منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 05 - 2013, 06:52 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,139

الشاب الذي يعوزه شيء ما
الشاب الذي يعوزه شيء ما

لسنا نظن أن شابًا، غنيًا، متعلمًا، واسع النفوذ، رائع الأخلاق، متدينًا، يمكن أن يعوزه بعد ذلك شيء ما، أو يمكن أن يكون فيحاجة إلى ما هو أكثر!! أو كما قال أحدهم : هل يعوزني شيء، إذا كنت شيخًا، فإن طلبتي الوحيدة أن أسترجع السنين الضائعة التي أكلها الجراد لابدأ حياة أجمل وأنفع، أو إذا كنت أميًا، فكل تصوري إنني إن محوت أميتي وواصلت دراستي إلى ما بعد الحياة الجامعية، فإن باب الحياة ينفتح لي في كل جانب، فإذا كنت فقيرًا، فإن خيالي يتجه إلى الثروة التي لو تحققت فلن يعوزني شيء بعد ذلك، فإذا وصلت إلى مركز مرموق، وملكت ناصية النفوذ، فكل تفكيري أنني لا أريد أكثر من ذلك،..
كان الشاب الغني يملك مفاتيح الحياة من هذه الجوانب المختلفة جميعها، ومع ذلك كان يحس أنها جميعًا لا تملأ الفراغ الموحش الذي يملأ قلبه، كما أنها لا تعطيه البهجة والسعادة والرضا التي يحن إليها، وهو لا يعرف لماذا هو غير مستريح أو سعيد، وهو لا يستطيع أن يدرك كنه هذه التعاسة الجاثمة على قلبه دون تعليل ظاهر أو واضح!!
في الحق إن هذا الشاب ليس فريدًا في نوعه، ولكنه صورة لكل شاب يتصور أن الدنيا عندما تعطي كل ما يمكن أن تعطيه، تمنح الإنسان الرضا والراحة والبهجة والاكتفاء، ومن قديم وضع سليمان هذا التصور فعب من الحياة ما استطاع أن يعب، وخرج بالنتيجة الوحيدة القائلة : «باطل الأباطيل الكل باطل.. وقبض الريح» (جا 1 : 2 و14) والا فهل استطاع أصحاب الملايين في الأرض أن يجدوا سعادتهم، لقد وجدوا - وهم في قلب قصورهم وعظمة أمجادهم - أصبع المسيح تشير إلى كل واحد منهم قائلة : «يعوزك شيء» وهل أدرك العلماء، مهما ارتفع علمهم، راحة أو بهجة!! لقد رفعوا عيونهم عن كتبهم ليسمعوا صوتًا : ينادي كل عالم «يعوزك شيء» وهل أدرك جبابرة الأرض، والذي غزوا الممالك وأذلوا أعناق الناس، وهم في قمم مجدهم، الهدوء والسلام!! لقد رأوا الأصبع تتحرك نحوهم لتقول لكل جبار : «يعوزك شيء» ولم يكن هذا أيضًا بعيدًا عن كل من ظن أنه يعيش حياة الآداب العالمية، ففي كل مكان يتهاوى فيه الإنسان أمام مثل الحياة، إذ يحس بالقصور الأخلاقي الذي يسمعه في همس الضمير القائل : «يعوزك شيء »0
إن القضية في الحقيقة تمتد إلى عمق أبعد، فالأمر الذي كان غائبًا عن الشاب، وكان يعوزه للذهاب إليه، إن هناك منطقة مجهولة، لم يصل إليها، ولم تطأها قدماه، لقد ركض إلى المسيح، فكشف له والمسيح عن الشوط البعيد الذي كان غائبًا عن حسه وإدراكه، كانت آفة الشاب الكبرى أنه قصير النظر، مخدوع الرؤيا، متعجل الحكم، متسرع التصور، وقد ظهر هذا من وجهين أساسيين أحدهما فيما يتصل بالمسيح، والآخر فيما يتصل بشخصه، لقد ركض إلى المسيح ودعاه المعلم الصالح، وقال له المسيح : «لماذا تدعوني صالحًا» وهو لا ينفي بذلك عن نفسه الصلاح فقد دعا نفسه الراعي الصالح، ووقف يتحدى اليهود قائلاً : من منكم يبكتني على خطية، وهو نبع الصلاح ومصدره بكل ما فيكلمة