رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رسائل البابا كيرلس السادس البابويه الرسالة البابوية الأولي في عيد الميلاد المجيد لعام 1960 باسم الأب والابن والروح القدس إله واحد أمين* من كيرلس السادس بنعمة الله بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية : إلي أخوتنا الأحباء صاحب الغبطة بطريرك جاثليق أديس أبابا وكل أثيوبيا . وأصحاب النيافة المطارنة والأساقفة وإلي أبنائنا المباركين القمامصة والقسوس والشمامسة وسائر الأكليريكيين والشعوب لمحبة للمسيح في كل أقاليم الكرازة المرقسية . سلام ونعمة وبركة ومحبة مع أصدق تهانينا بعيد ميلاد فادينا ربنا الهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي تفضل في ملء الزمان ونظر إلي ذلنا ونزل ألي أرضنا وعاش بيننا كأنه واحد منا وشابهنا في كل شيء فيما عدا الخطية وحدها . إنه الأزلي الأبدي الكائن مع الأب والروح القدس في جوهر واحد وطبيعة الهية واحدة من غير افتراق ولا انقسام ولا انفصال فالأقانيم ثلاثة ولكن الله واحد ( اكو 12 : 6 ) والأقنوم الثاني هو الذي نزل من السماء وحل في بطن السيدة العذراء مريم وأتخذ منها جسدا . وهكذا اتحد لاهوت الكلمة بالناسوت الذي أخذه من مريم وصيره واحد معه بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغير كما يقول الأنجيل المقدس ( والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده ) ( يو 1 : 14 ) . ومن ثم فات المولود من مريم العذراء هو ابن الله بالحقيقة ( نور من نور إله حق من إله حق مولود غير مخلوق ) كائن مع الأب في جوهر واحد منذ الأزل وإلي الأبد . لقد ولد المسيح وليس له ابتداء وتجسد ولم يزل هو الكائن الذي كان والدائم إلي الأبد حقا ( عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الجسد ) ( تيموثاوس 3 : 16 ) ولم يصعد أحد إلي السماء إلا الذي نزل من السماء ابن البشر الذي هو في السماء ) ( يو 3 : 13 ) فلا فرق إذن بين أن يكون مولود بيت لحم هو الكلمة المتجسد أو هو الله الظاهر في الجسد أو هو ابن الله في طبيعته وجوهره . إن أبوة الله المسيح ليست كما ظن البعض بجهالة من قبيل أبوة الله لجميع البشر لأن أدم قد سمي ابن الله ( لو 3 : 38 ) ونحن ندعو الله أبانا الذي في السموات ( متي 6 : 9 ) . ولكن ما أبعد الفرق بين المسيح لله وبنوة الإنسان لله تلك بنوة طبيعية وهذه بنوة نسبية ، تلك بنوة حقيقية وهذه بنوة مجازية فالمسيح سمي ابن الله للدلالة علي أنه من طبيعة الله وجوهره . أما الإنسان فحاشا أن يكون إبنا لله بالطبيعة والجوهر وإنما بنوته بالفضل والإنعام . كقول الكتاب وأما الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أبناء الله الذين يؤمنون بإسمه ) ( يو 1 : 12 ) . وإذا كان السيد المسيح له المجد قد سمي نفسه بابن الإنسان أو ابن البشر فهو من قبيل الإتضاع ولأنه ليس صورة الناس في تجسده ( اذ هو في صورة الله لم يكن يعتبر مساواته لله اختلاسا لكنه خلي ذاته أخذا صورة العبد صائرا في شبه البشر) ( فيلبي 2 : 6 ـ 7 ) أما أنه ابن الله بالطبيعة والجوهر فهذا يتضح من نداء الآب من السماء مشيرا إلي الابن الصاعد من نهر الأردن ( هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت ) ( مت 3 : 17 ) ( مرقس 1 : 11 ) ومرة أخري علي جبل التجلي ( هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت له اسمعوا ) ( مت 17 : 5 ) ( لو 9 : 35 ) كما يتضح من بشارة رئيس الملائكة جبرائيل إلي سيدتنا وفخر جنسنا ( فالمولود منك قدوس وابن العلي يدعي ) ( لو 1 : 35 ) ومن قول انجيل القديس يوحنا ( الله لم يره أحد قط . الابن الوحيد الجنس الكائن في حضن الاب هو الذي خبر ) ( يو 1 : 18 ) ومن قول ربنا يسوع نفسه عن ذاته ( لأنه هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد ) ( يو 3 : 16 ) فلنحزر يا أحبائي الضلالات ولا نخلط بين بنوة الناس عامة لله وبين بنوة المسيح الخاصة والوحيدة والفريدة لله . فبنوة المسيح تعني أن المسيح الذي ظهر في العالم هو بعينه الله الظاهر في الجسد فقد قال له المجد ( من راني فقد رأي الآب ) ( يو 14 : 9 ) كما قال أيضا ( أنا والآب واحد ) ( يو 1 : 3 ) . والآن يا أحبائي وإكليل ابتهاجي في يوم ربنا يسوع المسيح مجدوا الله وسبحوه وأنشدوا مع الملائكة قائلين ( المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة ) ( لو 2 : 14 ) هللوا مع كل الخليقة لأن رب الأنام شاء أن يفتقد الانسان بخلاصه فنزل من السماء وتمشي بيننا ولو كان ظهر لنا بلاهوته علنا لأحترقنا وفنينا اذ قال تعالي ( الانسان لا يراني ويعيش ) ( خروج 33 : 20 ) لهذا فقد كلمنا في ابنه وأخفي لاهوته في جسم بشريته وعلمنا وسائط الخلاص وتمم بذاته فداءنا لينقلنا إلي ملكوته السمائي . واذ كنا نفرح لهذا كله فليكن فرحنا روحانيا وبهجتنا بمخافة الله وتقواه حتي نكون جديرين بجلال التضحية التي ضحاها الرب من أجلنا . عيدوا يا أخوتي وأبنائي عيدا لمجد الله وأدخلوا المسرة في كل قلب عزوا الحزاني كفكفوا دموع اليتامي شددوا الأيادي المرتخية والركب المخلعة ثبتوها أبعثوا الرجاء في اليائسين وافتقدوا المرضي والمجربين وأحسنوا إلي الفقراء والمعوزين وأذكروا أن المسيح مخلصنا ولد في مذود للبقر ليجبر كسر المذلين والمحرومين . أصنعوا الخير للجميع ولا تفرقوافي الخير بين أجناس الناس وألوانهم وعقائدهم وأصنعوا سلاما بين الأنسان وصاحبه . فمسيحكم رب السلام وصانعه . ونحن نسأل المسيح إلهنا أن يصون سلام الشعوب ويحرك قلوب الخطاة للتوبه والرجوع إلي الله وإلي طلب الخلاص لنفوسهم . ونصلي من أجل شعوب الكرازة المرقسية وخدامها في الجمهورية العربية المتحدة وأثيوبيا وارتريا وفي النوبة والسودان وأوغندا وليبيا وجنوب أفريقيا وفي مدينة إلهنا أورشليم وشرق الأردن وفلسطين . ونتضرع إلي الله أن يوفق بالسداد الرئيس الجليل جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة والأخ المحبوب الأرثوذكسي صاحب الجلالة الأمبراطور هيلاسلاسي الأول أمبراطور أثيوبيا وجلالة الأمبراطورة والأمراء وسائر الملوك والرؤساء والحكام في جميع أقاليم الكرازة المرقسية وفي العالم بأسره ولعظمته تعالي أجزل الشكر واعظم التسبيح. كيرلس السادس بنعمة الله بابا الاسكندريةوأقاليم الكرازة المرقسية الرسالة رقم ( 1 ) صدر من المقر البابوي 7 يناير سنة 1960 طوبة 1677* |
|