فقالت : " ولم تمض غير شهور حتى أمر محمد على رجاله بإغتيال المعلم غالى فنفذ أمره وقتل المعلم المذكور فى مدينة زفتى فى أوائل يوليو سنة 1822 م ورجح العلامة محمد بك فريد وجدى (17) : أن سبب الأغتيال هو أن المعلم فرنسيس أخو المعلم غالى كان قد كتب خطاباً مزيفاً بأسم محمد على باشا وختمه وزعم فيه أن الباشا يطلب إلى بابا رومية وكان أسمه لاون الثانى عشر فى هذا الوقت وطلب منه أن يقيم إبراهيم كاشور (18) رئيس أساقفة على مدينة ممفيس مقابل أخضاع قبط مصر لسلطانه , كما أدعى فى خطابه أن محمد على باشا منح والد إبراهيم كاشور لقب "مركيز طهطا " .
وكان المعلم فرانسيس قد أندفع فى كتابة هذا الخطاب المزيف بسبب أختلاف إحتدم بينه وبين أسقفهم مكسيموس فى قضية طلاق , وهناك صورة لهذا الخطاب المزيف محفوظة فى أحدى مكتبات الفاتيكان أستولى عليها غاريبالدى عندما غزوا روما (19)
وثـــــــــــيقة تعيين جرجس الجوهرى ناضراً ومديراً لكنيسة أبى سيفين
فى التقليد المخطوط بعلامة الأنبا يؤنس الثامن عشر الذى أسند به نظارة كنيسة القديس مرقوريوس (أبى سيفين) إلى المعلم جرجس : " بسم ألاب والأبن والروح القدس إله واحد آمين
المجد للرب ذى القدرة والعظمة والجلال , الصادق فى وعده والمقال العادل فى الحكم والأفعال , الذى جعل بيعته المقدسة ثابته مزينة بالجمال , ومنحها بالأنوار البهية والأسرار والغفران , وجعلها كعروسه وسفينة النجاة لكل غرقان , كمراتب الطقوس النورانية منذ الإبتداء وإلى آخر الزمان ... لذلك رأت القلاية البطريركية اليؤنسية التى بنعمة الرب تعالىلا زالت أراؤها متفقة , ومقاصدها إلى الصالحات موافقة أن تتمسك بذوى الصفات المستحبة المشكورة , من شهر عنهم المساعى المبررة فتغرسهم فى خدمة البيعة (الكنيسة) المذكورة ويحبهم الرب الإله ويبنيهم وينميهم , ولما كان الإبن المبارك الدين الرثوذكسى الأرخن المبجل الشماس المكرم والفرع الزتهر من الأصل الطاهر المعلم جرجس أبو جوهرى بارك الرب عليه مخصوصاً بهذه الإشارة والمعبر عنه بهذه العبارة , الذى له هذه المحاسن ليست بمستعارة , وأتفقت الجماعة على صلاحيته وأهليته المشهودة له بناجحة وشفقته , وفوضت إليه القلاية بخدمة هذه البيعة المشار إليها أعلاه تفويضاً كاملاً , وقلدناه هذه الوظيفة , ووكلناه عليها ليكون فيما يرضى الله عاملاً , ويكون ناظراً على مصالح هذه البيعة وعلى أولادها وكهنتها وشمامستها وخدامها علوا وسفلاً , وعلى نذورها وأوقافها ومقبوضها ومصروفها كما جرت به العادة لمديرى البيع المقدسة وجميع ما أستقرت عليه القاعدة إلى هذه الغاية , فليتقدم بالإجتهاد ويقوم امورها بالإستعداد ... ويلزم عليه أن يكرم الكهنة وسائر الخدام ... ويجمع شمل أولاد البيعة بالألفة الروحانية والمحبة المسيحية , ليمجدوا الرب تعالى إذا شافوا منه الأحسان .. وقد سطرنا له هذا التقليد شاهداً بهذا التفويض , فليفعل بكل ما يجب عليه مثل أمثاله , ويتغلب بخوف الرب تعالى فى أقواله وأفعاله ... ويتصرف الوكيل المين الحكيم , ويتدبر كتدبير الرؤساء التامين , ولا يهمل شئ من الواجبات , ولا يرخص فى حالة من الحالات , ويتذكر قول الرب له المجد من أراد أن يكون فيكم كبيراً فيكون لكم خادماً ... فسبيل الأولاد المباركين الكهنة المؤتمنين والشمامسة المكرمين القاطنين والمترددين وكل الخدام بهذه البعة المقدسة أن يقيموا الصلاة كل وقت وكل حين ... ويتفقوا معه على كل همل صالح , والمسئول والمطلوب من الرب الإله الساكن فى أعلاه سماه , والقديس محب آبائه مرقوريوس صاحب البيعة يعينه بقوته الإلهية على ما يضمره من نية صالحة .. ويجعل خدمته فى هذه الكنيسة خدمة سعيدة ... ويحنن عليه قلوب المتولين عليه , ويغفر له الخطايا والذنوب ويوهبه دوام الصحة فى عقله وجسده ونفسه والقوة فى قلبه وفهمه وأعتقاده ويفسح فى جيله على أيامه أياماً ... وسلام سيدنا يسوع المسيح الذى حل بدءاً على تلاميذه الأطهار وهم فى عليه صهيون مجتمعون يحل ذلك السلام الروحانى على الأبن المبارك المعلم جرجس أبو جوهرى , والنعمة والبركة والتحليل والغفران والخلاص والمعونة من فمى أنا خادم بنعمة الرب الكرسى المرقسى , والرحمة والرأفة يشملوه ويتضاعفوا عليه , وجميع التحاليل والبركات الأبصالدية والمجامع الأرثوذكسية , ومن أفواة الآباء خلفاهم يحل عليه بالدوام ويحفظة ويعمره ويثبت فى الرض ذكره ...
فى يوم الثلاثاء المبارك 5 شهر برمهات المبارك الشهداء الطهار السعداء البرار بركاتهم علينا , آمين " (20)