اليوم أُخصبت البشرية بعد عقم الروح الذي أصاب أبوينا. اليوم وُلد للإنسان ابنٌ يُدعى إلهاً أبدياً!! نحن نعيِّد اليوم عيد باكورة ثمر البشرية الذي صار بكراً بين إخوة كثيرين ورأس كنيسة روحية ملء السماء. هذا هو الوسيط الوحيد بيننا وبين الآب، لأنه أخونا - بالتدبير - وابن الله بآن واحد! قادر بحق وجدارة واستحقاق أن يشفع في كل ذنب وكل ضعف من جهتنا، لأنه ارتضى أن يحمل أمام الآب والملائكة كل خطيئة الإنسان ويتقبَّل عنها كل تعيير وعقاب. وبعد أن أكمل كل تطهير لازم لطبيعتنا، أَلبسَنَا جسده الطاهر لنظهر به أمام الآب بلا عيب ولا لوم. فمباركٌ هذا اليوم في عداد كل أيام الإنسان، الذي فيه سلَّمْنا جسدنا للروح القدس بواسطة العذراء ليأخذه المسيح عنا ويصيِّره له خاصة، فيتراءى أمام الآب به مصالحاً كل إنسان فيه!! ومباركٌ هو كل إنسان له روح المسيح بالإيمان، لأنه لن يعود يظهر بعد في جسده الميت الفاسد أمام الآب، لأنه سيُعْطَى جسد المسيح ليتراءى به، فينال نعمة ويحل عليه مجد الله.