دعا الرب المؤمنين أن يكونوا مساعدين لبعضهم البعض، بل إن الكلمة المترجمة «بعضكم بعضًا» ومرادفاتها تأتي كوصايا للمؤمنين ٦٠ مرة في العهد الجديد معظمها تحضّ على المحبة الباذلة والعطاء. فالأساس يحرضنا الرب على أن نحب بعضنا البعض أكثر من مرة. وانطلاقًا من هذا الأساس يحرضنا «بِالْمَحَبَّةِ اخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا» (غلاطية٥: ١٣)، أي أن نكون على استعداد لعمل ما يسد احتياج الآخرين. وفي سبيل ذلك يطلب منا «اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ» (غلاطية٦: ٢). قد يكون الحمل ماديًا أو نفسيًا، ثقيلاً أو خفيفًا، لكني مدعو اليوم لأن أحمل مع أخي حمله، ليحمل هو غدًا معي حملي (قفتي). ولمؤمنين حديثي الإيمان يدعوهم «عَزُّوا (”شجعوا“) بَعْضُكُمْ بَعْضًا»، ويردف «ابْنُوا أَحَدُكُمُ الآخَرَ» (١تسالونيكي٥: ١١)، فكل منا عنده المحدود من الإمكانيات والخبرة، إضافتي مما عندي لأخي يسد نقصه ويضيف إليه كما البناء لأعلى، وهو بدوره يفعل الشيء عينه.