مقدمــــــــــة:
ينتهي الصوم الأربعيني المقدس بمعناه الحصري مع نهاية يوم الجمعة الذي يلي الأحد الخامس من الصوم، فتنتهي بذلك فترة الأربعين يوماً المقدسة، ويسبق هذه الفترة اسبوع نصومه قبل بداية الصوم الكبير (كأسبوع استعداد)، وبذلك يكون مجموع ما نصومه هو 47 يوماً. ومن بعدها يبدأ الأسبوع الأخير، وهو أسبوع البصخة المقدسة من يوم الأثنين أو مساء الأحد، (طبعاً لا ننسى أنه اندمج ما بين الصيام الأربعيني واسبوع البصخة يومي السبت والأحد فاصبح في النهاية مجموع الصوم كله 55 يوماً) …
ويتحدث القديس يوحنا ذهبي الفم (347 – 407م) عن هذا الأسبوع الأخير فيقول: [ هو لنا كالميناء لربابنة السفينة، أو كالجائزة للعدَّائين، وكالإكليل للمصارعين. إنه مصدر كل خير، وفيه نجاهد لنوال الإكليل. ونُسميه أيضاً "الأسبوع العظيم" لا لأن أيامه أطول من سواها، بل لأن الرب صنع فيه العظائم... فلا عجب أن يُضاعف المسيحيون جهادهم في هذا الاسبوع، فيزيدوا أصوامهم وأسهارهم المقدسة وصدقاتهم. فيهذا الاندفاع للأعمال الصالحة، والاهتمام بتحسين سيرتنا، نشهد على عظيم الخير الذي صنعه الله لنا ].
1 – الأسبوع العظيم، أسبوع الفصح، أسبوع البصخة ومعناه
كلمة [ بصخة ] هي كلمة آرامية، أي عبرية دارجة وأصلها ” فصح פֶּסַח ، وقد انتقلت إلى اللغة اليونانية بكلمة πάσχα (بصخة)، معناها عبور أو تجاوز، وليس لها أي علاقة للكلمة التي تأتي بمعنى [ الألم أو الآلام ] فالكلمة اليونانية التي تُفيد معنى الألم أو الآلام هي πάσχω (بصخو)، وكلمة [ بصخو = الألم أو الآلام ] تختلف معناها تمام الاختلاف عن كلمة [ بصخة ]، وربما حدث هذا التداخل بسبب الكلمة اللاتينية passio والتي تعني الألم والمعاناة Suffering
وكلمة بصخة مرتبطة بذبيحة، والتي تُسمى [ ذبيحة الفصح ]، وذبيحة الفصح معناها الذي نستشفه من كلام الله حينما يتكلم عن وليمة الفصح وتقديم الحمل حسب قصده من هذه الكلمة (هو فصح للرب )، بمعنى أنه ليس مجرد وليمة عادية للأكل والشرب، يشترك في أكلها مقدموها، ولكن هذا الحمل المذبوح يخص الرب الذي سيجتاز في أرض مصر تلك الليلة، ويضرب كل بكر فيها من الناس والبهائم؛ ودم هذا الحمل ( فصح الرب ) المرشوش على بيوت بني إسرائيل هو العلامة التي يراها الرب في اجتيازه فيعبر عنهم ويُخلّصهم من ضربة الهلاك والموت. فهو عبور أو فصح للرب الذي نجاهم من الموت وصار سبب حريتهم الدائمة …
ولنا أن ندقق في معنى لفظة عبور، لأن كلمة [ فصح = عبور ] ليس أساس معناها العبري مرتبط بكلمة العبور التي نعرفها مثل ما نقول [ وقام وعبر النهر أو حبيبي تحول وعبر ] ولكن لفظة عَبَرَ في كلمة فصح ليس لها نظير آخر في اللغة العبرية بمعنى العبور العادي، بل تأتي بمعنى منفرد عن باقي المعاني التي تدل على العبور، لأنها تعني بدقة [ يبسط جناحيه فوق ] بغرض الحماية، مثل الطيور المرفرفة أو الدجاجة التي تُخبئ فراخها تحت جناحيها لتحميهم، فكلمة فصح، تعني الستر والحماية كالمبيت تحت الأجنحة المبسوطة ( المفرودة لتغطي )، وهذا المعنى نجده عند الرب يسوع حينما قال [ يا أورشليم يا أورشليم ... كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا ] (لوقا13: 34)، وطبعاً المعنى واضح في ذبيحة الفصح من جهة الاحتماء خلف دم الحمل والأكل منه، والمعنى هو أن شعب الله تحت حماية أجنحة القدير القهار وغالب كل قوى الشر التي تتبدد من أمام