أول شئ نقرأ عنه فى الإنجيل المقدس عن استخدام السيد المسيح لآيات واضحة من الأسفار المقدسة هو رده القاطع بعدما جاع أخيراً فى التجربة على الجبل حينما قال له إبليس: “إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزاً” (مت4: 3). وكان الرد: “مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله” (مت4: 4). وحتى حينما حاول إبليس أن يلجأ إلى الخداع بالاستناد إلى آيات من الكتاب المقدس رد عليه السيد المسيح بآيات أخرى تكشف مكر إبليس وخداعه. وكان إبليس قد أخذه إلى المدينة المقدسة وأوقفه على جناح الهيكل وقال له: “إن كنت ابن الله فأطرح نفسك إلى أسفل، لأنه مكتوب: أنه يوصى ملائكته بك، فعلى أياديهم يحملونك لكى لا تصدِم بحجر رجلك” (مت4: 6). فرد عليه السيد المسيح وقال له: “مكتوب أيضاً: لا تجرب الرب إلهك” (مت4: 7). وبهذا أوضح السيد المسيح كيفية استخدام الآيات بطريقة سليمة وفى موضعها الصحيح.
فى كل ذلك أكّد السيد المسيح أهمية الاستناد إلى كلام الله الموجود فى الأسفار المقدسة لمواجهة حروب إبليس. والعجيب أنه فيما استند إبليس إلى آيات الكتاب المقدس. فإنه قد حرك بمكره بعض الناس خاصة فى هذه الأزمنة الأخيرة للتشكيك فى الوحى الإلهى وفى أسفار الكتاب تحت اسم نقد الكتاب المقدس Bible Criticism. لأن الشيطان له وسائل وطرق كثيرة فى خداع الناس وتضليلهم.