رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شرح للأحداث المفجعة قَدْ زَمْجَرَ مُقَاوِمُوكَ فِي وَسَطِ مَعْهَدِكَ، جَعَلُوا آيَاتِهِمْ آيَاتٍ [ع4]. يصوّر المرتل الأعداء وقد اقتحموا شعب الله، بأسود تزمجر على الفريسة. كما يصور الموقف بأن الأعداء دخلوا في معركة مع الشعب، فاقتحموا المقدسات، ووضعوا راياتهم في الموقع علامة السيطرة الكاملة عليه. * لاحظوا عبيد الشياطين، خدام الأوثان، إذ كان الأمم في ذلك الحين هكذا، وقد هدموا الهيكل ومدينة الله "وافتخروا" في وسط عيدك. تذكروا ما قلته إن أورشليم خربت في نفس الوقت الذي كان فيه احتفال بالعيد. اجتمعوا معًا باحتداد، اجتمعوا معًا ودمروا. لقد "وضعوا علامات، علاماتهم، ولم يعرفوا". كان لهم علامات، راياتهم، نسورهم، تنانينهم العلامات الرومانية. بل ووضعوا تماثيلهم أولًا في الهيكل. ولعل علاماتهم هي الأشياء التي سمعوها من أنبياء شياطينهم. "ولم يعرفوا". ما هو الذي لم يعرفوه؟ أنه "لم يكن لك عليّ سلطان البتة لو لم تكن قد أُعطيت من فوق" (يو 19: 11)... أي صلاح عظيم منحه الله لنا من خلال شر يهوذا الخائن! بذات وحشية اليهود كيف مُنح خير عظيم بقبول الأمم الإيمان! لقد ذُبح المسيح على الصليب، لكي ما يتطلع إليه ذاك الذي عضَّتهُ الحية. القديس أغسطينوس * عبَّر الشيطان عن حمو غضبه (هياجه)، ليدوسَ الذين يؤمنون بمجيء الرب، فأصابهم بضيقاتٍ متنوعة وبلايا. لهذا يصلي داود لكي يُحفِّزَ الربُ... بشكوى ذات صبغةٍ نبوية، ليحثُّه على الإسراع، ويسأله أَن يأتي بعونه (ولا يؤجل). نجد تماثلًا لتلك الصلاة في نصٍ لاحق أيضًا، إذ يقول المرتل بنفس الأسلوب: "لماذا رفضتنا يا الله إلى الأبد؟" (مز 74 :1)، في هذا النص ناح بدموع، وأعلن جهارًا أنَ اللهَ قد نسيَ شعبه، وطرح عنه صولجان ميراثه، وأعلن أن الأعداء قاموا ضد شعب الله (قابل مز 73 (74): 2-3). وعن تلك يقول: "قد زمجر كارهوك في وسط جلالك (مقدسك)" (مز 74 :4). وربما يشير هذا النص القصيرُ إلى الآشوريين، الذين انتصروا على الشعب اليهودي، وإلا ما كان أردف قائلًا: "أقاموا شاراتهم راياتٍ، ولم أعرفهم!" توجد دائمًا راياتٌ في الحرب، وهي دائمًا ما تسبق الذاهبين إلى المعركة، وتقف على رأس الحشد العسكري. وكل فريقٍ أو لواءٍ يتبع رايته الخاصة. وإذا ما تفرقوا في ساحةِ الوغى، يتجمعون ثانيةً، حيث تقف رايتهم . القديس أمبروسيوس يبَانُ كَأَنَّهُ رَافِعُ فُؤُوسٍ عَلَى الأَشْجَارِ المُشْتَبِكَةِ [5]. إذ يهجم الغزاة على الهيكل المقدس، يبرز واحد منهم كبطلٍ يحمل فأسًا ليقود الباقين لتحطيم النقوش الخشبية (1 مل 6: 18)، كمن يضرب أشجارًا كثيفة متشابكة؟ يرى القديس أغسطينوس أن الغزاة إذ قاموا بتخريب الهيكل أمسكوا بالفؤوس ليحطموا الأبواب والأثاثات الخشبية الجميلة بوحشية وغباوة كمن يضرب أشجار غابة متشابكة. وَالآنَ مَنْقُوشَاتِهِ مَعًا، بِالفُؤُوسِ وَالمَعَاوِلِ يَكْسِرُونَ [6]. جاء وصف تدمير الهيكل في (2 مل 25: 8-17؛ إر 52" 12-23). "جاء نبوزردان رئيس الشرط عبد ملك بابل إلى أورشليم، وأحرق بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت أورشليم وكل بيوت العظماء احرقها بالنار... وأعمدة النحاس التي في بيت