وجهه كالدخان المُشتت أمام أقل ريح تعبر أمامه، فالله يحرس شعبه [ يعبر الرب الباب ولا يدع المُهلك يدخل ] (خروج12: 23)، فخلاص شعب إسرائيل في أرض العبودية بدأ في الليلة التي ذُبح فيها خروف الفصح، واحتموا خلف الأبواب المُلطخة بالدم. فإنها ليلة القضاء والدينونة، ولكن موت خروف الفصح أعطى المغفرة للشعب، لأن دم الخروف سترهم من غضب الله المُعلن على الخطايا، وهكذا كان يوم صليب الرب وآلامه الخلاصية يوم قضاء ودينونة الخطية والقضاء على الإنسان العتيق وحرية وفك وعتق وخلق إنسان جديد يتجدد كل يوم حسب صورة خالقه [ إذ خلعتم الإنسان العتيق مع أعماله ولبستم الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه ] (كولوسي3: 9و 10)
عموماً – مما سبق – نجد أن لهذا الفصح مكانة خاصة جداً في الكتاب المقدس، لذلك نجد أن اليهود يحتفلون بهذا العيد تذكاراً خالداً لهم، يعيدونه في كل الأجيال عيداً للرب وفريضة أبدية لتذكار خلاص الشعب من العبودية في مصر، وهذا هو أول ذكر لأول عيد يفرضه الرب للاحتفال به فريضة أبدية، لأنه عيد الحرية، وهذا العيد ليس بالعيد العادي لأن فيه تطلع إلى الخلاص على يد المسيا الآتي الذي يصنع عهد حرية حقيقي وأبدي، وهذا ما قاله الرب يسوع فصحنا الحقيقي : ” فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً ” (يو 8: 36)
ويشرح القديس أغسطينوس كلمة ” فصح – بَصخة ” رابطاً بينها وبين حمل الله الذي أنقذنا من سلطان الظلمة وسيادة الموت وعبر بنا إلى سلطان النور وقوة الحياة لملكوت مجد لا يزول، فيقول: [ " بَصخة " ليست كما يظن البعض – أنها كلمة يونانية الأصل، ولكنها كلمة عبرية، ومع ذلك فإنه يوجد توافق شديد في معنى هذه الكلمة في كلتا اللغتين. فمن حيث الكلمة اليونانية παθεν التي تعني : " يتألم "، فقد اعتقدوا أن كلمة " بَصخة " تعني " التألم "، كما لو كان الاسم قد أُشتق من الفعل يتألم. ولكن الكلمة في لغتها الأصلية – أي العبرية – بَصخة تعني العبور، لأن شعب الله كان قد احتفل بالبصخة للمرة الأولى عندما عبروا البحر الأحمر في هروبهم من مصر. والآن تم الرمز النبوي وصار حقيقة عندما سيق المسيح كحمل إلى الذبح، حتى بدمه المرشوش على قوائم أبوابنا، أي بإشارة صليبه المرسوم على جباهنا يمكننا أن ننجو من الهلاك الذي ينتظره هذا العالم، مثل إسرائيل بنجاته من عبودية المصريين وإهلاكهم. وأصح عبور نعمله هو حينما نعبر من تبعية الشيطان إلى المسيح، ومن هذا العالم غير المستقر إلى ملكوته الثابت إلى الأبد. وهكذا فإننا بكل تأكيد يستحيل علينا أن نعبر إلى الله الدائم إلى الأبد ما لم نترك هذا العالم الزائل.
والرسول في تمجديه لله من أجل هذه النعمة التي أنعم بها علينا يقول : " الذي أنقذنا من سلطان الظلمة، ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته " ( كو1: 13)
هذا الاسم " بَصخة " الذي تكلمت عنه، يُطلق عليه باللاتينية Transitus أي عبور، ويفسره لنا الإنجيلي المبارك ( يوحنا ) عندما يقول: " أما يسوع قبل عيد الفصح، وهو عالم أن ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم ( بَصخة ) إلى الآب " ( يو13: 1 ). وترون هذا أننا أمام بَصخة وعبور (ينتقل). فمن أين وإلى أين نعبر ؟ - من هذا العالم إلى الآب. وهكذا أُعطي الرجاء للأعضاء في رأسهم (أي المسيح راس الكنيسة) أنهم بدون أدنى شك سوف يتبعون ذاك الذي عبر أمامهم .
