|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اذا كان المسيح إلهاً، فلماذا كان يصلي؟ صلاة المسيح. لماذا؟ في تعليم اباء الكنيسة في كثير من نصوص الاناجيل نجد ان السيد المسيح قدم صلوات كثيره . فقد قدم لنا القديس يوحنا صلاة السيد المسيح الوداعية التي تحمل أسرارًا فائقة (يو 17)، كما أبرز الإنجيلي لوقا اهتمام السيد المسيح كقائدٍ لنا بالصلاة في كل الظروف. يصلي أثناء عماده، فانفتحت السماء ونزل عليه الروح القدس… (لو 3: 21-22). كما صلى قبل اختياره الاثني عشر تلميذًا (لو 6: 12-13)، وصلي قبل أن يسأل تلاميذه: “ماذا يقول الناس إني أنا” (لو 98: 18-29). وصلى قبل أن يتجلى (لو9: 28-29). كما صلى قبل تأسيس سٌر الإفخارستيا (لو22: 19). وأيضًا في لحظة الألم (لو 22: 42-43)، وقبل موته بالجسد (لو 24: 46) قائلاً: “يا أبتاه في يديك استودعك روحي“. وحذر تلاميذه من إساءة استخدام الصلاة (لو 18:11، مت 6: 5-8، 7: 21، مر 12: 38). وقدم تسبيح شكر للآب من أجلنا لتمتعنا كأطفالٍ بسطاءٍ بالحكمة المخفية عن الحكماء والفهماء (لو 10: 21). (1) و للوقت تظهر في ذهننا تساؤلات كثيره : كما قال الهراطقه قديماً ليوحنا ذهبي الفم : الآن إقتبس النصوص التي تُبين العكس . أي نصوص تبين العكس ؟ نصوص مثل أنه يصلي للآب . إن كان له نفس القدرة و من نفس جوهره و يعمل كل شئ بإقتدار ، فلماذا يُصلي ؟ (2) فلماذا قدم يسوع هذه الصلوات ؟ هل كان يحتاج للصلاه ؟ لنعرف الاجابه علي هذه الاسئله يجب ان نعود الي معرفة حقيقة سر التجسد كما يقول القديس كيرلس الكبير : أرجوكم أن تنظروا هنا إلى عمق التدبير في الجسد، وإلى سُمو تلك الحكمة التى لا يمكن لكلمات أن تُخبِر بها، ثبِّتوا عليها عين العقل الثاقبة، وإن لم تستطيعوا رؤية جمال السر، فأنتم أيضًا ستقولون: ” يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه! ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء“ (رو33:11). (3) فالتجسد هو ان المسيح كأدم جديد جمع البشرية في شخصه و اصبحرأساً جديداً لجنس البشر و لهذا دُعيَّ في الكتاب المقدس بهذه الاسماء : ادم الاخير ( 1 كو 15 : 45 ) و البكر ( عب 1 : 6 ، كو 1 : 15 ) و رئيس الكهنة ( عب 2 : 17 / 3 : 1 / 4 : 14 ، 15 / 5 : 1 ، 4 ، 10 / 6 : 20 / 7 : 26 / 8 : 1 ، 3 / 9 : 11 ) و بهذا احتوانا في جسدهكما احتوانا ادم الاول إذ هو رأس الخليقة و أدخل الطبيعة البشرية في معرفة الشر و الفساد بالخطيه ، فصار هو رأساً جديداً للبشريه حيث أنه كإله عندما اتحد بالطبيعة البشرية فهو قد اتحد بطبيعة كل شخص و هكذا حملنا جميعاً في ذاته ، و إذ حملنا في شخصه فكرئيس كهنة حمل خطايانا ليدخل الي قدس الاقداس مرة واحده و يكفر عن أثامنا كما كان يفعل رئيس الكهنة قديماً ( راجع لاويين 16 : 32 : 34 ) و هكذا يجب ان