سؤال: ما هو التقليد الكنسي؟ وما هي مصادره؟ وهل من دليل على التقليد المقدس من الكتاب المقدس؟
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
الإجابة:
التقليد هو كل تعليم وصل إلينا عن طريق التسليم الرسولي والآبائي أي انه التعليم الشفهي غير المكتوب في الكتاب المقدس. لذا فان التاريخ الرسولي هام ولولا تسليم الآباء الرسل لما وصل إلينا المبادئ العامة لطقوس الصلاة وطقوس القداس (الشركة في جسد الرب) أو طقوس الصلاة في يوم الأحد أو التقليد في سيامة القسوس وطقوس الترانيم أو صلاة المزامير و العظات. هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.
* التقليد في العهد القديم
هناك إثباتات كثيرة علي تسلم التقليد الشفهي من الأنبياء في العهد القديم:
1. لم تكن هناك شريعة منذ أدم حتى عصر موسي النبي ولكنهم تسلموا من الرب ما هو الخطأ وما هو الصواب وأمثال ذلك كثيرة فكيف عرف إبراهيم فكره بناء المذبح (سفر تكوين 8: 20) و(تك 12: 7) "و ظهر الرب لإبرام وقال لنسلك أعطي هذه الأرض فبنى هناك مذبحا للرب الذي ظهر له".
2. وكيف عرف نوح فكرة تقديم الذبائح الطاهرة وغير الطاهرة (تك 8: 20) "وبنى نوح مذبحا للرب واخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة واصعد محرقات على المذبح فتنسم الرب رائحة الرضا".
3. كيف عرف إبراهيم ملكي صادق كاهن الله العلي (تك14: 18) و"و ملكي صادق ملك شاليم اخرج خبزا وخمرا وكان كاهنا لله العلي وباركه وقال مبارك ابرام من الله العلي مالك السماوات والأرض ومبارك الله العلي الذي اسلم أعداءك في يدك فأعطاه عشرا من كل شيء" (رسالة عبرانيين 7: 6).
4. وكيف عرف أبينا يعقوب فكرة تقديس الأماكن المقدسة التي للرب ودهنها بالزيت (تك28: 18) ) "وبكر يعقوب في الصباح واخذ الحجر الذي وضعه تحت رأسه وأقامه عمودًا وصب زيتا على رأسه ودعا اسم ذلك المكان بيت ايل".
5. وكيف عرف أبينا يعقوب فكره تقديم العشور وقوله لله كل ما أعطيتني فهولك (تك 8: 22) "ونذر يعقوب نذرا قائلًا إن كان الله معي وحفظني في هذا الطريق الذي أنا سائر فيه وأعطاني خبزا لأكل وثيابًا لألبس ورجعت بسلام إلى بيت أبي يكون الرب لي إلهًا وهذا الحجر الذي أقمته عمودا يكون بيت الله وكل ما تعطيني فاني أعشره لك".
6. وكيف عرف يوسف بان الزنا هو شر أمام الرب حتى ولو علي حساب سجنه بسبب بتوليته (تك39: 9) "فكيف اصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله"؟
7. لم يذكر العهد القديم الحرب التي دارت بين ميخائيل رئيس الملائكة وبين إبليس ولكنها ظلت بآلاف السنين تسلم للأجيال حتى ذكرها القديس يهوذا الرسول "وأما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم إبليس محاجًا عن جسد موسى لم يجسر أن يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب" (رسالة يهوذا 1) وحتى قصه سقوط الشيطان "و الملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم إلى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام" وبطرس يقول "لأنه أن كان الله لم يشفق على ملائكة قد اخطئوا بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم وسلمهم محروسين للقضاء" (رسالة بطرس الثانية 2: 4). هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.
* التقليد في العهد الجديد:
1. لم يذكر الكتاب المقدس كل الأحداث أو حتى تفاصيل الحدث ولم تركز الأناجيل الأربعة كل تعاليم الرب يسوع أو كل معجزاته وهناك العديد من الأدلة على ذلك (أنجيل يوحنا 25:21). "وأشياء آخر كثيرة صنعها يسوع أن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة" وأيضًا "وآيات أُخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه" (يو20:30) وهناك الكثير من المعجزات التي لم تكتب (إنجيل لوقا 4: 40) "وعند غروب الشمس جميع الذين كان عندهم سقماء بأمراض مختلفة قدموهم إليه فوضع يديه على كل واحد منهم وشفاهم".