وماذا عن غير المؤمنين الذين انفصلوا تماماً عن هذا الرأس وأعضائه ؟ ألا يعبروا هم أيضاً، نظراً إلى أنهم لن يبقوا هنا دائماً ؟
إنه من الواضح أنهم سيعبرون، ولكن هناك عبور من العالم، وعبور آخر مع العالم؛ فالعبور إلى الآب شيء، والعبور إلى العدو شيء آخر. فالمصريون أيضاً عبروا، ولكنهم لم يعبروا البحر إلى المملكة؛ بل عبروا في البحر للهلاك ]
ويقول الشهيد يوستين (165م): [ إن الذين خلصوا من شعب إسرائيل في مصر إنما خلصوا بدم الفصح الذي مسحوا به قوائم أبوابهم وأعتابهم، لأن الفصح كان المسيح الذي ذُبح في ما بعد !! فكما أن دم الفصح خلَّص الذين كانوا في مصر، هكذا دم المسيح يحفظ من الموت الذين يؤمنون به. ولكن هل هذا يعني أنه إذا لم تكن هذه العلامة موجوده على الأبواب كان الله يُخطئ في معرفة ( الذين له ) ؟ كلا، ولكن هذه العلامة كانت استعلاناً مسبقاً عن الخلاص الذي سيتم بدم المسيح الذي به يخلّص جميع الخطاة في كل الأمم عندما يتقبلون الصفح عن خطاياهم ولا يعودون يخطئون ]
ويؤكد القديس هيبوليتس (235م) نفس هذا المفهوم قائلاً: [ إن الدم عندما مُسح به كعلامة صار هو السرّ القائم في ختم دم المسيح. نعم إن هذه العلامة لم تكن هي ذات الحقيقة بعد ولكنها مثال للحقيقة الآتية: أن كل الذين يأخذون هذا الدم ينطبع على نفوسهم، كما حدق وانطبع على بيوت اليهود عندما مُسحوا به كأمر الناموس، فكل الذين ( أخذوا هذه المسحة ) يعبر عنهم الهلاك.
فالدم كعلامة هو الخلاص، كما كانت على البيوت كذلك على النفوس، لأن النفوس بالإيمان وبالروح القدس ما هي إلاَّ بيوت (هياكل) مقدسة. هذا هو سرّ البصخة العامة ( العبور ) للعالم كله ]
2 – خطأ التسمية بأسبوع الآلام
عموماً سُميَّ خطأ الأسبوع الأخير من الصيام المقدس الذي ينتهي بيومي الجمعة العظيمة وسبت النور، بأسبوع الآلام ، مع أن في الأصل كان يُسمى أسبوع الفصح المقدس كما نرى هذا المُسمى في الرسالة الفصحية للقديس أثناسيوس الرسولي فيقول في رسالته الفصحية الثانية [ ... وبعد أن نُكمَّل الصوم، لنبدأ أسبوع الفصح المُقدس ] وبعد زمن القديس أثناسيوس الرسولي، بدأ الحديث عن هذا الأسبوع في مصر ينحصر في تعبير [ أسبوع البصخة ]. ففي القانون رقم (57) من قوانين البابا أثناسيوس الثاني (489 – 496م) في أواخر القرن الخامس، يرد فيه تعبير [ أسبوع البَصخة ] المقدسة، فضلاً عن قوانين الرُسل القبطية التي دُوَّنت في حدود هذا الوقت عينه، لا تذكر عن هذا الأسبوع سوى تعبير [ أسبوع البصخة ] وهو نفس ما نجده في قوانين العلامة هيبوليتس القبطية. وهو أيضاً ما نجده في قوانين القديس باسيليوس الكبير، حيث يرد فيها تعبير [ البصخة ]، أو [ البصخة الكبيرة ]
عموماً عندما نقول [ أسبوع البَصخة ] أو [ أسبوع الفصح ] فالمعنى هنا واحد من حيث أساس اللفظة اللغوية، أي [ أسبوع العبور ]، فكلمة بَصخة تعني [ عيد الفصح ] عند اليهود، كما أنها كانت تعني قديماً [ أسبوع الفصح ] عند المسيحيين منذ القرون الأولى، أي الأسبوع الذي يسبق عيد القيامة، أما تعبير [ أسبوع الآلام ] وهي التسمية الشائعة اليوم، فهي تسمية غير دقيقة، لأنها اعتمدت على الشكل الخارجي مركزة على آلام الرب وجردتها من معناها الحقيقي، فجعلت الكل يغفل عن ربطها بالفصح لتتضح الرؤيا لآلام الرب الخلاصية والمفرحة لكل خاطئ أثيم ليستطيع أن يقترب من الله تائباً معتمداً على الآلام الخلاصية التي هي رجاءه الحي، وهذا أدى بالطبع إلى لبس الأسود وكأن الكل يقبل العزاء في الرب المتألم والميت كعادة الشعوب الشرقية التي تحب الحزن والشجن بطبعها، وهذا خطير لأن هذا المعنى خارج الإيمان تماماً، فشتان ما بين الآلام التي تعني التَّوجُّع والمعاناة والعقاب والتي تُبكي الإنسان وتحزنه وتأثر في داخله عاطفياً فيبكي مثل ما بكت بنات أورشليم على الرب يسوع، وبين الآلام الخلاصية والمُحيية الشافية، لأن الآلام التي جازها الرب من أجلنا نحن الخطاة والأثمة هي لأج أن نعبُر بها معه إلى القيامة والحياة. وهكذا قد تحوَّل مفهوم الألم في المسيح الرب من وسيلة عقوبة وحزن وكآبة وشجن ولبس الأسود، إلى هبة إلهية ، تقود من يجوزها إلى الحياة والمجد : [ إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضاً معه ] (رو 8 : 17)
