رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ولم يكن يلمعُ لهم إلاَّ كُتل من نار تشتعل من تلقاء ذاتها، وتلقي الرعب. وكانوا، إذا غاب عنهم هذا المنظر لا يزالون مرتعدين، حاسبين ما يظهر لهم أهول مما هو. [6] كانت تظهر لهم كتل نارية، لا لتضيء لهم، بل لترعبهم. ربما هذه الكتل كانت تمثل أرواحًا شريرة نارية، لكن بلا بهاءٍ، وعاجزة عن الإضاءة، أو هي من وحي تخيلاتهم. كانوا في حيرة شديدة، فالظلمة الحالكة أرعبتهم، والكتل النارية لم تعالج الأمر، بل ألهبت بالأكثر قلوبهم بالرعب. لعل هذه الكتل النارية كانت من عمل السحر، فقد حاول السحرة مقاومة الظلمة التي هي تأديب إلهي بإيجاد كتل نارية تضيء لهم. إذ ظهرت الكتل التي عجزت عن تبديد الظلمة ورفع الخوف والرعب، الأمر الذي أرعب المصريين بالأكثر. منذ خلقة آدم وعدو الخير يبذل كل الجهد ليتشبه بالله وملائكته لكي يصطاد الإنسان في شباكه بالخداع. هنا حاول عدو الخير -خلال السحر- أن يظهر ككتلٍ نارية، حتى يؤكد للمصريين أنه الله. |
|