|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أم النور تمسك بغصن الزيتون حملت حمامة نوح بشرى مُفرحة لنوح ولمن معه في الفلك[21]، عندما أقبلت عليه، وغصن الزيتون في فمها. كان غصن الزيتون الذي حملته حمامة نوح في فمها إشارة لنمو النبات، ولعودة الحياة لطبيعتها، وزوال خطر الموت. فرح نوح ومن معه بهذه البشرى وأصبح غصن الزيتون من وقتها رمزًا للسلام. وبعد زمان كثير أقبلت العذراء على البشرية، وهي حاملة فاديها ومخلصها ابنها الحبيب الرب يسوع المسيح، لتزفَّ للبشرية بشرى الحياة الحقيقة. لقد تهللت أليصابات، وتهلل الرعاة، وتهلل سمعان الشيخ، وتهللت حنة بنت فنوئيل بالبشرى الخلاصية المفرحة... تهلل الجميع، لأنها بشارة ودعوة لانتقال البشر من الموت إلى الحياة، كقوله: "نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ، لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ" (1يو3: 14). وبعد حوالي ألفين عام وبالتحديد في 2 أبريل عام 1968م. عادت العذراء القديسة، حمامة نوح بشكل نوراني تحمل غصن زيتون في يدها، وتقف فوق قباب كنيستها بالزيتون، وتلتفت للجموع في جهات الأرض الأربع ملوحة للجماهير ببشرى جميلة ودعوة عظيمة، ومضمونها: السماء تحبكم وتنتظركم لا تتوانوا، كقول الكتاب: "قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ، فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ. لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَارِ... بَلِ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيرًا لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ" (رو13: 12- 14). لقد كان لهذا التجلي أثره المفرح على الكثيرين في مصر وفي جميع أنحاء الأرض. تقابلت مع راهب مسن روسي يدعى بارسينوفيسكي [22] أتى لزيارة الكنيسة، وأدلى لي شخصيًا بشهادته عن تأثير أخبار الظهور على المؤمنين المضطهدين في روسيا في زمن الشيوعية. لقد دبَّ فيهم أملًا جديدًا عندما سمعوا خبر هذا التجلي، لأن الظهور كان رسالة من السماء ومن الحياة الأخرى، التي أنكرها الملحدون في روسيا في ذلك الزمان! (بحسب قول الراهب الروسي) وحكى لي ذلك الراهب الشيخ أنه مع رفاق له التقطوا رسالة العذراء بوجود حياة أخرى، وكرزوا بها مشجعين إخوتهم في روسيا، وذلك من خلال تكوينهم لجمعية سرية أسموها "عذراء الزيتون". القارئ العزيز... من يتكلم بالكلام البنّاء الإيجابي يحمل بشرى مفرحة ودعوة بناءة لإخوته، ويتشبه بأمه العذراء حمامة نوح الحسنة. وهذا بعكس من يتكلم بكلام يحمل لنفس سامعيه ألمًا وإحباطًا. لقد أمر الكتاب المقدس أبناء الله أن يتكلموا بالكلام البناء، بقوله: "لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ.... لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ" (أف4: 29، 31). |
|