أراد الله لأبينا مثلث الرحمات
قداسة البابا شنوده الثالث
أن يسافر للسماء فى الصوم الكبير. لينتقل و هو صائماً مجاهداً حتى أخر عمره على الأرض .
رأيت فيه و أشهد أن الصوم عند قداسته .
ليس مجرد عبارات من واعظ قدير أو مفكر لاهوتى عظيم . إنما هو ثمرة حياة طبقها بنفسه و عاشها بكل ما فيها من نسك و زهد عن كل ملذات العالم منذ نعومة أظافره حتى إنتقاله للسماء .
فى إلتزام صارم و لعل هذا ما يجعل لكلماته الأثر العظيم في النفس . لأنها ليست كلمات إنما حياة خرجت للأخرين في شكل عبارات . فتعاليمه عن الصوم كانت بإختبار حي سار فيه هو قبلاً.
شأنه شأن كل فضيلة تحلى بها لم يتحدث إلا بما عاشه و مارسه و طبقه بكل أمانة.
لم أراه يوماً متعباً من الصوم ورغم ألمه و تعبه لم يكسر أصوامه يوماً ولم يقبل مجرد مناقشة هذا الأمر منا . و الحديث عن نسكياته في كبره و ألمه يكون له درساً كبيراً لنا أكثر من الحديث عنه في شبابه .فقد كان يأخذ قوة و نعمة إلهية تسنده دوماً. كان دوماً يقرن حديثه عن الصوم بالفضائل الأخرى كالتوبة مثلاً لأنه كان يرى أن زهد الإنسان عن الماديات الملموسة .يدربه على الزهد عن الشهوات الحسية و الفكرية . +++++++++++
و هكذا أحبائى نتعلم و نحن نستقبل صوم الأربعين المقدسة . ننقي أنفسنا و نوايانا و ضمائرنا تجاه الله و تجاه الأخر..فأى صوم هذا الذى يصومه الإنسان و بداخله تجاه أحد حقد أو بغضة أو كراهية .أمثل هذا يقال له صوماً++++++
ونتذكر كلمات و تعاليم أبينا الحاضر دوماً معنا . لنأخذها مرشداً لنا كى نحيا صوماً حقيقياً صادقاً نجاهد فيه ضد خطايانا و محاربات عدو الخير . فجميعنا تغلبنا الخطايا و الأفكار . فليس فينا من لا يخطئ .
ليتنا نبدأ فى هذه الأيام بداية قوية. مبتعدين عن كل شر و كل شبه شر و كل مسببات الخطية . ليستمر معنا هذا حتى بعد أن ينتهى الصوم بحسب الأيام تستمر نفوسنا نقية مجاهدة . لنتشبه بأباؤنا و نتمثل بشخص عاش بيننا فى كل طهر و نقاء و تعقل دون أن يتعالى على الضعفاء إنما كان يشجع الجميع.
و هذا ما تفعله الفضيلة فى الإنسان تنقى فكره و ضميره و نواياه تجاه الكل بلا إستثناء. ..
++++++++++++
صلى عنايامن عشت لله كل لحظة فى حياتك . فباركك الله بما لم ينله الكثيرون . صلى عنا كى نصوم بنقاوة و نحيا ببر و هدوء و نختم حياتنا بصلاح .
صلى عن المضطهدين فى كل مكان . يامن كنت تتألم لألم الجميع .
صلى عنا و عن وطننا و كنيستنا و حياة راعيها .صلى عنا يامن لا تنسانا.القمص بولس الأنبا بيشوى