ننظر إلي كل عمل عمله السيد الرب في تجسده ، فقد مُسح بالروح القدس ليكون لنا الداله ان يسكن فينا روح الله ايضاً و لا يفارقنا كما كان في العهد القديم ، و تعمد ليقدس لنا طريق المعموديه ، و هكذا ايضاً عندما قام من الاموات رفع لعنة الموت عن الجميع إذ أننا جميعاً متنا فيه و قمنا ايضاً معه ( و هذا ما نشترك فيه في سر المعموديه للدخول في حياة المسيح ) . فكل التجسد هو لاجلنا و لاجل تبرير طبيعتنا البشرية في جسد الكلمه الالهي . كما يقول القديس اثناسيوس : أن ربنا بينما هو ” كلمة ” الله وابن الله فإنه قد لبس جسدًا, وصار ابن الإنسان لكي بصيرورته وسيطًا بين الله والناس, فإنه يخدم أمور الله من نحونا ويخدم أمورنا من نحو الله. وعندما قيل عنه إنه يجوع ويبكي ويتعب، ويصرخ إلوي إلوي, وهى آلامنا البشرية، فإنه يأخذها، ويقدمها للآب، متشفعًا عنا، لكى بواسطته وفيه تبطل هذه الآلام . وحينما قال: ” دُفع إلىَّ كل سلطان” (مت18:28) و” آخذها” (أنظر يو18:10) و” لذلك رفعّه الله ” (فى9:2). فإن هذه هى الهبات الممنوحة لنا من الله بواسطته. لأن “الكلمة” لم يكن فى احتياج إلى أى شئ فى أى وقت ، كما أنه لم يُخلق . ولم يكن البشر قادرين (بذواتهم) أن يعطوا هذه (الهبات) لأنفسهم، ولكنها أُعطيت لنا بواسطة “الكلمة”. لذا وكأنها معطاة له فهى تنتقل إلينا. ولهذا السبب تجسد، حتى بإعطائها له تنتقل إلينا . لأن الإنسان وحده (بدون وسيط) لم يكن مستحقًا أن يأخذ تلك الهبات، و”الكلمة” فى ذاته لم يكن محتاجًا إليها . لذا اتحد “الكلمة” بنا ونقل إلينا السلطان ومجدّنا مجدًا عاليًا .(4) و يكمل قائلاً : لانه كما أباد الموت بالموت، وبوسائل بشرية أبطل كل ما للإنسان (من ضعفات) هكذا أيضًا بهذا الذي ظهر وكأنه خوف، نزع خوفنا، وأعطى الناس أن لا يعودوا يخافون الموت فيما بعد.(5) و يقول ايضاً : لهذا عندما يُقال إن شيئًا ما قد أُعطى للرب، يجب أن نعرف أنه لم يُعطَ له كمحتاج إليه، بل أُعطى للإنسان نفسه بواسطة “الكلمة”. لأن كل من يتشفع من أجل آخر ينال هو نفسه الهبة، ليس كمحتاج إليها، بل لحساب من يتشفع لأجله. وكما أن الرب يأخذ ضعفاتنا، دون أن يكون ضعيفًا ، ويجوع دون أن يكون محتاجًا للأكل. وهو يأخذ ضعفاتنا لكى يلاشيها. كما أنه ـ فى مقابل ضعفاتنا ـ يقبل أيضًا الهبات التى من الله، حتى أن الإنسان الذى يتحد به، يمكنه أن يشترك فى هذه الهبات. ولذلك يقول الرب” كل ما أعطيتنى.. قد أعطيتهم“. وأيضًا ” من أجلهم أنا أسأل ” (يو7:17ـ9) لأنه كان يسأل لأجلنا، أخذًا لنفسه ما هو لنا، ومعطيًا لنا ما أخذه. لأنه عندما اتحد الكلمة بالإنسان نفسه، فإن الآب من أجل ابنه قد أنعم على الإنسان بأن يُمجد، وأن يُدفع له كل سلطان، وما شابه ذلك. لذا نُسبت كل هذه الأمور “للكلمة” نفسه، لكى ننال بواسطته كل هذه الأمور التى أُعطيت