3 – وقت بداية صوم أسبوع البصخة في التقليد القبطي:
منذ منتصف القرن الثالث الميلادي في مصر، في ايام البابا ديونيسيوس الكبير (248 – 265م)، نتعرف على بدايات ملامح صوم هذا الأسبوع المقدس، من رسالة أرسلها إلى باسيليدس أسقف الخمس مدن الغربية. وهذه الرسالة تُعدُّ أول وثيقة كنسية عن الصوم في الكنيسة الجامعة. فيقول البابا ديونيسيوس في هذه الرسالة: [ ... ليس الجميع يحفظون الستة أيام صوماً بالتساوي، فالبعض يصومها جميعاً بدون أن يذوقوا الطعام، والبعض يكتفي بيومين، والبعض بثلاثة أيام فقط (بدون طعام)، وآخرون ولا حتى يوماً واحداً (يقصد أنهم يصومون صوم انقطاعي عادي في اليوم)... وآخرون لا يصومون الأربعة أيام الأولى، وعندما يأتون إلى اليومين الأخيرين، أي الجمعة والسبت، يصومون بشدة فيهما فقط، معتقدين أنهم إنما يعملون عملاً كبيراً ورائعاً، صائمين حتى الفجر. ولكن مثل هؤلاء لا يكونون في مساواة الذين صاموا الأيام كلها بتعقل (برزانة وتدبير) ]
عموماً في البداية نجد أن هناك تباين في تقليد الكنائس المختلفة فيما يختص بوقت صوم اسبوع البصخة، ولكن سرعان ما استقرّ صوم الستة أيام في الكنيسة الجامعة عموماً والتي تبدأ من يوم الأثنين إلى يوم السبت، ونجد ملامح هذا الصوم واضحة في كنيسة الإسكندرية ونقرأ ما كتبه القديس اثناسيوس الرسولي: [ يبدأ الصوم المقدس في يوم 5 برمودة (31 مارس) وإذ نضيف إليها تلك الأيام الستة العظيمة المقدسة التي ترمز إلى أيام خلقة هذا العالم، فلنسترح ونكف عن الصوم في اليوم العاشر برمودة نفسه (5 إبريل) في يوم السبت المقدس من الأسبوع... ] إذاً ففي سنة 329م في مصرن بدأ صوم اسبوع الفصح أو أسبوع البصخة في يوم أثنين البصخة 31 مارس، حيث كانت الجمعة العظيمة آنذاك يوم 4 إبريل، وكان يوم سبت النور هو يوم 5 إبريل.
كما نجد في رسالة القديس اثناسيوس الرسولي الفصحية الثانية سنة 330م، أن يوم اثنين البصخة قد وقع في يوم 18 برمودة (13 إبريل) وعن هذا اليوم يقول: [ لنبدأ أسبوع الفصح المقدس ]. وهكذا في باقي رسائله الفصحية. وعلى نفس ذات النسق جاءت رسائل القديس كيرلس الكبير الفصحية، لتوضح أن اسبوع الفصح هو ستة أيام من يوم الأثنين إلى يوم السبت الكبير، وهذا نفس ما ذكره كل من ابن سباع وابن كبر في القرن الثالث عشر والرابع عشر للميلاد.
_____مراجع الموضوع_____
1 – القاموس الموسوعي للعهد الجديد ، يشتمل على المفردات اللاهوتية لكلمات العهد الجديد في لغته الأصلية (اليونانية ) فيرلين د.فيربروج – مكتبة دار الكلمة – الطبعة الأولى 2007
2 – شرح سفر الخروج – سفر بداية سُكنى الله وسط شعبة تمهيداً لتجسده في ملء الزمان – إعداد أحد رهبان دير القديس أنبا مقار – الناشر دار مجلة مرقس – الطبعة الأولى 2006
3 – البصخة المقدسة – التاريخ الطقسي / تطور طقوس الصلوات – الجزء الأول – من سلسلة أصوام وأعياد الكنيسة – إعداد الراهب القس أثناسيوس المقاري – الطبعة الأولى 2010
4 – المسيح في الأعياد اليهودية – مراجعة نيافة الأنبا إيسوذورس – إعداد القمص روفائيل البرموسي – الطبعة الأولى 2004
5 – قوانين البابا أثناسيوس بطريرك الإسكندرية – عن سلسلة مصادر طقوس الكنيسة رقم 1 – الطبعة الأولى يناير 2003