الرب والقواعد وبحر النحاس الذي في بيت الرب كسَّرها الكلدانيون وحملوا نحاسها إلى بابل..." (2 مل 25: 8 الخ). * بهذه الطريقة، إذ لا يجد الشيطان الحق في جانبه يهاجم، ويقوم بتكسير أبواب الذين يسمحون له بالدخول، وذلك بالفؤوس والمعاول. أما مخلصنا فلطيف، يعلمنا هكذا: إن أراد أحد أن يتبعه ويكون له تلميذًا، يأتي إليه ولا يلزمه، بل يسأله: "أختي وعروسي". فإن فتح له يدخل، وإن تأخر ولم يريد أن يفتح، يفارقه . البابا أثناسيوس الرسولي أَطْلَقُوا النَارَ فِي مَقْدِسِكَ. دَنَّسُوا لِلأَرْضِ مَسْكَنَ اسْمِكَ [7]. يتناسب القول هنا مع تدنيس المدينة المقدسة بواسطة الكلدانيين وأنطيخوس إبيفانوس والرومان. لم يحرق أنطيخوس الهيكل، لكنه أحرق أبوابه ودنس المذبح بتقديم خنزير عليه. أما الغزاة الآخرون فقاموا بحرقه وتدميره. لقد هدم الكلدانيون الهيكل حتى أتوا به إلى الأرض. أما تيطس الروماني فلم يترك حجرًا على حجرٍ إلا ونقضه. قَالُوا فِي قُلُوبِهِمْ: لِنُفْنِيهُمْ مَعًا. أَحْرَقُوا كُلَّ مَعَاهِدِ اللهِ فِي الأَرْضِ [8]. لم يقف الأمر عند هدم الهيكل وأورشليم، وإنما وضع الغزاة في قلوبهم أن يبيدوا كل موضع للعبادة. ربما يقصد بمعاهد الله هنا المجامع اليهودية حيث كانت تُقام فيها العبادة وتُقرأ الشريعة. كان الشعب ملتزمًا أن يظهر في أورشليم في الهيكل ثلاث مرات في السنة (تث 12: 5-6). ولم يكن يسمح للأسباط تقديم أية ذبيحة خارج أورشليم، إنما تقدم على المذبح النحاس في الهيكل. يرى البعض أنه لم يكن يُسمح للأسباط بتقديم ذبائح خارج الهيكل، لكن كان يسمح بذلك في ظروف معينة للأفراد أو العائلات، مقدمين الدليل على ذلك بإقامة إيليا النبي مذبحًا وتقديم ذبيحة خارج الهيكل (1 مل 18: 30-38). آيَاتِنَا لاَ نَرَى. لاَ نَبِيَّ بَعْدُ. وَلاَ بَيْنَنَا مَنْ يَعْرِفُ حَتَّى مَتَى [9]. يرى القديس أغسطينوس أن الحديث هنا يمثل حال اليهود بعد السبي. لقد فقدوا كل شيء، لم يعودوا يرون آيات تكشف عن حضور الله في وسطهم ولم يعد يوجد أنبياء إلا قلة قليلة جدًا، وصاروا كما في ظلمة لا يعرفون متى يتحررون من هذا السبي. هذا هو وحالهم كما ورد في (1 مك 4: 46؛ 9: 27؛ 14: 41). ينطبق أيضًا هذا على حال اليهود منذ أيام ملاخي النبي حتى مجيء القديس يوحنا المعمدان، ومن أيام تيطس إلى يومنا الحاضر[6]. جاء في حزقيال: "ستأتي مصيبة على مصيبةٍ، ويكون خبر على خبرٍ، فيطلبون رؤيا من النبي، والشريعة تُباد عن الكاهن، والمشورة عن الشيوخ" (حز 7: 26). وفي مراثي إرميا: "لا شريعة، أنبياؤها أيضًا لا يجدون رؤيا من قبل الرب" (مرا 2: 9). ويقول عاموس النبي: "هوذا أيام تأتي يقول السيد الرب أرسل جوعًا في الأرض، لا جوعًا للخبز، ولا عطشًا للماء، بل لاستماع كلمة الرب" (عا 8: 11). ويقول ميخا النبي: "لذلك تكون لكم ليلة بلا رؤيا، ظلام لكم بدون عرافة، وتغيب الشمس عن الأنبياء، ويظلم عليهم النهار" (مي 3: 6). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الليلة المفجعة وليلة النجاة (حك 18) في الكناب المقدس |
١٠ نقط عن حادثة القطر المفجعة |
مهما كان وقع ألأحداث... أنـشـد الفرح... |
جدول متزامن للأحداث المكابية |
غطاء كروشيه للمخدات بالباترون |