رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تواضع المؤمنين يقاوم الله المستكبرين، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة (يع4: 6)كما كانت الكبرياء علة سقوط ملائكة (إش14، حز28) وكانت علة سقوط الإنسان (تك3) فإن التواضع يرفع الإنسان في نظر الله. وهذا ما ترنمت به المطوَّبة مريم « أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين » (لو1: 52). ويحلو للرب أن يسكن مع المتواضع « لأنه هكذا قال العلي المرتفع ساكن الأبد القدوس اسمه، في الموضع المرتفع المقدس أسكن، ومع المنسحق والمتواضع الروح لأحيي روح المتواضعين ولأحيي قلب المنسحقين » (إش57: 15). وقد طوَّب الرب أولئك المساكين بالروح في موعظته على الجبل (مت5)، بينما وبخ الفريسيين في قوله « إن المستعلي عند الناس هو رجس قدام الله » (لو16: 15). وفي ختام مَثَل الفريسي والعشار قال لهم « لأن كل مَنْ يرفع نفسه يتضع ومَنْ يضع نفسه يرتفع » (لو18: 14). ويعطينا الوحي أمثلة للمستكبرين ونتائج كبريائهم لنتحذر منها، وأمثلة للمتضعين لنتمثَّل بها. فلنذكر نبوخذ نصر الذي كان يتمشى على قصر مملكة بابل وقال « أليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها لبيت المُلك بقوة اقتداري ولجلال مجدي. والكلمة بعد في فم الملك وقع صوت من السماء قائلاً لك يقولون يا نبوخذ نصر الملك إن المُلك قد زال عنك ويطردونك من بين الناس » (دا 4: 30ـ32). وقد تظهر الكبرياء في المؤمن نفسه كواحدة من أعمال الجسد، كما نرى في عُزيا الملك التقي، حيث يعلن الكتاب: « ولما تشدد ارتفع قلبه إلى الهلاك وخان الرب إلهه ودخل هيكل الرب ليوقد على مذبح البخور » وكانت النتيجة أن ضربه الرب بالبرص وطرده الكهنة بل أنه هو نفسه بخزي الوجه بادر إلى الخروج وظل أبرص إلى يوم وفاته (2أخ 26: 16ـ21). لكن ما أحلى أن نتمثل بالمتواضعين مثل إبراهيم الذي قال « شرعت أكلم المولى وأنا تراب ورماد » (تك18: 21) ولذلك أعلن الرب له أسرار قلبه من جهة سدوم. وموسى الذي قال لله « مَنْ أنا حتى أذهب إلى فرعون وحتى أُخرج بني إسرائيل من مصر » (خر3: 11) ولهذا كان يحلو للرب أن يتكلم معه وجهاً لوجه، وليس بالرؤى والأحلام. ليتنا نسلك في التواضع متعلمين من سيدنا فنجد راحة لنفوسنا. |
|