له. فكما أن “الكلمة” صار إنسانًا لأجلنا، هكذا نحن نُرفَّع لأجله. فإن كان لأجلنا قد وضع نفسه (اتضع)، فليس من غير المعقول إذن أن يُقال إنه قد مُجد ورُفع لأجلنا، لهذا ” أعطاه ” (الآب) أى ” أعطانا من أجله هو”، وقد “رفَّعه” أى ” رفَّعنا نحن فيه “. “والكلمة” نفسه، حينما نتمجد ونأخذ وننال معونة، كأنه هو نفسه الذى مُجِّدَ وأخذ ونال معونة، يقدم الشكر للآب، ناسبًا ما لنا لنفسه قائلاً : ” كل ما أعطيتنى .. قد أعطيتهم ” (يو8،7:17). (6) و هكذا ايضاً قدم السيد بالصلاة بنا و عنا ، فصلي بطبيعتنا متشفعاً لنا عند الآب و لكي تُسمع ايضاً صلواتنا فيه . و يقول القديس يوحنا ذهبي الفم عن صلاة المسيح انها كانت للاسباب الاتيه : 1 – تجسده : أنه تسربل بالجسد و أراد أن كل البشر في تلك الايام و ما يليها من عصور أن يؤمنوا أن ما رأوه لم يكن مجَّرد خيال أو هيئه ظاهريه بل طبيعة حقيقيه . (7) ، ألا تزال تسمع حتي اليوم أن ماركيان و ماني و فالنتيان و آخرين كثيرين أنكروا تدبير الفداء في الجسد ؟ … أنه تصرف هكذا ليبرهن و يؤمّن علي تدبير الفداء . إن إبليس سعي بكل جهده لنزع هذا الإيمان عن البشر ، لأنه علِمَ أنه إذا ما لاشي إيمان الانسان بتدبير الفداء سيتلاشي معه كل الاشياء التي نتمسك بها علي انها حقيقة . (8) 2 – ليعلمنا الاتضاع : إنه أراد ممن يسمعونه أن يكونوا متضعين في قلوبهم و أذهانهم ، لو كان شخص ما يُعلِم عن إتضاع القلب ، إنه يفعل هذا ( أي يعلمهم ) ليس فقط بما يقوله ، بل ايضاً بما يفعله . إنه متضع في القول و الفعل . ( تعلموا مني لاني وديع و متواضع القلب .. مت 11 : 29 ) (9) 3 – تمايز أقانيم الثالوث القدوس : لكي يمنعنا من السقوط أبداً في الاعتقاد أنه لا يوجد غلا إقنوماً واحداً في الله بسبب التقارب فائق الوصف بين الاقانيم الثلاثه . (10) و هكذا يمكننا ان نوضح ان صلاة السيد المسيح كانت : 1 – نيابة عنا كرئيس كهنة و شفيع . 2 – واضعاً لنا مثالاً نتعلم منه . 3 – نحن كنا فيه نصلي و نصرخ . 4 – لاجلنا و لاجل خلاصنا . 1 – نيابة عنا كرئيس كهنة و شفيع : كما يقول القديس كيرلس الكبير : انه يُصلي ليس كمن يعوزه شئ إذ هو الاله ، بل بصفته رئيس كهنة يرفع التوسلات التي من اجلنا . (11) . و يقول العالم دونالد جوثري : رئيس الكهنه اساساً هو ممثل للإنسان ، إنه مأخوذ من الناس فلأنه متخذ طبيعة الناس يستطيع ان يعمل بأسمهم و يتضرع نيابة عنهم . كان هذا امراً اساسياً في كهنوت هرون . (12) كل صلاه صلاها المُخلص ، انما صلاها بالنيابة عن طبيعة الانسان .