اختار داود شريعة الله ليحيا بها، وهذا الاختيار عكس اختيار أعدائه، الذين اختاروا الشر ولذا يطلب معونة الله لينفذ وصاياه، ويثبت فيها مهما كانت مقاومة الأعداء. وعندما اختبر وصايا الله ومعونته اشتاق أن يخلص من خطاياه، وحروب إبليس، ومقاومة الأعداء؛ ليتفرغ لكلمة الله، ويتلذذ بالتأمل فيها. فهذه هي الحياة الحقيقية لداود في الوجود مع الله، والتمتع بوصاياه.
إن يد الله التي يطلبها داود لمعونته هي نبوة عن المسيح الفادي، وهو مشتاق لخلاصه الذي يتممه على الصليب في ملء الزمان، فيهبه هو وكل المؤمنين التلذذ بالوجود في الفردوس معه. لقد انجذب قلب داود إلى الله، فعبر الزمان ورأى المسيح، بل ارتفع إلى الفردوس والملكوت.