مقدمة فى التاريخ الكنسى
لابُد لكل مسيحي ولا سيما القبطيّ الأرثوذوكسي المصري ان يعرف تاريخ كنيستهُ. الذي ليس لهُ تاريخ ليس لهُ جذور و الذي ليس لهُ جذور ليس له اُصول و الذي ليس له اُصول يُمكن ان تُذريه اقل الريح.
الإيمان الذي نحن مُتمسكين به الآن هو إيمان تلاميذ المسيح . بولس الرسُول يقول لاهل غلاطية "إن بشرناكُم نحن او ملاك من السماء بغير ما قَبِلتُم فَليكُن اناثيما اي محروم" .... أي شئ في الدنيا قابل للتغيير إلا المسيح هو هو امس و اليوم و إلى الأبد و بالتالي الاعتقاد فيه لا يتغير و الثقة فيه لا تتغير (الثقة هي الايمان).
المسيحيون الاولون كان اسمهم مسيحيين ارثوذوكس و هذا ما قاله المؤرخين الاجانب:ـ
• المؤرخة بربارا واترسون (كتاب اقباط مصر صـ56ـ). و قد اعلن القديس آريناؤس اسقف ليون (تلميذ يوحنا الحبيب) سنة 100 م انه لا توجد كنيسة إلا كنيسة واحدة اصحابها هُم اصحاب الفكر المُستقيم و هُم المسيحيون الأرثوذوكس. المسيحيين الأرثوذكس اي مُتمسكين وليس مُتعصبين "تَمَسَك بِما عندك لئلا يأخُذ احد اكليلك".
• كاهِن انجليكان (الانجليكان هُم طائفة مُنشَقَة عن البروتستانت و الكاثوليك حيث ظاهرها كاثوليكي بينما جوهرها بروتستانتي) إسمُه "ثيؤدور هور باتريك" استاذ تاريخ الكنيسة في جامعات امريكا لهُ كتاب عن تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في اول الكتاب قال عن كنيستنا انها الكنيسة التقليدية الاصلية و في اخر الكتاب قال "إنه مِن خطأ العقل وعدم الإدراك إن لم يدرك ان الكنيسة القبطية الارثوذكسية المصرية هي التي ظلت مُحتَفِظة بإيمان و عقيدة الكنيسة الأولى على مدار عشرين قرن و مازالت".
• يجب ان نعرف تاريخ الكنيسة لنكون مُستعدين لمُجاوبة كُل من يسألنا لماذا نحن مُتمسكين بعقيدتنا الارثوذوكسية ... ليس كُل من قال انا مسيحي نال كُل شئ "لك إسم انك حي و انت ميت"
تاريخ الكنيسة هو رحلة كفاح بين المجيئين .... المجئ الاول عندما تجسد المسيح و فدانا ... المجئ الثاني عندما يأتي المسيح للدينونة و الاختطاف.
الكنيسة معناها جماعة المؤمِنين و هي سفارة المسيح على الأرض لكي يلجأ إليها كُل من يُريد الخلاص و دَفَع المسيح دمه ثمناً لهذه السفارة .... في بني اسرائيل زمان كان يوجد مُدُن اسمها مُدن الملجأ و كان يلجأ إليها كُل من عمل جريمة ليحتمي فيها ولا احد يستطيع الاقتراب منه و الآن الكنيسة هي مدينة الملجأ يلجأ إليها كل من يُريد الخلاص