وليس هذا فقط، ولكن المسيح كان يستغل زيارته للبيوت في التعليم أيضًا، وهو أمر مَيَّزه عن سائر معلمي عصره؛ وخاصةً من الكتبة والفريسيين، والذين لا يذهبون للبيوت إلا لحلب المال أو لجلب الشرور.
فنقرأ مثلاً عن المسيح «ثُمَّ دَخَلَ كَفْرَنَاحُومَ أَيْضًا بَعْدَ أَيَّامٍ، فَسُمِعَ أَنَّهُ فِي بَيْتٍ. وَلِلْوَقْتِ اجْتَمَعَ كَثِيرُونَ حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَسَعُ وَلاَ مَا حَوْلَ الْبَابِ. فَكَانَ يُخَاطِبُهُمْ بِالْكَلِمَةِ» (مرقس ٢: ١، ٢)، فرغم أن الناس احتشدت حول المسيح، ليصنع معجزات معهم، لكن المسيح المُعلَّم كان يعرف أولويات احتياجاتهم أكثر منهم، فكان يخاطبهم بالكلمة أولاً، لأنه يعرف أنهم يحتاجون للتعليم الروحي قبل الشفاء الجسدي.