رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من هو الأكبر أو الأول
العمل في كرم الرب ، لا يعرف في قاموسه من الأكبر أو من الأول !!. الله اختار شعب إسرائيل لكي يأتي بواسطته المسيح إلي العالم ، لا لأن هذا الشعب أفضل من غيره ، بل لكي يؤدبه ويحضره لإستقبال المسيح . كذلك اختار الله الأنبياء وأرسلهم ، ليذكروا الشعب بمسؤوليات هذا الإختبار الإلهي له ، أي ينقلوا رسالة الله . أيضاً ، اختار السيد المسيح الرسل الأثني عشر ، لكي يدربهم ويوكل إليهم نشر رسالة الأنجيل للعالم أجمع . والكنيسة هي التي تشهد للمسيح وتحمل نور المسيح للبشرية كلها . بأختصار ، الله يعمل بواسطة البشر ، فيختار البعض منهم ، فيقبل هؤلاء هذا الأختيار محملين أنفسهم بذلك القبول بمسؤولية القيام بالرسالة التي وكلهم الله بها ، مقتنعين دوماً بأن الله هوالأساس وأن الرسالة له ، وأنهم عبيد بطالون ليس إلا ، اؤتمنوا علي حقيقة ليست لهم بل لله . وأنهم لن يكونوا أمناء لهذا الإختيار إلا بقدر ما يجعلون شعارهم في الخدمة " ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص " ( يوحنا 3 : 30 ) .ينبغي أن تكون الخدمة من أجل بنيان جسد المسيح ، أي الكنيسة والكنيسة في نظرنا اسمي وأبقي من أي شخص كان ، والعمل الكنسي لا يبني إلا إذا كان متجرداً من الذات . وبما أن الخادم يحمل نور الله إلي الناس فإن نور الله لا يغمرنا إلا إذا انفتحنا له . وهذا الإنفتاح أليم ، لأنه يتطلب الإنسلاخ عن (( الأنا )) . للأسف ، بعض الكهنة أو الخدام ، يتصرفون وكأنهم معصومون من الخطأ ، فلا يقبلون أن يقال في آرائهم ما قيل في آراء أعظم آباء الكنيسة وأقدسهم . فكل رأي بشري قابل للنقد ، خاصة إذا كان النقد يصب في صالح الكنيسة . من هنا ، يرجي التخلي عن (( الأنا )) : أنا قلت ... أنا أمرت ... أنا أفهم أحسن ... أنا ... ، كذلك أن نكن الإحترام والمودة للأشخاص الذين ينتقدوننا . من جهة أخري ، الخدمة تحتاج إلي الشباب والناضجين في آن معاً : إلي حماس الشباب وإلي خبرة من عرف الحياة . النوعان يشكلان واحداً لا يتجزأ ، ولا غني للواحد منهما عن الآخر . المهم أن الذي يخدم يجعل نصب عينيه أنه يعمل لحساب المسيح وبنيان الكنيسة . وللأسف ، نري الخدام الحداثى والخدام القدامى يتراشقوا التهم المتبادلة : الخدام القدامى يعيبون غلي الخدام الحداثى ضآلة الوقت الذي يخصصونه للصلاة وقراءة الكتاب المقدس ، وينصرفون لممارسة نشاطات فارغة . أما الخدام الحداثى من جهتهم ، ينتقدون الخدام القدمى لإنعزالهم داخل فكر محافظ عقيم ، غير مبالين بمشاكل العالم ، منفردين وسط برج عاجى . في حين أن الوضع السليم هو : يجب علي الخدام الحداثى أن يكونوا مستعدين للإصغاء والإفادة من خبرات الأكبر سناً والتمثل بالفضائل التي يعيشونها . وعلي الخدام الأكبر سناً – من جهتهم – أن يتذكروا أنهم ما لم يعودوا ويكونوا كالأطفال الصغار لن يدخلوا ملكوت السموات . الخادم الروحي الحقيقي ، هو ذال الذي يوجه دون أن يفرض ، خاصة يفرض ذاته . من يتوقف عند الماضي ويقول : في عهدي ... في أيامى ، يكون قد كف عن الحياة . وهنا تكمن أصعب تجربة يمر بها بعض الخدام القدامى . إنهم يعيشون في ماضيهم ويرغبون في فرض مفاهيمهم دون تمييز . في الطرف الآخر ، هناك نشاطات متطرفة لدي بعض الخدام الحداثى ، ممن ينتقدون كل شئ ، ويرغبون في تغيير كل شئ ، وهم متناسين التأصل في التقليد الصحيح للكنيسة ، ويستخدمون اساليب العالم للوصول إلي أهدافهم ينبغي علي الخدام القدامى أن يتأكدوا أن الأزمنة القديمة قد تغيرت ، وينبغي إذاً تجديد الوسائل واشكال التعبير ، لتصبح هذه ملائمة لذهنية اليوم . كما يجب علي الخدام الحداثى أن يتعلموا مزيداً من الصبر والتواضع لتغيير الأساليب مع الإبقاء علي الجوهر . |
|