الكنيسة الكاثوليكية كانت المركز الدولي العظيم للإقطاع وهي التي وحدت أوروبا الغربية الإقطاعية وجعلت فيها برغم كل الحروب الداخلية نظامًا سياسيًا موحدًا يقف إزاء الكنيسة الإغريقية الأرثوذكسية المنشقة عليها (هذا في رأي الكاثوليك) والممالك الإسلامية على حد سواء أحاطت الأنظمة الإقطاعية بهالة من القداسة ونظمت طبقاتها دفعه النموذج الإقطاعي وأخيرًا كانت الكنيسة أقوى سيد إقطاعي وتملكت ثلث أرض العالم الكاثوليكي ولهذا كان لابد قبل توجيه هجوم ناجح إلى النظام الإقطاعي الفاسد في كل بلد لابد من تحطيم نظامه المركزي المقدس وفضلًا عن هذا فقد صاحب نمو البرجوازية عملية إحياء العلوم العظيمة من فلك وميكانيكا وطبيعة وتشريح وفسيولوجيا في حين كان العلم في العصر الإقطاعي هو الخادم المطيع للكنيسة ولم تكن تسمح له بأن يتخطى الحدود التي رسمتها العقيدة رغم أن المسيحية دين انفتاح على الثقافة والعلوم والتعليم ما دامت لا تبعد الإنسان عن الحياة مع الله.