اثناسيوس . (13) من أجلنا قدم التشكرات لئلا نظن أن الآب والابن أقنوم واحد بعينه عندما نسمع عن إتمام ذات العمل بواسطة الآب والابن. لهذا فلكي يظهر لنا أن رد تشكراته ليست ضريبة يلتزم بها من هو في عجز عن السلطان، بل بالعكس أنه ابن الله الذي ينسب لنفسه دومًا السلطان الإلهي، لذلك صرخ: “لعازر هلم خارجًا”. هنا بالتأكيد أمر لا صلاة. القديس جيروم (14) يصلي المسيح عنا، ويصلي فينا، ونصلي إليه. يصلي عنا بكونه كاهننا، ويصلى فينا بكونه رأسنا، ونصلي إليه بكونه إلهنا، لهذا نتعرف على صوتنا فيه، ونتعرف على صوته فينا. القدّيس أغسطينوس (15) إنه ليس عبدًا ينطرح أمام الآب شافعًا فينا. فإن مثل هذه الفكرة خاصة بالرقيق وغير لائقة بالروح! إنه لا يليق بالآب أن يطلب ذلك، وأيضًا بالابن أن يخضع لها، ولا يحق لنا أن نفكر بمثل هذه الأمور بالنسبة لله. ولكن ما تألم به كإنسانٍ، فإنه إذ هو الكلمة والمشير يطلب من الله أن يطيل أناته علينا. أظن هذا هو معنى شفاعته .القديس غريغوريوس النزينزي . (16) وإن غاب عن أعيننا، فالمسيح رأسنا مرتبط بنا بالحب. وحيث المسيح الكلي Totus Christus هو الرأس والجسد، لنصغِ في المزمور إلى صوت الرأس لكي نسمع أيضًا الجسم يتكلم. (17) . إن كان هو الرأس، فإننا نحن الأعضاء، كنيسته الكلية التي تنتشر عبر العالم، أي جسده، الذي هو رأسه. ليس فقط المؤمنون الذين على الأرض الآن، والذين سبقونا والقادمون فيما بعد إلى نهاية الزمن، يتصلون الواحد والكل في جسده، وهو رأس هذا الجسد، الذي صعد إلى السماء… يمكننا القول إن صوته هو صوتنا، وأيضًا صوتنا هو صوته. لنفهم أن المسيح يتكلم فينا . (18) القديس أغسطينوس و يختم ذهبي الفم : لكن لمن قد تضرع ؟ تضرع نيابة عن كل من أمن به .(19) 2 – واضعاً مثالاً لنا لنتعلم منه : تعالوا انظروا مخلصنا محب البشر الصالح . صنع فعل الصوم مع عظم تواضعه فوق الجبال العاليه بانفراد جسدي و علمنا المسير لكي نسير مثله .. ذكصولوجية الصوم المقدس . يقول كيرلس السكندري : ما يقوله المسيح هنا ، ينبغي ان يكون نموذج الصلاة بالنسبة لنا . لانه كان من الضروري لا ان يأتي شيخ او رسول ، بل ان يظهر المسيح نفسه . ليكون قائدنا و مرشدنا في كل صلاح ، و في الطريق الذي يؤدي إلي الله . لإننا دُعينا – و هكذا نحن بالحق – كما يقول النبي : متعلمين من الله . (20) و يقول في موضع اخر : وكان يحث تلاميذه أن يتصرَّفوا بما يناسب هذا الظرف (العصيب) بقوله لهم: ” اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة”. وحتى لا يكون تعليمه بالكلام فقط، صار هو نفسه مثالاً لِمَا ينبغي أن يفعلوه هُم، فقد انفصل عنهم قليلاً، نحو رمية حجر، وجثا على ركبتيه وصلَّى . (21) و يقول ايضاً : كل ما فعله المسيح، فعله لأجل بنياننا، ولأجل منفعة أولئك الذين يؤمنون به، وعن طريق تعريفنا بسلوكه الخاص كنموذج للحياة الروحية، فإنه جعلنا عابدين حقيقيين، لذلك دعنا نرى في النموذج والمثال الذي تُزودنا به أعمال المسيح، نرى الطريقة التي ينبغي أن نقدم بها صلواتنا إلى الله. (22) 3 – نحن كنا فيه نصلي و