هل يصح اتخاذ غير المسيح وسيطاً بيننا وبين الله ؟
كلا لأن ذلك مخالف تمام المخالفة للكتاب المقدس. علي أن الكنيسة البابوية تعتقد أن الكهنة والقديسين والملائكة ولا سيما مريم العذراء وسطاء. أما الكهنة فيعتقدون أن بدون توسطهم لا يمكن المصالحة مع الله ويعلمون الشعب هكذا وذلك نشأ من مبدأين ضلاليين متضمنين في تعليم تلك الكنيسة :
1 – اعتقادها الوظيفة الكهنوتية فإنها تعلم أنه لا يحصل الإنسان علي فوائد الفداء إلا بواسطة الكهنة لأنها تجري بواسطة الأسرار والأسرار لا تجدي نفعاً إلا إذا مارسها المفرزون لذلك قانونياً وأن الكهنة يقدمون ذبائح ويمنحون الحل من الخطايا وأنهم وسطاء بالحقيقة وإن كانوا دون المسيح درجة وأنه لا يقدر إنسان أن يأتي إلي الله إلا بواسطتهم ولا يخفي أن هذا هو المراد بالوساطة في الكتاب المقدس. ويعتقدون أيضاً أن لكل مؤمن في كنيستهم شركة في عضوية الكنيسة البابوية رأساً وبواسطة تلك الشركة له نسبة إلي المسيح ولذلك كان للكهنة يد السلطة والقوة والوساطة في كل ما يختص بنسبة المؤمن إلي المسيح بواسطة الكنيسة وأسرارها.
أما الإنجيليون فيعتقدون أن للمؤمن اتحاداً شخصياً بالمسيح رأساً بواسطة الإيمان به والاتكال عليه وأن الكنيسة هي جماعة هؤلاء المؤمنين بالمسيح والمنسوبين إليه رأساً ولذلك ليس للكهنة ولا للموظفين فيها شئ من صفات الوسيط أو أعماله غير الشفاعة البسيطة في تضرع بعضهم وصلاتهم لأجل بعض.
2 – اعتقادها الاستحقاق البشري وهو أن ما يعمل من الأعمال الصالحة بعد التجديد له استحقاق حقيقي أمام الله وأن شعب الله يمكنهم أن يبلغوا من الاستحقاق درجة تزيد علي مطلوب الله لأجل أنفسهم وهذا يمكن أن ينفع غيرهم فيلتجئ الخطاة منهم إلي القديسين طالبين فائدة استحقاقاتهم أمام عرش الله العظيم. وذلك حسب الكتاب المقدس عمل المسيح الخاص به باعتبار كونه وسيطنا الوحيد.