الصلاح من معنى، الصلاح الذي لا ينسب إلا الله وحده، وعندما نسب الشاب إلى المسيح الصلاح الذي لا ينسب إلا الله وحده، وعندما نسب الشاب إلى المسيح الصلاح لم يكن في نظره أكثر من نبي، فإذا توقف عند هذا الحد، يكون مفهوم الصلاح، بالمعنى الدقيق، بعيدًا عن التصور الصحيح!! فإذا تحولنا من هذا التعجل في الحكم الذي ينطق باللفظ دون سير المدلول العميق له، يتكشف لنا الشاب عن عدم فهم الفارق بين الأخلاق والدين، فقد اختلطا في ذهنه، حتى إن أحدهما يقع موقع الآخر ويتبادل معه المكان على نحو غامض مبهم!! لقد كان الشاب يعتقد أنهحفظ الوصايا منذ حداثته، ومد المسيح بصره إلى أعماق الشاب، وأدرك أن مشكلته الحقيقية أنه لا يعرف نفسه، وأنه يفهم الوصايا فهمًا أخلاقيًا، الأمر الذي يتصوره ملايين الشباب عن الدين. فإذا كانوا بحسب القياس الخلقي خالين من النقائص الخلقية المتعارف عليها في المجتمع، فهم متدينون، والدين لا يجوز أن ينتظر منهم أكثر من الآداب والأخلاق، وقد كان على المسيح أن يحاصر هذا التصور ويكشف قصوه ونقصه وضعفه، ومن العجيب أن المسيح وهو يتحدث مع الشاب عن الوصايا، لم يوجه بصره إلى اللوح الأول الذي يتحدث عن علاقة الإنسان بالله، بل وجه البصر إلى اللوح الثاني، الذي يتحدث عن علاقة الإنسان بالإنسان، وذلك لأنه لو دخل معه في النقاش حول علاقته بالله، وهي علاقة ليس من السهل أن توزن بالمقاييس المحسوسة الملموسة، فلربما يتصور الشاب أنه يوفيها حقها، وإذا فإن اللقاء مع الشاب يمكن أن يكون أيسر منالاًلو دار حول اللوح الثاني، وفي الحقيقة إن السيد المسيح كان يقصد أن يكشف للشاب أنه كسر اللوحين معًا، فأخذه بأسلوب بارع ليدرك أنه إذا كان لا يستطيع أن يتمم العلاقة الصحيحة بين الإنسان والإنسان، فإنه أعجز من أن يتمم اللوح الأول في علاقته بالله جل جلاله، كان الشاب لا يدرك عمق تعلقه بالمال، فكشف له المسيح عن الضعف القاتل فيه، ولم يكن عيب الشاب على الأرجح في طريقة تحصيل المال، إذ لا يبدو من القصة أنه لجأ إلى أساليب فاسدة أو شريرة في تحصيله، لكن عيبه القاتل، كان في توزيع المال، أو بالحري في مكانة المال من قلبه، ولميقل المسيح لغيره من الأغنياء أن يتخلوا عن أموالهم، وقد كان البعض من تلاميذه أغنياء، ولكنه لم يطلب منهم ما طلبه من هذا الشاب الغني، ولا يمكن أن يجعل المسيح شرط العلاقة به، هو التخلي عن الثروة، لأنه إذا كان الجميع بائعين فأين هم المشترون، إن المال شأنه شأن أي شيء آخر، إذا لم يأخذ مكانه الحقيقي في الحياة، وتطاول على مكان آخر، وهذا ما كان عند الشاب، كان على الشاب أن يدرك أن المال عزيز عليه إلى الدرجة التي يصعب عليها معها توزيعه على الآخرين، وبالتالي فإنه كان عليه أن يدرك بالامتحان الذي وضعه المسيح أمامه - أن الله لا يأخذ في الحقيقة المكان الأول في قلبه، كان الشاب يظن أن الله هو الأول في حياته وليس المال، فكشف له المسيح أن الله قد يكون له مكان في حياته، لكنه ليس المكان الأول، بل يأتي تاليًا أو على مسافة بعيدة من المكان الأول الذي يحتله المال.
