منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 04 - 2024, 09:52 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

يسوع المسيح الكلمة المتجسِّد




يسوع المسيح الكلمة المتجسِّد

»بعد أن كلَّم الله الآباء بالأنبياء قديمًا... كلَّمنا في هذه الأيّام الأخيرة بابنه« (عب 1: 1). تعرَّفنا إلى يسوع المسيح الذي هو الربُّ كيريوس، في كلام إلى العالم الوثنيّ، وتعرَّفنا إلى من هو الله وابن الله في كلام إلى العالم اليهوديّ، حيث الابن واحد مع الآب ومتميِّز عن الآب في ما سوف يُدعى في اللاهوت المسيحيّ سرَّ الثالوث الأقدس. يبقى علينا أن نقرأ ما تبقّى من قانون الإيمان النيقاويّ القسطنطينيِّ في ما يتعلَّق بالتدبير الخلاصيّ οικονομια الذي تحدَّث عنه الرسول فوهب لفظًا من العالم (تدبير البيت) معنى لاهوتيٌّا. في الرسالة إلى أفسس ندخل في مسيرة الخلاص التي هي »تدبير ملء الأزمنة حيث يجمع (الله) كلَّ شيء في المسيح، ما في السماوات وما على الأرض« (1: 10).

هذا ما ندعوه سرَّ التجسُّد وسرَّ الفداء. »فلأجلنا نحن البشر، ولأجل خلاصنا« تمَّ عملُ الابن. وتُذكَر ستَّة أفعال: نزل، تجسَّد، تألَّم، قام، صعد. وأخيرًا »سيأتي ليدين الأحياء والأموات«. ذاك ما أعلنه الآباء في نيقية. وأضاف الآباء في القسطنطينيَّة توضيحات: تجسَّد »من الروح القدس ومن مريم العذراء«. ثمَّ »صُلب عنّا على عهد بونتيوس بيلاطس«. وبعد فعل »تألَّم« قيل »ودُفن«. وأخيرًا كان التوسُّع الأخير في ما يتعلَّق بالروح القدس والكنيسة والمعموديَّة وقيامة الموتى. ونقرأ الأفعال:

الأوَّل، نزل katabainô. ينطلق الرسول من المزمور 68: 19: »إذ صعد إلى العلاء سبى سبيًا«. ثمَّ يطبِّق الكلام على يسوع: »وأمّا أنَّه صعد، فما هو إلاَّ أنَّه نزل... الذي نزل هو الذي صعد أيضًا فوق جميع السماوات لكي يملأ الكلّ« (أف 4: 8-10). kata تقابل ana. ذاك هو الانحدار الذي أنشده القدّيس بولس في كنيسة فيلبّي. فالذي »كان في صورة الله... أخلى نفسه آخذًا صورة عبد، صائرًا في شبه الناس« (فل 2: 6-7). هذا ما نفهمه في لفظ »تجسَّد،، أخذ جسدًا. ثمَّ »تأنَّس« صار إنسانًا، على ما يقول يوحنّا: »والكلمة صار بشرًا وسكن بيننا، فأبصرنا مجده« (1: 14). في هذا التجسُّد، أدخلنا الرسول مع أهل غلاطية: »ولكن لمّا جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبنّي« (4: 4-5). وُلد ابن الله من امرأة. هذا يعني أنَّه إنسان كامل مثل كلِّ إنسان حيث يُقال: »شابهنا في كلِّ شيء ما عدا الخطيئة«. وأضافت الرسالة إلى العبرانيّين: »فإذ تشارك الأولاد في اللحم والدم، اشترك هو أيضًا كذلك فيهما لكي يبيد الموت« (2: 14). فالابن ما أتى إلى مساعدة الملائكة، بل إلى مساعدة البشر، لهذا »كان ينبغي أن يكون شبيهًا بإخوته في كلِّ شيء« (آ17). فهذا الذي صار حبرًا رحيمًا هو قادر أن يرثي لضعفنا، وهو مجرَّب في كلِّ شيء مثلنا، ولكنَّه بدون خطيئة« (عب 4: 15).

نلاحظ هنا: الدم واللحم aimatos kai sarkos. أخذ لحمنا ودمنا، وبعد ذلك، كيف نجسر أن نقول إنَّ الابن لم يكن إنسانًا حقيقيٌّا، بل تظاهر مع فعل dokeô؟ وإذ كان إنسانًا بكلِّ ما في الإنسان من ضعف، اعتبروه أقلَّ من الملائكة، بسبب اتِّحاده بالمادَّة التي اعتبرها الغنوصيّون سافلة إن لم تكن شرٌّا.

