إن أعظم تجربة يحارب بها الشيطان الإنسان المجرّب، هي تحريضه على الكَفّ عن الثبات في طريق الكمال، وذلك ليُضَيِّع عليه تعبه وجهاده، ولكن الرب أكّد أهمية الصبر حتى النهاية، قائلًا: "... وَلكِنَّ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ" (مر 13: 13). وطبعًا لا يمكن للإنسان أن يحدد ميعاد انتهاء الضيقة، ولهذا ليس من المنطقي أو المفيد له، أن يضع حدًا أو ميعادًا لينهي ثباته أو تمسكه بإيمانه.
لقد حذر القديس يوحنا الحبيب من عدم الصبر إلى النهاية، لأن الصبر لا يأتي بثماره إلا عند انتهاء التجربة، قائلًا: "انْظُرُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ لِئَلاَّ نُضَيِّعَ مَا عَمِلْنَاهُ، بَلْ نَنَالَ أَجْرًا تَامًّا" (2يو 1: 8).