يُقَدِّم لنا مار فيلوكسينوس سلّم الحياة الإيمانيّة العمليّة، فيبدأ بدرجاته الثلاث: الإيمان والبساطة وخوف الرب. ليست هناك شركة مع اللَّه بدون إيمان، ولا يمكن أن يقوم الإيمان إلا من خلال البساطة التي وهبها اللَّه للنفس كي تلتقي معه كطفل بسيط يؤمن بأبيه ويتعلَّق به. هذه البساطة التي تلد الإيمان هي التي تحفظه لتستمر النفس بنعمة اللَّه ثابتة في إيمانها.
خلال هذا الإيمان تتمتَّع النفس بمخافة الرب. تؤمن به وتدرك عظمته، فتخافه، وتكرمه، وتحفظ وصاياه. فالإيمان إذن يلد "مخافة الرب"؛ فيحفظ الإنسان المؤمن الوصيّة ويطيعها خوفًا من العقاب... وإذ ينمو بالنعمة يطيع الوصيّة كابن يخشى أن يجرح مشاعر أبيه... إنه يخشى أن تتشوَّه طبيعته التي يقتنيها على صورة إلهه ومُخَلِّصه.