نصرخ : نحن الذين كنا فيه نصلي بصراخ شديد و دموع و نطلب ان يبطل سلطان الموت . كيرلس السكندري (23) و يقول الاب متي المسكين : إن هذه الصرخات هي اصلاً و في الحقيقه صرخاتنا التي صرخها من أجلنا , و الدموع هي دموعنا و قد كان يبكي من اجلنا ، و التوسلات هي توسلاتنا توسلها بإسمنا . لأنه إبن الله فقد صمم ان يحمل كل اوجاعنا ، فتحملها في جسده الذي هو اصلاً جسدنا الذي لبسه عليه ليظهر به كإنسان خاطئ امام الله ابيه لينال تعطفاته علي جنسنا . (24) نحن الذين كنا فيه – كما في مبدء ثان لجنسنا – نصلي بصراخ شديد و دموع و نطلب ان يبطل سلطان الموت . (25) 4 – لاجلنا و لاجل خلاصنا : قدم طلبات و تضرعات للآب لكي يجعل أذن الآب صاغية لصلواتك انت ايضاً . كيرلس السكندري . (26) و يقول في موضع اخر : لقد بكي بشرياً لكي يُجفف دموعك … و قدم طلبات و تضرعات للآب لكي يجعل اذان الآب صاغيه لصلواتك انت ايضاً . (27) و يقول ايضاً : لكي يجعل صلواتنا نحن ايضاً تصير مقبوله لدي الآب ، لذلك قد وضع بنفسه بدايه جديده لفعل الصلاه ، لكي يستميل بذلك أذن الآب لصراخ الطبيعه البشريه . (28) و يقول امبرسيوس : ولذلك، أخذ مشيئتى لنفسه، أخذ أحزانى وبثقة أدعوها أحزانى، لأننى أكرز بصليبه. إن ما هو خاص بى هو المشيئة التى سمّاها مشيئته، لأنه كإنسان هو حمل أحزانى، وكإنسان تكلَّم ولذلك قال: “ لا مشيئتى بل مشيئتك“. الأحزان هى أحزانى، وما هو خاص بى والحِمل الثقيل الذى حمله بسبب حزنى هو حملى أنا، لأنه لا يوجد مًن يتهلّل عندما يكون على حافة الموت. هو يتألم معى ويتألم لأجلى، فهو حزن لأجلى. وتثقل لأجلى. لذلك فهو حزن بدلاً منى وحزن فىّ، هو الذى لم يكن هناك سبب يجعله يحزن لأجل نفسه. (29) و يكمل قائلاً : دعنا نذكِّر أنفسنا بمنفعة الإيمان الصحيح. إنه نافع لى أن أعرف أنه مِن أجلى حَمَل المسيح ضعفاتى، أخضع نفسه لمشاعر جسدى، ولأجلى، أى لأجل كل إنسان، صار خطيَّة ولعنة ، ولأجلى وفىَّ تذلَّل وصار خاضعًا، ولأجلى صار حملاً وكرمة وصخرة وعبدًا، وابن الأَمَة (يقصد الأُمة اليهودية والعذراء)، (قاصدًا) ألاّ يعرف يوم الدينونة ، ولأجلى لا يعرف اليوم ولا الساعة . لأنه كيف يمكنه، وهو الذى صنع الأيام والأزمنة أن يكون غير عارف لليوم (الدينونة)؟ كيف لا يمكنه أن يعرف اليوم وهو الذى أعلن زمن الدينونة الآتية وسببها ؟ وهو قد صار لعنة، إذن، لا من جهة ألوهيته وإنما من جهة جسده، لأنه مكتوب: ” ملعون كل مَن عُلِّق على خشبة” (تث23:21، غل13:3)، ولذلك فإنه فى الجسد أى بعد التجسد قد عُلِّق، ولذلك فإن هذا الذى حَمَل لعناتنا صار لعنة . إنه بكى، حتى لا يطول بكاؤك أيها الإنسان، واحتَمَلَ الإهانة حتى لا تحزن قِبالة الإساءة التى تصيبك . (المقصود هنا الأحزان التى نجوزها خلال وجودنا فى العالم بسبب قسوة البشر. ) (30) |
|