رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمة المصالحة" (2كو5: 18) أول شيء نتذكره في ميلاد الرب هو عمق محبته للناس . فمن أجل محبته لهم سعي لخلاصهم. ومن أجل محبته لهم أخلى ذاته، وأخذ شكل العبد، ونزل من السماء، وتجسد وصار في الهيئة كإنسان (في2: 7، 8) إن التجسد والفداء، أساسهما محبة الله للناس. فهو من أجل محبته لنا، جاء إلينا. ومن أجل محبته لنا، مات عنا. لهذا يقول الكتاب: "هكذا أحب الله العالم... حتى بذل ابنه الوحيد..." (يو3: 16). أنظروا ماذا يقول: "هكذا أحب... حتى بذل". نحن إذن في تجسده، نذكر محبته التي دفعته إلى التجسد. واعترافًا منا بهذه المحبة، نتغنى بها في بدء كل يوم، إذ نقول للرب في صلاة باكر: "أتيت إلى العالم بمحبتك للبشر، وكل الخليقة تهللت بمجيئك". قبل ميلاد السيد المسيح ، كان هناك خصومه بين الله والناس. فجاء السيد المسيح لكي يصالحنا مع الله، أو جاء لكي نصطلح معه هو. قبل مجيئه كانت هناك خصومة بين السماء والأرض . ومرت فترة طويلة كانت فيها شبه قطيعة بين السمائيين والأرضيين: لا رؤى، ولا أحلام مقدسة، ولا أنبياء، ولا كلام من الله للناس، ولا ظهورات مقدسة... ولا أية صلة واضحة...!! كانت الأرض بعيدة عن السماء طوال تلك الفترة. كانت خطايا الناس كليالي الشتاء: باردة ومظلمة وطويلة. وكانت تحجب وجه الله عنهم. وكانت الخصومة بينهم وبين الله، يمثلها في الهيكل الحاجز المتوسط الذي لا يستطيع أحد من الشعب أن يجتازه إلى قدس الأقداس... وزادت خطايا الناس، واحتدم غضب الله عليهم، واستمر القطيعة. ولم يحاول البشر أن يصطلحوا مع الله. ثم جاء السيد المسيح، فأقام صلحًا بين السماء والأرض، وأرجع الصلة بينهما . وبدأت تباشير الصلح تظهر. ورجعت العلاقات كما كانت من قبل وأكثر... ولكي أوضح الأمر لكم أقول: تصوروا أن دولتين متخاصمتين، قد رجع الصلح بينهما، فماذا تكون النتيجة: طبعًا ترجع العلاقات كما كانت: يعود التمثيل السياسي بينهما، وإرسال السفراء والقناصل. وفي ظل المودة الجديدة تبرم اتفاقية اقتصادية، اتفاقية ثقافية، اتفاقية عسكرية.. . المهم أنه توجد علاقة وصلة. كذلك لنفرض أن شخصين متخاصمين قد اصطلحا، في ظل الصلح نري العلاقات قد بدأت ترجع، تعود التحيات والابتسامات والزيارات والأحاديث، وتعود المودة... هكذا حدث بين السماء والأرض. وبدأت تباشير الصلح تظهر بمجيء السيد المسيح إلى الأرض أو في خطوات وممهدات مجيئه. 🙋 مُصالحة السماء مع الأرض 🙋 وفي صلح السماء مع الأرض الذي جلبته بركة الميلاد لم تقتصر الصلة على ظهور الملائكة والأحلام المقدسة والظهورات المقدسة، بل أيضًا رجعت روح النبوة مرة أخري، ورجع عمل الروح القدس في الناس وامتلاؤهم منه. نقرأ عن يوحنا المعمدان في بشارة الملاك عنه أنه: "من بطن أمه يمتلئ من الروح القدس" (لو1: 15) ونقرأ في بشارة الملاك للعذراء قوله لها: "الروح القدس يحل عليك، وقوة العليّ تظللك" (لو1: 35) ونقرأ في زيارة العذراء مريم للقديسة أَلِيصَابَات أنه: "لما سمعت أليصابات سلام مريم، ارتكض الجنين في بطنها، وامتلأت أليصابات من الروح القدس" (لو1: 41). ونقرأ عن زكريا الكاهن بعد انقضاء فترة صمته " وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس