أنَّ سلام المسيح لا يتساكن وشرّ العالم؛ فلا يمكن لسلام المسيح المُحرّر أن يحلّ في قلب مملوء حقداً ورغبة بالانتقام، أو يرفض الصفح والدخول في علاقة مسالمة مع الآخر. لا يمكن أن يكون في قلب واحد، في بيت واحد، سلام المسيح وعنف الإنسان وقسوته. سلام الرّب يحلّ على "ابن السلام"، أي على الشخص الّذي يقبل إرادة الله في حياته، الشخص المُستعد لأنّ يكون على صورة المسيح "أمير السلام"، الذي يقابل العنف بالسلام، والشرّ بالخير، والأنانيّة بالعطاء. سلام الرّب لا يمكن أن يحلّ إلاّ في قلب من هو مستعدّ لإعلان قيم الإنجيل وأن كانت كلفة هذا الإعلان الشتم وهزء الآخرين به. ولكي يحلّ سلام الرّب في قلب الإنسان، لا بدّ أن يقبل الإنسان أن يحوّل قلبه إلى صورة قلب المسيح المطعون بالحربة وهو البريء الطاهر. قبول السلام يحوّلنا إلى مسيحٍ آخر.