السلطان الإلهي على الأحداث المأساوية
الذي يعمل كل شيء حَسَب رأي مشيئته
( أف 1: 11 )
يقول في أفسس1: 11 إن الله «يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته»، فإن كان كذلك فهو إذًا يتحكم تحكمًا سياديًا حسب قصدٍ في كل الأحداث بما فيها المأساوية؛ فلا شيء يحدث بالصدفة!
وعند الله سبب لكل شيء يسمح به. وقد لا نفهم هذا السبب الآن، لكن لنا أن نطمئن أنه يعرف ما يفعله، ولنتذكر أنه يقول: «لأن أفكاري ليست أفكاركم، ولا طرقكم طرقي، يقول الرب. لأنه كما عَلَت السماوات عن الأرض، هكذا عَلَت طرقي عن طُرقكم وأفكاري عن أفكاركم» ( إش 55: 8 ، 9). وإن كنا لا نفهم أسباب الله في السماح بالمآسي، إلا أننا واثقين أنها أسباب صالحة لأنه هو صالح ( لو 18: 19 ). فسواء كانت الأحداث المأساوية دينونة من الله أو غير ذلك، فنحن نعلم أن الله يملك الزمام.
إن أعظم استعراض للكيفية التي انتصر بها الله على الشر، كان في ”مأساة“ الصليب، عندما استخدم شر الإنسان الأدبي المتعمّد لينتصر على الخطية. لقد سمَّر شر الناس المتعمّد المسيح إلى الصليب، إلا أن زمام الموقف لم يفلت منه أبدًا. فلم تفسد مُخططات الله أبدًا بسبب حكومة شريرة أو عداوة الإنسان، إذ أن قصد الله النهائي قد تم بالانتصار على الموت في الصليب «ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء!» ( رو 11: 33 ).
إن الانتصار الذي حققه مخطط الله في الصليب، سيكون سببًا في ألا تستمر الأحداث المأساوية إلى الأبد، لأنه عندما تُزال الخطية وآثارها من الكون، سوف تتوقف الأحداث المأساوية. ولن تكون هناك ”كوارث طبيعية“ من الخليقة التي «تئن» الآن بسبب الخطية ( رو 8: 18 - 23)، وسيُزال الشر الأدبي تمامًا ( رؤ 20: 10 - 15). «وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم، والموت لا يكون في ما بعد، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد، لأن الأمور الأولى قد مَضَت» ( رؤ 21: 4 ). إن عالمنا الحاضر مُعرَّض للأحداث المأساوية، والله يدعونا لأن نثق به ونعيش بأمانة في وسط الخطية والألم، إلا أننا نتطلع إلى مستقبل مجيد حينما لا توجد الأحداث المأساوية بعد.