وبما أنَّ الابن صار إنسانًا، عرف الألم. تفرَّد القدّيس بولس في استعمال لفظ patêma ليتحدَّث عن آلام المسيح. في الرسالة الثانية إلى كورنتوس، انطلق بولس من الآلام التي يعانيها هو والتي تعانيها الجماعة، فعاد إلى آلام المسيح: »لأنَّه كما تكثر آلام المسيح فينا، كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا أيضًا« (1: 5). ويعلن ثقته بالمؤمنين: »فرجاؤنا من أجلكم ثابت، عالمين أنَّكم كما أنتم شركاء في الآلام، كذلك في التعزية أيضًا«. وفي الخطِّ عينه، رفض الرسول اتِّكاله على الجسد وأعلن أنَّه تخلِّى عن كلِّ شيء »لأعرفه (= أي المسيح) وقوَّة قيامته، وشركة آلامه، متشبِّهًا بموته، لعلّي أبلغ إلى قيامة الأموات« (فل 3: 10-11). وإذ عرف أهل رومة الآلام فوجب عليهم الصبر والجهاد (عب 10: 32)، قدَّم لهم الرسول وجه المسيح المتألِّم. ذكر »ألم الموت« (عب 2: 9) لأجل كلِّ واحد منّا. أمّا كمال الخلاص فلا يكون إلاَّ بالآلام (آ10). فإذا كان يسوع امتُحن وتألَّم، فلكي يستطيع أن يكون بقربنا، ويعيننا (آ18). وتتلاقى هذه الرسالة مع الرسالة إلى فيلبّي في كلام عن الطاعة. فالابن »في أيّام جسده (حين كان في اللحم والدم، sarx، خلال حياته البشريَّة) قدَّم بصراخ شديد ودموع، طلبات وتضرُّعات للقادر أن يخلِّصه من الموت، سُمع له من أجل تقواه (مخافته وارتهابه وخضوعه). ومع أنَّه الابن تعلَّم الطاعة بما به تألَّم، وإذ كمُلَ صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبديّ« (عب 5: 7-9).

أجل، كمل يسوع بالآلام، لأنَّ هذه الآلام تقود إلى المجد والقيامة. أما هكذا قال لوقا تلميذ بولس لتلميذَيْ عمّاوس: »كان ينبغي على المسيح أن يتألَّم هذه الآلام ويدخل في مجده« (24: 26). والابن »الذي وضع نفسه وأطاع حتّى الموت والموت على الصليب، رفعه الله« (فل 2: 8). وهنا يرد الكلام عن القيامة مع صيغتين: إمّا الله أقام ابنه، وإمّا الابن قام بقدرته الإلهيَّة. »نحن نؤمن بمن أقام يسوع ربَّنا من بين الأموات، الذي أُسلم من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا« (رو 4: 24-25). جاءت صيغة المعلوم: الله أقام. وصيغة المجهول أي المجهول الإلهيّ، حيث نتحاشى الكلام عن ذكر الله الفاعل. »أقيم«، أي الله أقامه. وحين الكلام عن المعموديَّة تُذكَر القيامة: »كلُّ من اعتمد يسوع المسيح اعتمد لموته، فدُفنّا معه بالمعموديَّة للموت، حتّى كما أُقيم المسيحُ من الأموات بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضًا في جدَّة الحياة، لأنَّه إن كنّا صرنا متَّحدين معه بشبه موته، نصير أيضًا بقيامته« (رو 6: 4-5).

والصيغة الثانية: قام egeirô التي جاءت في قانون الإيمان. لمَّا سئل بولس عن قيامة الموتى، عاد إلى التقليد الرسوليّ وتكلَّم عن المسيح كلامًا نتلوه في جماعاتنا: »المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنَّه دُفن، وأنَّه قام في اليوم الثالث حسب الكتب« (1 كو 15: 3-4). فإذا كان الله أقام ابنه لأنَّه الله، فالابن قام بقدرته لأنَّه الله، ومثلُ هذه القيامة تسند قيامتنا. لهذا قال الرسول بعد جدال: »قام المسيح من بين الأموات وصار باكورة الراقدين« (آ20).

