رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إذًا فليقترب العدو مني وليثر ضدي، فإنه إنما يأكل لحمي، أي خلال حربه ضدي لا يقدر أن يقتحم حياتي الداخلية- ملكوت السموات القائم فيّ- إنما يدخل بيّ إلى الضيق الجسدي أو النفسي إلى حين لأخلع الشهوات الجسدية واجتاز طريق المسيح الضيق بطهارة ونقاوة. "وإن يحاربني عسكر (جيش) فلن يخاف قلبي" [3]. ما من قوة بشرية اجتمعت وتآمرت ضد إله القوات (دا 11: 38)، وما من حشود جيوش إلا وصارت في نظر الله كعشب الجندب؛ فإن عناية الله غالبًا ما تحارب ضد الجانب الأقوى (الظالم) (جا 9: 11). * الإمبراطور إذ تحرسه قواته لا يخاف شيئًا، هكذا يحمي الأموات المائت فلا ينزعج؛ فهل إذا ما حرس غير المائت يخاف الأخير وينزعج؟! القديس أغسطينوس الجيوش لا ترهب المؤمن لأنه يحتمي بالله السرمدي غير المائت، يرسل ملائكته لحراسته، بل ويكون هو نفسه ستر له (مز 32: 7). المؤمن وقد استنار بالروح القدس لا يخشى حتى الشيطان وكل جنده أو جيوشه. إنه يؤمن بالله الذي يبيد قوات الظلمة بصليبه، فلا يكون لعدو الخير ولا للخطية سلطان في قلبه، إذ ينعم بملكوت الله في داخله. |
|