إن هذا الوضع يكشف لنا عن الفاصل الأبدي بين الدين والأخلاق، إن الدين هو أن يكون حب الله هو الأول والآخر في الحياة، وكل ما ينبع من هذا الحب، هو أعلى المراقي الخلقية في الحياة، ولكن الأخلاق مهما علت وسمت في معايير الناس، لا يمكن أن تضع الإنسان في وضعه الصحيح من قصة وجوده الأبدي،وإلا تحول الإنسان نوعًا راقيًا من الحيوان قد تكون له شجاعة الأسد، ووداعة الحمام، ولكنه حيوان أعجم لا يعرف خالقه، ولا الشركة التي تربطه بهذا الخالق، ولا يفهم شيئًا عن الحياة الأبدية التي ينفرد بها ويتسامى عن كل حيوان أو مخلوق أرضي!!
إن هذه القضية هي القضية المجهولة من ملايين الشباب الذين يركضون على وجه الأرض، والذين يتصورون أنهم بلغوا الشوط، وهم في الحقيقة بعيدون عن الخطى الصحيحة في الشوط الأبدي من الحياة التي لا يمكن أن يعرفوها قبل أن يأخذ الله مكانه الصحيح الحقيقي من حياتهم!!
ومن العجيب أن المسيح هنا يبدو قاطعًا كالسيف، دون أدنى مهادنة أو مساومة، فهو وإن أبصر الشاب يمضى حزينًا لأنه كان ذا أموال كثيرة، فهو لا يطلب منه أن يتوقف ، ولا مانع من المناقشة أو المساومة على بعض المال أو جزء منه دون الكل كامتحان ممكن ميسور، ولكن المسيح على العكس يضع الأمر بأقصى صلابة يمكن تصورها، إذ يقول إن «مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله» (مر 10 : 25) ومهما يختلف الشراح في المقصود بالعبارة : «ثقب إبرة» إذ يظنها البعض الباب الصغير داخل الباب الكبير الذي كان في أسوار المدينة، وهو أشبه حاليًا بأبواب السجون الصغيرة الموجودة في باب السجن، وهذا الباب كان يتسع لدخول رجل غير محمل بحمل، وأشار إلى أن الداخل إلى الملكوت ينبغي عليه أن يطرح عن كاهله الحمل حتى يستطيع الدخول، ويقول آخرون ولعله الأرجح أن المقصود بثقب الإبرة والجمل أصغر ثغرة أمام حيوان من أكبر الحيوانات، وهذا أمر يبدو مستحيلاً حسب تقدير الناس ومنطقهم. لكن الله يستطيع بنعمته أن يفعل ما يبدو مستحيلاً!!.
ومن الملاحظ أن السيد المسيح وضع الصعوبة أمام الشاب، ولكنه لم يتركه لمواجتها، إذ أعطاه طريق الانتصار في القول : «اتبعني» أو في لغة أخرى أن المسيح لا يمكن أن يترك الشاب في الفراغ بعد أن يوزع كل ثروته، بل ستتحول شركته مع المسيح، إلى ثروته الحقيقية، وسيعطيه المسيح ذلك الغنى الروحي الذي يجعله يقول ما قاله الشاب العظيم بولس : «لكن ما كان لي ربحًا فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة، بل إني أحسب كل شيء أيضًا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح» (في 3 : 7و8)0
كان الشاب يعتمد على «المال» أو في لغة أخرى يعتمد على «شيء» ولكن المسيح شاء في جوده وإحسانه أن يحوله إلى الاعتماد على «شخص» هو مصدر كل شيء، وضامن كل شيء، ومن الغريب أن المسيح يبدأ معه عندما ينتهي هو مما يضعه منظورًا أمام عينيه، والمسيح يريدنا دائمًا أن نسلك بالإيمان لا بالعيان!! والمسيح كفيل بسد كل أعوازه، ورعايته إلى الدرجة التي يمكنه معها أن يغني مع داود : «الرب راعي فلا يعوزني شيء» (مز 23 : 1).
ولو أن الشاب أصاخ السمع، وقبل الامتحان، وسار كما طلب السيد لتحول الامتحان وانتقل من على كاهله، ليقع على عاتق المسيح. الذي يقبل أن يمتحن في قدرته على الرعاية والإعالة كل أيام الحياة!!
