رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وكما رَفَعَ مُوسى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة فكذلِكَ يَجِبُ أَن يُرفَعَ ابنُ الإِنسان: "يُرفَعَ ابنُ الإِنسانَ" فتشير الى موت يسوع على الصليب حيث انه يُرفع عليه ويُرفع في مجد القيامة ليقدِّم الخلاص للبشرية (اعمال الرسل 4: 30-31) كما تنبأ أشعيا بقوله "كَشَفَ الرَّبُّ عن ذراعِ قُدسِه على عُيونِ جَميعِ اَلأُمَم فتَرى كُلُّ أَطْرافِ الأَرضِ خَلاصَ إِلهِنا" (أشعيا 52: 10)، ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "هناك كان المُعلَّق نحاسًا بشكل حيَّة، وهنا المًعلق هو جسد السيد المسيح". ومعنى هذه العبارة كمعنى قول يوحنا المعمدان في المسيح "هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم" (يوحنا 1: 29). أمَّا فعل "رفع" فيشير الى الصليب كعلامة وسبيل ارتفاع في المجد الصليب الذي هو موضع ارتفاع يسوع في المجد (يوحنا 8: 28-30) حيث صرّح يسوع "وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين. وقالَ ذلك مُشيراً إِلى المِيتَةِ الَّتي سَيَموتُها" (يوحنا12: 32-33). وتقبل يسوع الموت برضى كوسيلة لإتمام الفداء للعالم. فكان ما فعله موسى رمزاً نبوياً: جعل الله يسوع المسيح المُعلق على الصليب حيّة الحياة. فنظرة واحدة الى المسيح المُعلّق على الصليب هي حقا وسيلة شفاء وضمانة للخلاص والحياة،وبهذا يترنَّم صاحب المزامير "كلَّت عَينايَ اْنتِظارًا لِخَلاصِكَ ولأَقوالِ بِرِّك "(مزمور 119: 123). لقد قام يسوع بتمجيد الآب بطاعته في الخدمة الوضيعة حتى الموت، فأشركه الآب في مجده الابدي بالقيامة (يوحنا 13: 31-32). وخلاصة القول، أعلن يسوع لنيقوديمس في هذه الآية عن محبة الله العالم وذلك بخلاص الناس لا بارتفاع ابنه يسوع المسيح على عرش المجد والسلطان بل على الصليب وتحديدا من خلال آلامه وموته. |
|