ولماذا كلُّ هذه المسيرة من نزول من السماء katabainô وصعود anabainô »لأجلنا ولأجل خلاصنا«؟ ذاك ما أعلنه النؤمن الذي ذكر بيلاطس البنطيّ كما سبق وذكره بولس الرسول حين كتب إلى تلميذه تيموتاوس (1 تم 6: 13: المسيح يسوع شهد لدى بيلاطس) جاءت ألفاظ بولسيَّة: خلاصنا، تبريرنا، الفداء، التكفير. قرأنا في الرسالة إلى رومة لفظ »تبرير« dikaiosynê. فهو التبرير يرتبط بالقيامة. نحن نبرَّر لأنَّنا نشارك منذ الآن في حياة المسيح القائم من الموت. كنّا خطأة فصرنا أبرارًا. مات المسيح من أجلنا يوم كنّا خطأة وهكذا نلنا الخلاص والمصالحة. كنّا معادين لله، وها هو الله يصالحنا بموت ابنه.

ومع التبرير الفداء apolytrosin. نقرأ هذا اللفظ في الرسائل البولسيَّة، ما عدا مرَّة واحدة في إنجيل لوقا (21: 28). بما أنَّ الجميع خطأة، فهم يبرَّرون مجّانًا بنعمة الله »بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدَّمه الله كفّارة بدمـه...« hilastêrion. فهذا الفداء الذي لنا بدم يسوع أي غفران الخطايا، نلناه يوم العماد (أف 1: 7)، فخُتمنا به (أف 4: 30) لينزع منّا »كلَّ مرارة وسخط وغضب« ويجعلنا »لطفاء بعضنا مع بعض« (أف 4: 31-32). فالمسيح يفتدينا من لعنة الشريعة (غل 3: 13)، كما يفتدي الذين هم تحت الشريعة (غل 4: 5). فشريعة المسيحيّ هي المسيح.

فالمسيح هو الفدية antilytron، وهو الذي بذل نفسه لأجل الجميع (1تم 2: 6) هذا ما يعود بنا إلى الأناجيل وكلام يسوع ردٌّا على الرسل الذين يتزاحمون على المراكز الأولى: »فابن الإنسان لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدم، وليَبذل نفسه فدية عن كثرين« (مت 20: 28؛ مر 10: 45). تحدَّث بولس عن المسيح »الذي بذل نفسه لأجلنا لكي يفدينا« (تي 2: 14)، وأوضح بطرس: »افتُديتم لا بأشياء تفنى، بفضَّة أو ذهب... بل بدمٍ كريم، كما من حمل بلا عيب ولا دنس، دم المسيح« (1 بط 1: 18-19).

حين »دفع« الربُّ الفدية، نجّانا من عبوديَّة الخطيئة، فما عدنا نمتلك نفوسنا، بل صرنا لله، بعد أن اشتُرينا بثمن (1 كو 6: 20). بعد أن صرنا »عبيدًا« للمسيح، لماذا نريد أن نصير »عبيدًا للناس«؟ (1 كو 7: 22-23). نحن صرنا أبناء، بالغين، فلماذا نريد أن نبقى قاصرين يقودنا »عبد« يكون وصيٌّا علينا ووكيلاً (غل 4: 2)، ولماذا فعل يسوع كلَّ ما فعل من أجل البشر؟ لأنَّه أحبَّنا غاية المحبَّة (يو 13: 1) وقال: »ما من حبٍّ أعظم من حبِّ من يبذل نفسه من أجل أحبّائه« (يو 15: 13). وفي خطِّ هذا الكلام، كتب يوحنّا رسالته الأولى المبنيَّة على المحبَّة: »الله محبَّة. بهذا أُظهرت (المجهول الإلهيّ) محبَّة الله فينا، أنَّ الله أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به. في هذا هي المحبَّة: ليس أنَّنا نحن أحببنا الله، بل هو أحبَّنا وأرسل ابنه كفّارة لخطايانا« (4: 8-10).

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يسوع ينتمي إلى كلا المكانين لأنَّه الكلمة المتجسِّد
هو الرب يسوع المسيح الذي، مع كونه الكلمة الأزلي
ليس يسوع كلمة الله وحسب بل الكلمة المتجسِّد أيضاً
عبادة الله في المسيح يسوع، الكلمة المتجسِّد
صادقة هي الكلمة و مستحقة كل قبول ان المسيح يسوع جاء الى العالم ليخلص الخطاة الذين اولهم انا


الساعة الآن 03:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024