|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«لاَ بِالْقُدْرَةِ وَلاَ بِالْقُوَّةِ بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ» (زكريا6:4) إن هذه الآية تشمل في مضمونها الحقيقة الهامة التي مفادها أن عمل الرَّب لا يتم بقدرة وذكاء البشر وقوتهم، بل بروح اﷲ القدوس وهذا ما نراه في عملية إحتلال أريحا حيث لم تسقط أسوار المدينة بقوة سلاح بني إسرائيل، بل بقوة الرَّب الذي دفع بالمدينة لأيديهم حين نفخ الكهنة بالأبواق سبع مرات. فلو كان الأمر يعتمد على جيش كبير لما تمكن جدعون من التغلب على المديانيين، لأن جيشه تقلص إلى ثلاثمائة محارب، وكان سلاحهم غير التقليدي، جِراراً من الطين وبداخلها مصابيح، وبهذا نرى أن نصرهم كان من عند الرَّب. لقد هدف إيليا إلى إبعاد أية إمكانية أن يكون للبَشَرٍ يدٌ وراء النار التي نزلت على المذبح، لذلك أمر بِسَكب إثنتي عشرة جرة ماء عليه، وحين وقعت النار على المذبح لم يكن ثمة مجال للتساؤل عن مصدرها. بالنسبة لصيد السمك لو تُرِك الأمر لذكاء بشري، لاستمر التلاميذ في محاولاتهم الفاشلة حتى الصباح دون أن يصطادوا شيئاً، هذا الأمر هيأ للرَّب فرصة ليُظِهر لهم أنهم يجب أن ينظروا إليه فيما يتعلق بالخدمة الناجعة. من السهل التفكير بأن المال هو العنصر الأهم في الخدمة المسيحية، ففي الواقع لم يكن الأمر هكذا يوماً ولن يكون. كان هدسون تيلور على حق حينما قال أنه لا يخشى قلّة المال بقدر ما يخشى كثرة المال غير المكرَّس للرَّب. تُرى هل نلجأ إلى ما وراء الكواليس كسياسة نتّبعها أو لبرامج دعائية قوية أو للإستغلال النفسي للناس أو للخطابة الحذقة؟ كثيراً ما ننشغل ببرامج بناء واسعة أو إقامة بناء إمبراطورية تنظيمية ظانين عبثاً أن في هذا يكمن سر النجاح، على أنه ليس بالقدرة ولا بالقوة ولا بأي من هذه الأمور يمكن لعمل ﷲ أن يتقدم إلى الأمام، بل بروح الرَّب. إن الكثير مما يدعونه اليوم عملاً مسيحياً قد يستمر بدون قوة الروح القدس، ولكن العمل المسيحي الحقيقي هو ذلك الذي لا يمكن إنجاحه بشنّ حملات روحية أو باستخدام وسائل جسدية بل بالصلاة والإيمان وبكلمة اﷲ. |
|