وتنبأ قائلًا..." (1: 67). ونقرأ أيضًا عن سمعان الشيخ أنه كان رجلًا بارًا: "والروح القدس كان عليه وكان قد أوحي إليه بالروح القدس..." (لو2: 25: 26) عجيب جدًا هذا العمل الواسع للروح القدس في الناس في تلك الفترة المقدسة. وعجيب هذا الامتلاء من الروح القدس وهذا الحلول، وهذا التنبؤ أيضًا... لقد تنبأ زكريا الكاهن، وتنبأت امرأته أَلِيصَابَات، وتنبأ سمعان الشيخ، وتنبأت حنّة بنت فنوئيل (لو2: 36). وبدا أن الله رجع يتكلم في أفواه الأنبياء وكل ذلك كان من بوادر انتهاء الخصومة بميلاد السيد المسيح، أو كانت هذه هي تباشير الصلح الذي تم على الصليب. وكان من تباشير الصلح أيضًا رجوع المعجزات. والمعجزات دليل عمل يد الله مع الناس.. . كان انفتاح رحم أليصابات العاقر هو المعجزة الأولي. وكان صمت زكريا الكاهن ثم انفتاح فمه بعد تسعة أشهر معجزتين أخريين. وكانت معجزة المعجزات هي ولادة السيد المسيح من عذراء. وكان ارتكاض الجنين بابتهاج في بطن أَلِيصَابَات تحيه للجنين الإله الذي في بطن العذراء هو معجزة أخري. ولا نستطيع أن نحصي المعجزات التي رافقت ميلاد المسيح وطفولته. أما معجزاته في أرض مصر، فلعل أبرزها هو ما يشير إليه إشعياء النبي قائلًا: "هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر. فترتجف أوثان مصر من وجهه، ويذوب قلب مصر داخلها" (إش19: 1). وفعلًا سقطت أوثان مصر بدخول الرب إليها... كل هذا يدل على أن يد الرب قد بدأت تعمل، وأن ميلاد السيد المسيح كان مقدمة لصلح السماء مع الأرض ، الصلح الذي قلنا إن أولي تباشيره كان ظهور الملائكة. ويحسن أن نقف وقفة تأمل بسيطة عند ظهورات الملائكة هذه... 🙏 أول ملاك ظهر وذكره الإنجيل المقدس، كان هو الملاك الذي ظهر لزكريا الكاهن . إنها لفته كريمة من الرب يعطى بها كرامة للكهنوت ، فيكون ظهور الملائكة أولًا للكهنة، بعد فترة الاحتجاب الطويلة. ولفته كريمة أخري للكهنوت، أن يظهر الملاك في مكان مقدس: " واقفًا عن يمين مذبح البخور " وفي لحظة مقدسة عندما كان زكريا البار يكهن للرب ويرفع البخور أمامه (لو1: 8-10) جميل من الرب أنه عندما أرسل خدامه السمائيين أولًا إلى بيته المقدس وإلى خدام مذبحة الطاهر. ولا شك أن هذا كله يشعرنا بجمال المذبح الذي وقف الملاك عن يمينه في أول تباشير الصلح كم بالأكثر جدًا مذبح العهد الجديد في قدسيته الفائقة للحد ، حيث ملاك الذبيحة الصاعد إلى العلو يحمل إلى الله تضرعنا... |
29 - 12 - 2019, 10:09 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مُصالحة السماء مع الأرض -من تاملات الميلاد
كم بالأكثر جدًا مذبح العهد الجديد في قدسيته الفائقة للحد
، حيث ملاك الذبيحة الصاعد إلى العلو يحمل إلى الله تضرعنا. مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
31 - 12 - 2019, 10:37 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: مُصالحة السماء مع الأرض -من تاملات الميلاد
ميرسي على مرورك الغالى |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مُصالحة السماء والأرض |
مُصالحة السماء والأرض |
مُصالحة السماء مع الأرض |
مُصالحة السماء مع الأرض |
مُصالحة السماء والأرض |