2. لم تذكر الأناجيل كل تعاليم الرب بدليل انه كان يكرز ويطوف المدن ويعلم في مجامعهم ولم يذكر كل التعاليم التي علم بها وحتى العظة علي الجبل وأيضًا مقابلته مع تلميذي عمواس "فقال لهما أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء أما كان ينبغي إن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب"(لو24: 27) ومكث الرب بعد قيامته أربعين يوما ولم يذكر الكتاب المقدس كل الأمور المختصة بملكوت الله" الذين أراهم أيضًا نفسه حيا ببراهين كثيرة بعدما تألم وهو يظهر لهم أربعين يومًا ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله".
3. أوصى الرب يسوع بالتبشير بالإنجيل مع انه لم يكن هناك أناجيل في ذلك الوقت. والمقصود طبعا هو التبشير بما قد تسلمه الآباء من الرب شفهيا وقال لهم "جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وامنوا بالإنجيل" (يو1: 15) وقال لهم "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (إنجيل متى 28: 19).
4. التعليم الشفهي المسلم من الآباء الرسل له أدلة كثيرة "إن كان احد يجوع فليأكل في البيت كي لا تجتمعوا للدينونة وأما الأمور الباقية فعندما أجيء أرتبها" (رسالة كورنثوس الأولى 11: 34) وفي رسالته إلي تلميذة تيموثاوس قال "وما سمعته مني بشهود كثيرين أودعه أناسًا أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضًا" (2تي2:2) وقال للقديس تيطس "من اجل هذا تركتك في كريت لكي تكمل ترتيب الأمور الناقصة وتقيم في كل مدينة شيوخا كما أوصيتك (تيطس 1) وفي رسالته إلي أهل كورنثوس الأولي (11: 23) "لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضًا أن الرب يسوع في الليلة التي اسلم فيها اخذ خبزا وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم اصنعوا هذا لذكري".
5. ويوحنا الإنجيلي أيضًا في رسالاته قال "إذ كان لي كثير لأكتب إليكم لم أرد أن يكون بورق وحبر لأني أرجو أن أتي إليكم وأتكلم فما لفم لكي يكون فرحنا كاملا (يوحنا الثانية 1: 12)" وكان لي كثير لأكتبه لكنني لست أريد أن اكتب إليك بحبر وقلم" (يوحنا الثالثة 1: 13) وأيضًا "الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة فان الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضًا شركة معنا وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح" (الرسالة الأولى ليوحنا الرسول 1: 1).
6. لم يذكر العهد الجديد سيامته رسولا ومن الذي عمده من الذي أعطاه هو وبرنابا يمين الشركة (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 2:9) ومن الذي أعطاه سلطان الحل والربط كي أن يربط ويحل خاطئ كورنثوس (رسالة كورنثوس الثانيه 2:6).
7. رفض الرسل التقليد الباطل الذي لم يستلمه الرسل من الرب "انظروا أن لا يكون احد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل حسب تقليد الناس حسب أركان العالم وليس حسب المسيح" (رسالة كولوسي 2: 8) سأل الفريسيين الرب يسوع قائلا "لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ فأنهم لا يغسلون أيديهم حينما يأكلون خبزًا فأجاب وقال لهم وانتم أيضًا لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم... فقد أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم (متى 15: 3-6) لان الفريسيين وكل اليهود أن لم يغسلوا أيديهم باعتناء لا يأكلون متمسكين بتقليد الشيوخ (مرقس 7: 3) ويقول الرسول بولس عن نفسه قائلا "وكنت أتقدم في الديانة اليهودية على كثيرين من أترابي في جنسي إذ كنت أوفر غيرة في تقليدات أبائي" (غلاطية 1: 14) "ثم نوصيكم أيها الأخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التعليم الذي أخذه منا" (تسالونيكي الثانية 3: 6).