على أن الشاب تحت ثقل المنظور، «مضى حزينًا لأنه كان ذا أموال كثيرة» وقد أوحى ذهابه لعباقرة المصورين والفنانين أن يصوروه تحت عنوان ما أطلق عليه دانتي : «الرفض العظيم» فقد رسمه ف.جور وتس وهو يعطي ظهره للناظر إليه، وقد سقط رأسه وتهدلت كتفاه، وهو يودع الفرصة العظيمة التي قدمت له!! ورسمه هوفمان والمسيح يدعوه بترحاب إلى شركته، أما هو فقد بدأ زائغ النظرة ويده بين الفتح والقبض كمن يحاول أن يجمع العالم الحاضر والعتيد معًا دون جدوى!!
وتساءل كامبل مورجان عن ذهابه التعس الحزين، وهل هي مأساته القاسية أم هو شعاع من رجاء، إذ مضى حزينًا، ولم يذهب هازئًا أو مستهترًا أو محتقرًا!! لقد ذهب حزينًاوهو يدرك أنه سيخسر شعبًا عظيما ورهيبًا، ولعله في هذا الحزن يعيد التأمل، ويستجيب للنداء الحاسم العظيم!!
على أي حال، إن قصة الشاب الغني تحسم كالسيف حياة الإنسان، وتعطيه أن يدرك أن المسيح قد جاء لا ليطلب ما عندي أو عندك، بل ليطلب بالأحرى شخصي وشخصك، وأنك ستأتي يومًا ما إلى اللحظة التي تقرر فيها إما مذهب أون ويست الذي قال إن الأمريكي يفضل أن يكون غنيًا أكثر من أن يكون صالحًا، أو مذهب مالتيبي بابكوك الذي قال : إذا أعطاني الله الإمكانية والقوة لأصبح غنيًا، ومتعني بالنفوذ والقوة والتأثير في العالم، فإن أفضل تصورلي في الأرض، أن أكون طوع إرادة الله وأداة له ونافعًا وخادمًا للإنسانية جميعًا
رد مع اقتباس
قديم 30 - 05 - 2013, 07:50 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
اوفا Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 718
تـاريخ التسجيـل : Sep 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,697

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

اوفا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الشاب الذي يعوزه شيء ما

ميرسى كتير مارى
ربنا يباركك
  رد مع اقتباس
قديم 31 - 05 - 2013, 04:32 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
john w Male
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

الصورة الرمزية john w

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 38
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 45
الـــــدولـــــــــــة : فى قلب يسوع
المشاركـــــــات : 1,280

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

john w غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الشاب الذي يعوزه شيء ما

أشكر حضرتك جدا جدا للموضوع القيم والرائع ربنا يبارك خدمتك
  رد مع اقتباس
قديم 31 - 05 - 2013, 09:33 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الشاب الذي يعوزه شيء ما

شكرا على المرور
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ومن له الله لا يعوزه شيء
الزّاني بمتزوّجة يعوزه الفهم
الشاب الذي رأى مجد الله
هل ستصدق ما الذي حدث مع هذا الشاب ؟؟
الشاب المستهتر الذى صار قديساً


الساعة الآن 12:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024