رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صاحب السلطان «أَقُولُ لِهَذا: اذهَب! فَيَذهَبُ، ولآخرَ: أئتِ! فَيأتي» ( متى 8: 9 ) هذا الرَجُل - قائد المئة - كانت له ثقة كاملة في سلطان الرب المُطلق لأن يشفي عبده المريض بكلمة. إنه شخصيًا كان يعرف معنى السُلطة في حالة الإنسان. إذا كان وهو إنسان تحت سلطان يمارس هذه السلطة النافذة، ويفرض على الآخرين طاعة مُطلقة، فكم بالحري تكون سلطة المسيح؟ لقد قال: «لأَنِّي أَنا أَيضًا إِنسَانٌ تَحتَ سُلطَانٍ. لِي جُندٌ تحتَ يَدي. أَقولُ لهذَا: اذهَب! فيَذهَبُ، ولآخرَ: أئتِ! فيأْتي، ولعَبدي: افعَل هذا! فيفعَلُ» ( مت 8: 9 ) فإذا اتخذ من نفسه مثالاً للسلطة النسبية، التجأ إلى سلطة الرب التي لا حَدَّ لها، واثقًا أن لا شيء يستطيع مقاومتها. فالذي له سلطة مُطلقة على كل شيء، أ ليس له من باب أولى سلطة علينا؟ نحن ملكه، وعندما يقول لنا: اذهبوا، هل نجسـر على عدم الطاعة؟ قد يكون أرادك أن تذهب إلى قريب من أقربائك لتكلِّمه عن الإنجيل، أو لمريض لتشجعه، أو لمحزون لتُعزيه. ربما أراد أن يرسلك إلى بلدٍ ما لتُنادي فيها بخبر الخلاص الطيب. إن القائد يعلَم ما يريد تنفيذه وما على الجندي إلا الطاعة مُعترفًا بسلطان رئيسه، لا يناقش ولا يجاوب. فإذا قال لك الرب: اذهب، فاذهب. لأنه أَمرَكَ بالذهاب وكفى. واعلم أن مهمتك ليست الحصول على نتائج، بل أن تطيع ليس إلا. ويقول قائد المئة أيضًا: «أَقولُ ... لآخرَ: أئتِ! فيأتي». وتوجد لحظات كثيرة في الحياة - ويا ليتنا لا ننساها لأنها من ألَّذ وأحلى اللحظات - فيها يقول لنا الرب: تعال، عندي أشياء أقولها لك، استمع. فهل تقول له: دعني أُكلِّم الآخرين، إني أفضِّل نشاط الحياة العملية على الجلوس والتريُّض؟ ألاَ أقول له كما قال صموئيل الصبي الصغير: «تَكلَّم يا رَبُّ لأَنَّ عبدَكَ سَامِعٌ»؟ ألا أجلس عند قدميه كما جلست مريم - المرأة الضعيفة ذات الإدراك القليل ـ ليس لأن لي الإدراك العظيم لأفهمه، بل لأنه قال لي: إئْتِ. وإن واجبي هو أن أطيعه. إنني عندما أقبل كلامه داخلي، وأتمتع به لنفسـي، لا أجد الصعوبة بعد ذلك في أن أتكلَّم به وأبلّغه للآخرين، وأذهب فرحًا أينما يرسلني. ويقول قائد المئة أيضًا: «أَقُولُ ... لعَبديَ: افعَل هذَا! فيفعَلُ». وهنا يتكلَّم عن الأعمال، وهكذا الرب قد أعدَّ لنا أعمالاً صالحة لكي نسلك فيها. هل لنا الحق والحرية في أن نختار ما يَروقنا ويوافق مزاجنا، وأن نفعل ما لم يأمرنا الرب أن نفعله؟ إن هذا يكون هو العصيان بعينه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أن ملك الدهور هو صاحب السلطان |
يظن الإنسان أنه صاحب السلطان |
انه هو صاحب السلطان |
وحدك صاحب السلطان |
يسوع صاحب السلطان معي |