لم يصلِّ يسوع كي يأخذ تلاميذه من العالم بموتٍ مفاجئٍ سريعٍ ليعبروا إلى عالم أفضل. هذا ما اشتهاه بعض رجال الله مثل أيوب وإيليا ويونان وموسى عندما ضاق بهم الأمر واشتدت بهم الضيقات والتجارب. لكن السيد المسيح صلى لتلاميذه ان يحفظهم من فساد العالم، "لا أَسأَلُكَ أَن تُخرِجَهُم مِنَ العالَم بل أَن تَحفَظَهم مِنَ الشِّرِّير" (يوحنا 17: 15).
وذلك أن يعهد بهم في حضن الآب، فلا يقترب إليهم الشرير. إنه لم يطلب حفظهم بإزالة التجارب والضيقات من طريقهم، وإنما لينعموا بالنصرة في صراعهم ضد الشرير؛ ويعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "احفظهم من الشرير"، يعني من الشر الأخلاقي، من الرذيلة، وضعف القلب".